بعد تصريحات أردوغان.. هل يتخلى العمال الكردستاني عن سلاحه خلال ساعات؟

أطلق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الخميس، تصريحاً مفاجئاً قال فيه إن “جميع العقبات قد تم تجاوزها”، مؤكداً أن حزب العمال الكردستاني سيُحلّ قريباً، وأن اليوم أو غداً، سيتخلى الحزب عن السلاح.

التصريح فُهم على أنه إنذار نهائي أو مؤشر على انفراجة تاريخية، ما طرح سؤالاً مشروعاً: هل يفعلها الحزب خلال ساعات، وينهي أربعة عقود من العمل المسلح؟

إعلان

نداء أوجلان وحل حزب العمال الكردستاني

يأت إعلان أردوغان بعد أسابيع من رسالة نادرة وجهها عبد الله أوجلان، زعيم الحزب المسجون منذ عام 1999، إلى مناصريه، دعا فيها إلى عقد مؤتمر استثنائي للحزب يتخذ قراراً بـ”حل التنظيم وإلقاء السلاح”.

وقال أوجلان في رسالته التي قرأها حزب مؤيد للأكراد:”اعقدوا مؤتمركم واتخذوا قراراً.. يجب على جميع المجموعات إلقاء أسلحتها، ويجب على حزب العمال الكردستاني حل نفسه”.

ووصف أوجلان هذه الدعوة بأنها “مسؤولية تاريخية”، في ما اعتبره مراقبون أقوى نداء سياسي يُصدره منذ اعتقاله.

تعليق أروغان على دعوة أوجلان لحل العمال الكردستاني

وكان الرئيس التركي قد علّق على هذه الدعوة بتصريحات حاسمة قائلاً: “بدأت مرحلة جديدة في جهود إخلاء تركيا من الإرهاب”.

ويبدو أن السلطات التركية تنظر إلى رسالة أوجلان على أنها فرصة نادرة لإنهاء النزاع، لكنها تترقب خطوات عملية من الحزب.

العمال الكردستاني يعلن وقف إطلاق نار بشروط

وفي الأول من مارس الماضي، أعلنت اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني، وقفاً لإطلاق النار، مشيرة إلى أن أي خطوات بشأن “وضع السلاح” مرهونة بـ”القيادة العملية للقائد آبو”، في إشارة إلى عبد الله أوجلان.

وأكد البيان أن قوات الحزب “لن تبادر إلى عمليات عسكرية حتى في حال التعرض لهجمات”، مضيفاً أن الحزب “يدخل مرحلة نضال جديدة عبر نهج سياسي وديمقراطي”.

مطالب بحرية أوجلان

وصف الحزب نداء أوجلان بأنه خطوة “في غاية الأهمية”، لكنه شدد على أن تنفيذه يتطلب “توفير شروط حرية أوجلان جسدياً وفكرياً وسياسياً”، في إشارة واضحة إلى أن ملف زعيم الحزب جزء لا يتجزأ من مستقبل التنظيم.

وجاء في بيان الحزب: “نداء القائد آبو ليس نهاية، بل بداية جديدة… هناك أمور كثيرة لم تُنفذ خلال 35 عاماً، والآن بات من الضروري تنفيذها دون تأخير”.

تركيا والعمال الكردستاني

يُعد حزب العمال الكردستاني منظمة محظورة في تركيا، وتُصنفه كل من واشنطن وبروكسل منظمة إرهابية. وقد خاض الحزب تمرداً مسلحاً منذ عام 1984، أودى بحياة أكثر من 40 ألف شخص.

وبرغم فترات قصيرة من التهدئة والمفاوضات، لم يُكتب النجاح لأي مسار سلام دائم حتى الآن، ما يجعل التطورات الحالية موضع ترقب حذر داخلياً وخارجياً.

هل يفعلها الحزب دون مقابل ؟

ويرى مراقبون أن تحرك الحزب نحو “حل نفسه” سيكون زلزالاً سياسياً، ليس فقط في تركيا، بل على مستوى المنطقة، خاصة إذا ارتبط بخطوات حكومية مقابلة لحل القضية الكردية بوسائل ديمقراطية.

لكن مؤيدين للحزب يشددون على أن أي حل لا يكتمل دون تحرير أوجلان ومنحه دوراً مباشراً في العملية السياسية، وهو ما قد يضع العراقيل أمام تحقيق اختراق سريع خلال “ساعات”، كما ألمح أردوغان.

أقرا أيضا

مباحثات على جثة سوريا.. ماذا يدور بين تركيا وإسرائيل في أذربيجان؟

إعلان
زر الذهاب إلى الأعلى