بعد حصول الجزائر على S-400 تريومف.. اكتشف مميزات وعيوب المنظومة الدفاعية المتطورة

أصبحت الجزائر أول دولة عربية وإفريقية تمتلك منظومة الدفاع الجوي الروسية المتقدمة S-400 “تريومف”، التي تُعد من أكثر الأنظمة تطورًا في العالم، في خطوة تُبرز طموحاتها لتعزيز قدراتها الدفاعية والتوازن الإقليمي.
ومع تصاعد التهديدات الجوية واستخدام الصواريخ والطائرات الشبحية في الحروب الحديثة، تبرز أهمية هذا النظام الذي يضع الجزائر في مصاف الدول القليلة التي تمتلك مظلة دفاعية متعددة الطبقات قادرة على التصدي لأحدث التهديدات الجوية. لكن، ما مدى فاعلية الـS-400 في ساحة المعركة؟ وما مميزاته وعيوبه في ظل التطورات التقنية الحديثة؟
الجزائر أول دولة عربية تمتلك S-400 .. فما هي مميزاته؟
منظومة S-400 تريومف (Triumf) هي الجيل الأحدث من أنظمة الدفاع الجوي بعيدة المدى الروسية، طورتها شركة “ألماز أنتي” الروسية، ودخلت الخدمة عام 2007 في الجيش الروسي.
- منظومة الدفاع الجوي S-400 تدخل الخدمة في الجزائر كأول دولة عربية
وهي مصممة لاعتراض وتدمير الطائرات والصواريخ الباليستية والمجنحة وحتى الطائرات الشبحية، وتعمل بنظام متعدد الطبقات باستخدام صواريخ مختلفة المدى.
القدرات التقنية للـ S-400
يوفر نظام روسيا S-400 مدى اشتباك يصل إلى 400 كم ضد الطائرات و60 كم ضد الصواريخ الباليستية .. كما يمكنها الاشتباك مع أهداف على ارتفاع من 10 أمتار إلى 30 كيلومتر، وتستطيع تتبع 300 هدف والاشتباك مع 36 هدفًا في آن واحد.
الذخائر المستخدمة تشمل صواريخ متنوعة مثل 40N6 (بعيدة المدى)، 48N6 (متوسطة)، و9M96 (قصيرة إلى متوسطة المدى) .. وتضم رادارات متقدمة مثل 91N6E Big Bird للإنذار المبكر و92N6E Grave Stone للتوجيه النيراني.
مميزات S-400 العسكرية
تتميز منظومة S-400 بتعدد الطبقات حيث يمكنها التعامل مع طيف واسع من التهديدات الجوية من ارتفاعات مختلفة، والمرونة التشغيلية ويمكن دمجها مع أنظمة دفاعية أخرى، وتنتشر بسرعة نسبية في الميدان.
- S-400 الروسي
كما أن لديها قدرات ضد الشبح الطائرات الشبحية فهي مصممة لاكتشاف واعتراض مقاتلات شبحية مثل F-22 وF-35، وإن كان بفعالية نسبية .. ومزودة بإجراءات مضادة للإعاقة والتشويش الإلكتروني، وفق أحدث نظم الحرب الإلكترونية المتقدمة، كما توفر تغطية إقليمية واسعة وتمنح الجزائر قدرة على تأمين عمقها الاستراتيجي وجزء من أجواء دول الجوار.
العيوب والملاحظات
تعتمد على منظومات مساندة فتكونS-400 فعالة فيتوجب دمجها بشبكة رادارات ودفاعات قصيرة ومتوسطة المدى، وإلا تصبح معرضة للضربات، ورغم تطوير قدراتها الإلكترونية، قد تواجه تحديات أمام تقنيات الحرب الإلكترونية الغربية المتقدمة، فلديها قابلية للتشويش.
وعلى عكس أنظمة مثل “باتريوت” أو “ثاد” الأمريكية، لم يتم اختبارها في قتال حقيقي ضد طائرات شبحية غربية، وقد أثبتت نجاحاً أمام مقاتلات قديمة نسبياً في الحرب الروسية الأوكرانية.
كما أن هناك تعقيدات روسية في توفير قطع الغيار والتحديثات، فالتعامل مع عقلية الدب الروسي ليست بالأمر الهين في التفاوض، مما قد يقيّد مرونة الاستخدام في حالة توتر العلاقات.
ماذا تعني S-400 في الجزائر؟
إدخال الجزائر لمنظومة S-400 يعزز من مظلتها الدفاعية بشكل كبير، ويمنحها قدرة على اعتراض أي تهديدات جوية على ارتفاعات ومسافات بعيدة، خصوصًا في ظل التوترات في ليبيا ومنطقة الساحل.
كما تشكل رادعًا فعالًا أمام أي طيران معادٍ يسعى لاختراق المجال الجوي الجزائري، مما يعيد تشكيل موازين القوة في شمال إفريقيا.
كما أن نشرها قرب الحدود الغربية أو الجنوبية يمكن أن يغطي مجالاً واسعًا قد يمتد إلى دول الجوار، ما يمنح الجزائر نفوذًا إقليميًا في المجال الجوي. غير أن فاعلية المنظومة تعتمد على تكاملها مع شبكة قيادة وسيطرة فعالة، وأنظمة إنذار مبكر ورادارات بعيدة المدى.
S-400 إضافة في الدفاع الجوي الجزائري
منظومة S-400 تُعد إضافة نوعية في الدفاع الجوي الجزائري، وتمنح البلاد قدرة دفاعية استراتيجية ضد التهديدات الجوية الحديثة. لكنها ليست “سلاحًا سحريًا” بحد ذاتها، إذ إن فاعليتها تعتمد على مستوى التدريب، ودرجة تكاملها مع باقي المنظومات، ومدى تطور التهديدات المقابلة.
وفي النهاية، فإن امتلاك S-400 لا يعني السيطرة الجوية، بل يشكل ركيزة قوية لمنظومة دفاع متكاملة.
اقرأ أيضا: مليارات الدولارات ودرع “ثاد”.. الكشف عن حجم الدعم الأمريكي غير المسبوق لأمن إسرائيل