بوتين يقر استراتيجية روسيا البحرية حتى 2050.. موسكو تحاول السيطرة على البحار

أعلن نيكولاي باتروشيف، مساعد الرئيس الروسي، أن الرئيس فلاديمير بوتين صادق رسميًا على استراتيجية طويلة المدى لتطوير البحرية الروسية تمتد حتى عام 2050، مشيرًا إلى أن هذه الوثيقة تُعد الأولى من نوعها في تاريخ روسيا الحديث، وتهدف إلى إعادة ترسيخ مكانة البلاد كقوة بحرية كبرى على المستوى العالمي.

بوتين يصادق على أول استراتيجية بحرية شاملة في التاريخ الحديث

وكشف باتروشيف، في مقابلة مع صحيفة “أرغومنتي إي فاكتي”، أن إعداد الوثيقة بدأ في يوليو 2023 خلال اجتماع رفيع المستوى بالكرملين، بتوجيهات مباشرة من الرئيس بوتين.

تولت وزارة الدفاع إعداد المسودة الأولية، قبل أن تُراجع بشكل موسع من قبل المجلس البحري الروسي، بالتعاون مع عدد من الوكالات الفيدرالية، ليُصادق الرئيس على النسخة النهائية في 30 مايو 2025.

البحرية الروسية
تطوير شامل تشهده القوات البحرية الروسية

الأهداف: أسطول قوي يواكب تحديات القرن

أكد باتروشيف أن تطوير أسطول بحري قوي وحديث يمثل أولوية وطنية، مشيرًا إلى أن الاستراتيجية تتضمن تقييماً دقيقًا للقدرات الحالية للأسطول الروسي، إلى جانب بلورة المتطلبات اللازمة لتشكيل القوة البحرية المستقبلية، بما يشمل جاهزيتها في السلم والحرب.

استراتيجية 2050: قراءة للواقع واستشراف للمستقبل

تتناول الوثيقة بالتحليل تطورات البيئة العسكرية والسياسية العالمية، بما في ذلك احتمالات اندلاع النزاعات المسلحة وطبيعتها، إضافة إلى رصد قدرات القوى البحرية الدولية المنافسة.

كما تستفيد من دروس “العملية العسكرية الخاصة” لتحديث تصور المهام والتحديات المستقبلية.

رؤية بعيدة المدى للبحرية الروسية

شدد باتروشيف على أن بناء أسطول قادر على حماية مصالح روسيا في المحيطات لا يمكن أن يتم بدون تصور واضح للتحديات المستقبلية، والتهديدات المحتملة، والأهداف الاستراتيجية للبلاد.

ومن هنا، تأتي أهمية هذه الوثيقة كخريطة طريق متكاملة لتشكيل بحرية روسية تواكب التحولات العالمية.

ملامح القوة البحرية الروسية الحالية

وتضم البحرية الروسية حاليًا عدة أساطيل استراتيجية تشمل أساطيل الشمال، والبلطيق، والبحر الأسود، والمحيط الهادئ، إلى جانب أسطول بحر قزوين.

ومنذ عام 2024، أصبحت هذه الأساطيل تحت القيادة المباشرة للقائد العام للبحرية الروسية.

إرث تاريخي ومستقبل طموح

تجدر الإشارة إلى أن الأسطول البحري الروسي تأسس في 30 أكتوبر 1696، بمرسوم من القيصر بطرس الأول، ومنذ ذلك الحين ظل ركيزة أساسية في الدفاع عن سيادة الدولة الروسية.

واليوم، تسعى موسكو لإعادة إحياء هذا الدور الحيوي ضمن رؤية استراتيجية حتى منتصف القرن الحادي والعشرين.

اقرأ أيضاً.. ترتيب الدول العربية في أسطولها البحري.. من يتسيّد البحار؟

زر الذهاب إلى الأعلى