بعد انتهاك سيادتها.. هل تلجأ سوريا لمجلس الأمن لمقاضاة إيران وإسرائيل ؟

مع دخول الصراع بين إيران وإسرائيل مرحلة أكثر تصعيداً، تتحول الأجواء في سوريا إلى ساحة مفتوحة لانتهاكات عسكرية متبادلة، وسط غياب أي تفويض قانوني، وقلق متزايد من تفجّر حرب أوسع في المنطقة.
خلال الأيام الماضية، سجّلت عدة محافظات سورية، خصوصاً في الجنوب، سقوط صواريخ ومسيّرات تم اعتراضها فوق الأراضي السورية. تقارير ميدانية تحدثت عن أضرار طالت منازل ومرافق مدنية في درعا والسويداء وريف طرطوس، وسط إصابات في صفوف المدنيين، وحالة من الذعر بين السكان.
ويرى مراقبون أن كلا الطرفين، إيران وإسرائيل، ينفذان عملياتهما العسكرية في الأجواء السورية دون تنسيق أو موافقة من دمشق، ما يشكل انتهاكاً صريحاً للسيادة السورية، وتهديداً لسلامة المواطنين، وخرقاً لمبادئ القانون الدولي.
هل تلجأ سوريا لمجلس الأمن
بحسب خبراء فإن أمام الحكومة السورية عدة مسارات يمكن سلوكها لحماية سيادتها، من بينها التوجّه إلى مجلس الأمن الدولي استناداً إلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، التي تضمن حق الدفاع عن النفس، وكذلك المطالبة بإدراج ملف الانتهاكات الجوية ضمن جدول أعمال المجلس.
كما اقترحت تقارير متخصصة العمل على دعوة منظمة الطيران المدني الدولي لعقد جلسة طارئة تناقش عسكرة الأجواء السورية، والسعي نحو إنشاء ممرات جوية آمنة للطيران المدني والإغاثي.
دعوات لتحييد سوريا عن النزاع بين إيران وإسرائيل
تشير تحليلات إلى ضرورة طرح مشروع قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة يكرّس مبدأ الحياد السوري، ويُلزم جميع الأطراف الإقليمية والدولية بعدم استخدام الأجواء أو الأراضي السورية لأي عمليات عدائية.
كما دعت توصيات حقوقية إلى تفعيل اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974، ومنع أي قوات أجنبية من تحويل الأراضي السورية إلى ساحة لتصفية الحسابات، مع أهمية ملاحقة الانتهاكات أمام الجهات القانونية الدولية المختصة.
نصائح إقليمية بعدم الانجرار في صراع إيران وسوريا
في سياق متصل، كشفت مصادر إعلامية أن الرئيس التركي قدّم نصائح للرئيس السوري أحمد الشرع، تحثّه على تجنّب التورط في الصراع المتصاعد بين طهران وتل أبيب. وذكرت تقارير أن أنقرة شددت على ضرورة الحفاظ على الاستقرار الداخلي ومواجهة أي تهديدات محتملة من الجماعات المسلحة مستغلة حالة الفوضى الإقليمية.
خسائر سوريا من الحرب بين إيران وإسرائيل
المخاوف لا تقتصر على الجانب الأمني فقط، إذ أشارت تقارير إنسانية إلى أن الاضطرابات الجوية الناجمة عن التصعيد تسببت في إغلاق بعض المسارات فوق سوريا، ما أثر بشكل مباشر على حركة الطيران المدني، وأجبر شركات عالمية على تغيير وجهاتها.
وقد أدى ذلك إلى خسائر في قطاع السياحة، وتراجع عدد الزوار القادمين من الخليج، إضافة إلى تعطّل شحنات المساعدات الإنسانية، في وقت تشير فيه بيانات أممية إلى أن 16.7 مليون شخص داخل سوريا بحاجة إلى شكل من أشكال الدعم.
اقرا أيضا
اغتيال خامنئي… لماذا تُكرّر إسرائيل تهديداتها باستهداف مرشد إيران؟