بملياري دولار.. “فيدانتا” الهندية تبحث إنشاء مشاريع “معالجة النحاس” في السعودية
تعتزم شركة “فيدانتا” الهندية استثمار ملياري دولار في المملكة العربية السعودية، وذلك لتشييد منشآت جديدة لمعالجة النحاس، في خطوة تعزز الطموحات السعودية في التحول إلى مركز عالمي للمعادن والتعدين.
مشروع عملاق للطاقة الإنتاجية
شركة “فيدانتا”، التي يسيطر عليها الملياردير الهندي أنيل أغاروال، أعلنت في بيان رسمي عن خططها لبناء مصهر ومصفاة جديدة لإنتاج 400 ألف طن متري سنويًا من النحاس.
إضافة إلى ذلك، ستأسس الشركة منشأة لإنتاج ما يصل إلى 300 ألف طن سنويًا من قضبان النحاس، وهي مادة أساسية في صناعة الكابلات الكهربائية.
اقرأ أيضًا: السعودية تستهدف استثمارات بـ 20 مليار ريال لإنشاء أكبر تجمع غذائي بالمنطقة
دعم طموحات المملكة الاقتصادية
وقال كريس غريفيث، الرئيس التنفيذي لشركة “فيدانتا للمعادن الأساسية”، في مقابلة صحفية: “الطلب على النحاس في الأسواق العالمية يتزايد بشكل ملحوظ، ولا يمكن تجاهله”.
وأضاف: “هذا المشروع يتماشى بشكل كبير مع أهداف (فيدانتا) في توسيع وجودها في أسواق الهند والشرق الأوسط، كما يتوافق مع الاستراتيجية الصناعية السعودية ورغبتها في تأمين سلسلة توريد مستقرة من النحاس”.
- فيدانتا الهندية
إطلاق مشروع فيدانتا الهندية
وأعلنت “فيدانتا” أنها ستبدأ عملياتها في السعودية بمشروع مطحنة قضبان النحاس، بطاقة إنتاجية تبلغ 125 ألف طن سنويًا، ومن المتوقع أن يتطلب المشروع استثمارًا أوليًا قدره 30 مليون دولار، على أن يبدأ الإنتاج التجاري الكامل في عام 2026.
أثر استثمار فيدانتا الهندية على الاقتصاد السعودي
ويعد استثمار “فيدانتا” البالغة قيمته ملياري دولار واحدًا من أكبر الاستثمارات الأجنبية التي تدعم استراتيجية السعودية في مجال المعادن.
وهذا الاستثمار يشكل خطوة هامة نحو تحقيق أهداف المملكة في جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، والتي تعد جزءًا من رؤية المملكة 2030 وتنويع اقتصادها بعيدًا عن النفط.
وقال غريفيث: “نحن على يقين بأن موجة النمو التالية ستحدث في الشرق الأوسط، ومن المؤكد أن هناك فرصًا واعدة لدخول شراكات مع الشركات السعودية المحلية، رغم أننا لم نوقع بعد أي اتفاقيات مع الشركات المحلية”.
- العاصمة السعودية الرياض
السعودية كمركز عالمي للتعدين
وتسعى المملكة لأن تصبح مركزًا رئيسيًا للتعدين وتصنيع المعادن في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث تقدر الموارد المعدنية غير المستغلة في السعودية، بما في ذلك الفوسفات والنحاس والذهب والبوكسيت، بقيمة تصل إلى 2.5 تريليون دولار.
كما أن الحكومة السعودية تركز على بناء صناعة قوية لهذا القطاع، وتسعى لتعزيز مكانتها في الأسواق العالمية.
أهمية النحاس في الاقتصاد العالمي
والنحاس يعتبر من المعادن الحيوية في العديد من الصناعات، وخاصة في مجال الطاقة المتجددة وتقنيات إزالة الكربون.
ويتوقع أن يرتفع الطلب على النحاس بشكل كبير في السنوات القادمة، ما أدى إلى سباق عالمي للاستحواذ على المعادن الأساسية، مع سعي الدول والشركات لإيجاد حلول لتحويل هذه المعادن الخام إلى منتجات قابلة للاستخدام.
اقرأ أيضًا: قفزة بالصادرات غير النفطية السعودية تتجاوز 22%
التحديات في قطاع النحاس
ورغم التوسع الكبير في بناء المصاهر الجديدة في الصين والهند وإندونيسيا، إلا أن هناك تحديات كبيرة تواجه صناعة النحاس، حيث يشهد السوق توترات تجارية وتوقعات بزيادة رسوم المعالجة إلى مستويات قياسية.
ومع تراجع سرعة نمو إمدادات المناجم مقارنة بطاقة التكرير، قد تضطر بعض المصاهر إلى تقليص الإنتاج بسبب تراجع الهوامش ونقص المواد الخام.
وتتوقع “فيدانتا” أن ينمو الطلب العالمي السنوي على النحاس بنسبة 40% بحلول عام 2040.
وفي هذا السياق، قال غريفيث: “نحن نتوقع أن يؤدي الطلب المتزايد على النحاس إلى ارتفاع كبير في أسعاره، وهو ما سيحفز بدوره على زيادة إنتاج النحاس الجديد لتلبية هذا الطلب المتزايد”.
ويعد استثمار شركة “فيدانتا” في السعودية خطوة استراتيجية نحو تعزيز مكانة المملكة كمركز عالمي في قطاع المعادن، ويعكس التزام الشركات الكبرى بتوسيع نشاطاتها في منطقة الشرق الأوسط.
ومن المتوقع أن يسهم هذا المشروع في تحفيز النمو الصناعي في المملكة ويعزز من دورها في تلبية احتياجات السوق العالمي للنحاس.