بغداد فوق حقل ألغام.. هل ينجح العراق في عبور نيران إيران وإسرائيل دون أن يحترق؟

كشفت تقارير صحفية أن نيران المواجهة المتصاعدة بين إيران وإسرائيل، وضعت العراق وسط ساحة إقليمية ملتهبة، يحاول العبور منها دون أن تلتهمه نيران الحرب.

وبحسب التقارير فإن التحركات التي يقودها رئيس الحكومة محمد شياع السوداني تهدف إلى تجنيب البلاد الانزلاق في صراع ليس لها فيه قرار، لكنه قد يفرض عليها واقعًا قاسيًا إذا اتسعت رقعته.

السوداني يُجري اتصالات مع قادة دوليين وإقليميين في محاولة لخفض التوتر، ويعلن دعم بلاده لـ”سيادة إيران”، لكنه في المقابل يعمل على احتواء ضغوط داخلية، ومخاوف من تحرك الفصائل المسلحة التي تربطها علاقات وثيقة بطهران.

حرب إيران وإسرائيل تضع العراق على حافة التصعيد

بحسب وسائل إعلام، فإن التصريحات العراقية الرسمية حتى الآن تسير في اتجاه الحذر، فقد أكد السوداني، خلال لقاءات مع سفراء دول آسيوية وأوروبية، أن العراق “يتضامن مع إيران كدولة ذات سيادة”، محذرًا من “سعي إسرائيل لتوسيع رقعة الحرب في الشرق الأوسط”.

تحركات السوداني تصطدم مع واقع داخلي أكثر تعقيدًا، فالدعوات التي أطلقتها قوى “الإطار التنسيقي” لأنصارها للاحتشاد قرب المنطقة الخضراء دعمًا لإيران لم تلقَ تجاوبًا واسعًا، ما يعكس ترددًا شعبيًا تجاه الانخراط في أي تصعيد خارجي.

تحالف “إدارة الدولة”، الذي يضم قوى شيعية وسنية وكردية، طالب بتوحيد المواقف لتجنيب العراق تبعات الأزمة، وشدد على ضرورة تحصين البلاد من تأثير النزاعات الإقليمية.

الفصائل المسلحة تحت المراقبة

بحسب تقارير فرغم التصريحات السياسية الهادئة، لا يزال الميدان العراقي مراقبًا بعين القلق. فالمجال الجوي العراقي يُستخدم من قبل إيران وإسرائيل في إطلاق الطائرات المسيّرة والصواريخ، بينما تنتشر على الأرض فصائل مسلحة ضمن “محور المقاومة”، إلى جانب قوات أميركية ضمن التحالف الدولي.

قيادات شيعية بارزة، منها نوري المالكي، دعت إلى التهدئة ورفض التصعيد، مشددة على أن الحوار هو الطريق الأمثل لتفادي الحرب، إلا أن تصريحات قيادات الفصائل لا تخفي استعدادها للتحرك إذا اتسع النزاع.

أبو حسين الحميداوي، الأمين العام لكتائب “حزب الله”، أكد أن إيران “لا تحتاج لدعم عسكري”، لكنه توعد بمهاجمة المصالح الأميركية في حال تدخلت واشنطن لصالح إسرائيل، معتبرًا أن التحرك سيكون مباشرًا وسريعًا “دون تردد”.

واشنطن تحذر وطهران تراقب

الولايات المتحدة شددت على ضرورة حماية بعثاتها في العراق، محذرة من النفوذ الإيراني “المزعزع للاستقرار”، وأشارت إلى أن استقرار العراق مرهون باستقلاله في ملف الطاقة وتحرره من الاعتماد على الغاز الإيراني.

في المقابل، أعلنت الخارجية العراقية إدانتها للغارات الإسرائيلية، ووصفتها بـ”العدوان الذي يهدد الأمن والاستقرار”، مشيرة إلى تقديم شكوى رسمية لمجلس الأمن الدولي.

وفي أربيل، بحث رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني مع نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي تطورات الصراع، واتفق الطرفان على أهمية “الحفاظ على الاستقرار ومنع تصعيد جديد”.

هل ينفجر العراق بسبب الحرب بين إسرائيل وإيران ؟

بحسب تقارير فإن المخاوف من انتقال الصراع إلى الداخل العراقي تزداد مع كل غارة أو ردّ إيراني. ويؤكد مراقبون أن أي تورط أميركي مباشر قد يشعل ردودًا من الفصائل داخل العراق، ما سيدفع واشنطن إلى الرد وربما يؤدي إلى تدخل إسرائيلي ضد أهداف داخل الأراضي العراقية.

وتشير تقديرات أمنية إلى أن الفصائل المرتبطة بإيران لا تزال حتى الآن متعاونة مع الحكومة في ضبط الإيقاع، لكنها تترقب التطورات الميدانية، ولا تستبعد التحرك إذا تجاوزت المواجهة خطوطًا معينة.

أحد القياديين في الفصائل أشار إلى أن “التحضير لا يعني حمل السلاح الآن، فالمعركة تُخاض أحيانًا بصبر”، لكنه لم ينفِ أن “الجاهزية مستمرة”.

حرب إسرائيل وإيران تجعل ساحة العراق مفتوحة على الاحتمالات

وفق محللون فالسوداني يدير ملفًا بالغ الحساسية، بين دعم الحليف الإيراني، وضمان عدم التصادم مع واشنطن، وإبقاء الداخل العراقي بمنأى عن صراع قد لا ينجو منه أحد.

العراق يقف فوق حقل ألغام فعلي، وكل خطوة غير محسوبة قد تفجّر الموقف. فهل تنجح بغداد في العبور دون أن تشتعل؟ أم أن رياح الحرب الإقليمية ستفرض على العراق مسارًا لا يريده ولا يحتمله؟

اقرأ أيضا

ليلة الرعب في تل أبيب.. إيران تضرب مقرات الموساد وآمان في عملية غير مسبوقة بإسرائيل

زر الذهاب إلى الأعلى