بعد تبرع ولي العهد بمليار ريال.. كيف يستفيد قطاع الإسكان السعودي من الدعم؟

أعلن وزير الشؤون البلدية والقروية والإسكان السعودي، ماجد الحقيل، أن تبرع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بمليار ريال لدعم برامج تملك السكن يعكس الأهمية الكبيرة التي توليها القيادة السعودية لقضية الإسكان السعودي.

مؤكداً في هذا السياق، أن هذه المبادرة ستدفع نحو زيادة عدد الأسر السعودية المالكة للمساكن خلال عام 2025، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030.

وفي مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الإعلام السعودي، سلمان الدوسري، شدد الحقيل على أن هذا الدعم الكريم يأتي تتويجاً للجهود المبذولة لرفع نسبة تملك المواطنين للمساكن، مشيراً إلى أن الوزارة تستعد لضخ نحو 70 ألف وحدة سكنية جديدة في العاصمة الرياض بأسعار تبدأ من 250 ألف ريال.

ارتفاع ملحوظ في نسبة تملك المساكن

وكشف تقرير التقدم في تحقيق “رؤية 2030” عن عام 2024 أن نسبة تملك الأسر السعودية للمساكن ارتفعت إلى 65.4%، مقارنة بـ47% في عام 2016، ما يعكس الإنجازات المتسارعة التي تحققت قبل الموعد المستهدف بعام كامل.

وأشار الحقيل إلى أن أكثر من 850 ألف أسرة سعودية أصبحت تمتلك مساكنها بفضل الحلول التمويلية المتنوعة، التي بلغت أكثر من 11 حلاً مبتكرًا لدعم المواطنين الراغبين في التملك.

استهداف 70% نسبة تملك بحلول عام 2030

في إطار السعي المستمر لتحقيق رؤية 2030، أوضح وزير الإسكان أن الهدف القادم هو الوصول إلى نسبة تملك تبلغ 70%، وهو ما تعمل الوزارة على تحقيقه من خلال تعزيز البرامج التمويلية، وتطوير المخططات السكنية في جميع مناطق المملكة.

لم تقتصر الجهود الحكومية على دعم الأسر متوسطة الدخل، بل امتدت لتشمل الفئات الأكثر احتياجاً، حيث وفرت الوزارة مساكن ملائمة لأكثر من 50 ألف أسرة، وتمكنت أكثر من 43 ألف أسرة من تملك منازلها بشكل دائم، في خطوة تهدف إلى تحسين جودة الحياة وتعزيز التنمية الاجتماعية.

ضخ وحدات سكنية بأسعار مناسبة

كشف الوزير الحقيل عن خطط لضخ ما بين 60 إلى 70 ألف وحدة سكنية في الرياض خلال الفترة المقبلة، مبيناً أن أسعار هذه الوحدات ستبدأ من 250 ألف ريال بعد الدعم الحكومي، مما يجعل التملك السكني أكثر سهولة لشريحة واسعة من المواطنين.

وأكد الحقيل أن الوزارة تضع في اعتبارها عنصرين رئيسيين في تنفيذ مشاريعها: التوطين وخلق الوظائف الجديدة.

مساهمة قطاع الإسكان والبلديات في الناتج المحلي

أشار وزير الإسكان إلى أن القطاع البلدي والإسكاني أصبح يمثل 14% من الناتج المحلي، مع أكثر من 550 نشاطًا اقتصاديًا. كما ساهم في خلق أكثر من 500 ألف وظيفة جديدة للشباب والشابات عبر 318 ألف منشأة نشطة، مما يدعم جهود تنويع الاقتصاد الوطني.

قفزة في حجم القطاع العقاري

شهد القطاع العقاري السعودي نموًا استثنائيًا، حيث ارتفع حجمه من 170 مليار ريال إلى أكثر من 850 مليار ريال في عام 2024، بحسب تصريحات الوزير.

وأضاف أن مساهمة قطاع التشييد والبناء والأنشطة العقارية تجاوزت 16% من تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر، ما يعكس مستوى الثقة العالمية في جاهزية المدن السعودية والبيئة التنظيمية الجاذبة للاستثمار.

ارتفاع الإيرادات البلدية وتحول نحو الاستدامة

على صعيد الإيرادات، ارتفعت مداخيل القطاع البلدي من 6.3 مليار ريال في 2020 إلى 22 مليار ريال في 2024، بنسبة نمو 249%.

وأوضح الحقيل أن هذا التحول جاء نتيجة لاستغلال الفرص الاستثمارية وتعزيز الاستدامة المالية، عبر توقيع عقود استثمارية بنحو 19 مليار ريال لتطوير البنية التحتية والخدمات.

إنجازات في تطوير المدن الذكية

في سياق تطوير المدن، نجحت أكثر من 6 مدن سعودية في دخول تصنيف المدن الذكية، مع العمل الجاري على تفعيل الهويات العمرانية في 12 أمانة بحلول نهاية العام.

كما أشار الحقيل إلى تحسين جودة الخدمات البلدية عبر تفعيل مركز مراقبة المدن، وتسريع إصدار التراخيص خلال أقل من 48 ساعة، ورفع نسبة إغلاق البلاغات إلى 94%.

اقرأ أيضًا.. “نايس ون السعودية” تسجل قفزة 311% بأرباح الربع الأول من 2025 مقارنة بالربع السابق

تعزيز الشفافية وجودة الحياة وإشادة بإنجازات رؤية 2030

أكد الحقيل أن الوزارة تتبنى رؤية شاملة لتحويل المدن السعودية إلى بيئات متكاملة للحياة، وليست مجرد أماكن للسكن، عبر الانتقال إلى نموذج رقابة شاملة يغطي جميع الأنشطة والاحتياجات الحضرية.

من جانبه، أشاد وزير الإعلام سلمان الدوسري بالإنجازات النوعية التي تحققت في إطار رؤية 2030، مؤكدًا أن الرؤية تمثل “أكبر قصة نجاح في القرن الحادي والعشرين”، إذ استطاعت المملكة تحقيق العديد من أهدافها قبل مواعيدها المحددة.

وأشار الدوسري إلى أن عام 2024 كان عاماً استثنائياً حافلاً بالأرقام القياسية، مثل دخول “مستشفى صحة الافتراضي” موسوعة جينيس، واعتماد العلا كأول وجهة سياحية بالشرق الأوسط تحصل على تصنيف المنظمة الدولية للوجهات السياحية.

يأتي ذلك إضافة إلى، إدراج 7 مستشفيات سعودية ضمن أفضل 250 مستشفى عالمياً.

واختتم الدوسري حديثه بالتأكيد على أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يواصل ترسيخ ثقافة الشفافية والمشاركة المجتمعية في مسار تحقيق رؤية 2030، حيث يعتبر المواطن شريكاً أساسياً في مسيرة التحول الوطني، مع التزام كامل بالوضوح والشفافية في كل مرحلة من مراحل البناء والتطوير.

زر الذهاب إلى الأعلى