بعد تدخلها للدفاع عنهم في سوريا..من هم الدروز وما علاقتهم بـ إسرائيل ؟

أثار قيام إسرائيل بتوجيه ضربات عسكرية ضد جماعات مسلحة في الجنوب السوري لمنع قياهم باستهدف مناطق تقتطنها أغلة من الدروز الموحدين في سوريا الجدل حول طبيعية الدروز ومدى علاقة هذه الطائفة بدولة الاحتلال ولماذا تدافع عنهم .
وبحسب تقارير ، يشكّل الموحدون الدروز واحدة من أبرز الطوائف ذات الخصوصية الدينية والاجتماعية في العالم العربي. ويتوزع أبناء الطائفة بين سوريا ولبنان وفلسطين والأردن،
ويُقدّر عددهم بنحو مليونين حول العالم، بينهم مليون في سوريا وحدها، و400 ألف في لبنان، ونحو 143 ألفًا في الأراضي الفلسطينية، و32 ألفًا في الأردن.
عقيدة مغلقة وهوية متماسكة
يُعرف عن الطائفة الدرزية تمسكهم الشديد بهويتهم وتقاليدهم، إذ تنبني عقيدتهم الدينية على مزيج من الفلسفة الإسلامية الإسماعيلية والباطنية،
وتُصنّف على أنها مذهب توحيدي لا يقبل الدعوة إليه بعد سن معينة. وغالبا ما يُحاط مذهبهم بالسرية ولا يُفصح عنه علنًا، مما أضفى على الطائفة هالة من الغموض الديني.
ويؤكّد المؤرخون أن الطائفة الدرزية هم عرب موحدون، ينتمون إلى الأمة العربية حضاريًا وثقافيًا، ويرفضون تصنيفهم كجماعة دينية معزولة أو منفصلة عن محيطها.
الدروز في سوريا
تتمركز غالبية دروز سوريا في محافظة السويداء وجبل الشيخ والجولان. وفي أعقاب اندلاع الأزمة السورية عام 2011، التزمت الطائفة موقفًا حياديًا نسبيًا تحت شعار حماية الأرض والعِرض، وشكّلت فصائل محلية لحماية مناطقها بعيدًا عن الاصطفافات الحادة.
ومع التغيرات السياسية الأخيرة وسقوط النظام السوري، عاد الجدل داخل الطائفة بشأن مستقبلها السياسي، بين من يدعو للبقاء ضمن الدولة السورية، ومن يطرح سيناريوهات حكم ذاتي أو فدرالي لحماية خصوصية الطائفة وموقعها الجغرافي الحدودي الحرج.
إسرائيل والدروز
في الجولان المحتل، يشكّل الدروز أكثر من 7% من العرب هناك. وقد كشفت تقارير عبرية عن محاولات إسرائيلية لاستمالة دروز جنوب سوريا، من خلال الدعم المالي والعسكري، وطرحت تل أبيب سيناريو إقامة كيان درزي مستقل على حدودها الشمالية.
وفي أكثر من مناسة، لم يخف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعمه لهذه الطائفة، واعتبرهم “إخوة” لدروز إسرائيل الذين يخدم بعضهم في الجيش الإسرائيلي.
إلا أنّ هذه العلاقة مع إسرائيل تبقى موضع جدل داخل الطائفة، خصوصًا بعد مقتل جنود دروز خلال حرب غزة الأخيرة، وظهور رموز الزعامة الدرزية التاريخية خلف نعوشهم المغطاة بالعلم الإسرائيلي، ما أثار غضب قيادات درزية في لبنان وفلسطين.
زعيم دروز في إسرائيل
الشيخ موفق طريف، الزعيم الروحي للدروز في إسرائيل، يحافظ على علاقات قوية مع الحكومة الإسرائيلية، لكنه يطالب في الوقت نفسه بالمساواة ورفض السياسات التمييزية ضد الدروز، مثل قانون القومية.
كما يعارض تجنيد الفتيات الدرزيات، وهو ما يعكس توازنًا بين الانخراط المدني والتمسك بالخصوصية المجتمعية.
في المقابل، تؤكّد القيادات الدرزية في السويداء ومناطق الجولان أن الطائفة متمسكة بسوريا كدولة وشعب، وترفض مشاريع التقسيم أو الانفصال.
الدروز في لبنان
في لبنان، يتمسّك الزعيم الدرزي وليد جنبلاط بالهوية العربية للطائفة، ويرفض أي شكل من أشكال التنسيق مع إسرائيل، وسبق له أن عبّر عن “الخجل” من الصور التي تُظهر رموزًا درزية خلف أعلام الاحتلال.
ويرى دروز لبنان وسوريا أن الحفاظ على الهوية واللغة والثقافة العربية، والانتماء إلى قضايا الأمة، هو شكل من أشكال المقاومة، في مواجهة كل محاولات عزل الطائفة عن محيطها.
مستقبل غير محسوم
في ظل التحولات الكبرى في المنطقة، تقف الطائفة الدرزية أمام تحديات كبرى. فهل يواصلون التشبث بجذورهم العربية ضمن كياناتهم الوطنية؟ أم أنّ الضغوط الجيوسياسية ستدفع ببعضهم إلى خيارات أخرى؟
ما يبدو مؤكدًا حتى الآن، أنّ الطائفة ما تزال تميل إلى البقاء ضمن النسيج الوطني العربي، مع المطالبة بضمانات للحماية والمساواة والاعتراف بخصوصيتها.
اقرا أيضا
وزير جديد للخارجية في السودان.. من هو عمر صديق ؟