بوتين يهاتف الشرع..ماذا تريد روسيا من الإدارة الجديدة في سوريا
![بوتين يهاتف الشرع..ماذا تريد روسيا من الإدارة الجديدة في سوريا ؟](https://aboutmsr.com/wp-content/uploads/2025/02/بوتين-يهاتف-الشرع.ماذا-تريد-روسيا-من-الإدارة-الجديدة-في-سوريا-؟-780x470.jpg)
في أول تواصل رسمي منذ سقوط نظام بشار الأسد، أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس الإنتقالي في سوريا أحمد الشرع،
أكد خلاله التزام موسكو بوحدة سوريا وسيادتها، واستعدادها لدعم الحكومة الجديدة في مواجهة التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية.
ووفقًا لبيان الكرملين، تناولت المكالمة تطورات الأوضاع في دمشق بعد التغيير السياسي الأخير، حيث شدد بوتين على أهمية استمرار التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، مع التأكيد على دعم روسيا لاستقرار سوريا خلال المرحلة الانتقالية. كما أعرب عن تمنياته للشرع بالنجاح في قيادة البلاد نحو مستقبل أكثر استقرارًا.
التعاون الثنائي بين روسيا وسوريا
وفق تقارير ، تسعى روسيا للحفاظ على نفوذها في سوريا رغم سقوط نظام الأسد، الذي كان حليفًا استراتيجيا لموسكو طوال سنوات الصراع.
ومع تولي إدارة جديدة للبلاد، تحاول موسكو إعادة ترتيب علاقاتها مع دمشق، بما يضمن استمرار التعاون العسكري والاقتصادي بين البلدين.
وخلال الاتصال، ناقش بوتين والشرع أوجه التعاون في المجالات الأمنية والاقتصادية، حيث أكدت موسكو استعدادها لدعم إعادة بناء المؤسسات السورية، والمساهمة في الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار.
كما تم الاتفاق على تعزيز التنسيق السياسي والدبلوماسي، لضمان استمرارية العلاقات الاستراتيجية بين البلدين في المرحلة المقبلة.
موسكو تسعى للحفاظ على وجودها العسكري في سوريا
منذ تدخلها العسكري المباشر في سوريا عام 2015، أصبحت روسيا الفاعل الأهم في المشهد العسكري السوري، حيث ساعد دعمها الجوي واللوجستي نظام الأسد في استعادة السيطرة على معظم الأراضي التي خسرها خلال الحرب.
ومع تغير القيادة السورية، تعمل موسكو على ضمان استمرار وجودها العسكري عبر قاعدتيها في طرطوس وحميميم، اللتين تمثلان نقطة ارتكاز رئيسية للنفوذ الروسي في الشرق الأوسط.
وبحسب محللين، فإن روسيا ستسعى إلى الحصول على ضمانات من الإدارة السورية الجديدة للحفاظ على امتيازاتها العسكرية، خاصة في ظل احتمالات إعادة تشكيل التحالفات الإقليمية والدولية حول سوريا.
روسيا ودورها في إعادة إعمار سوريا
إلى جانب الجوانب العسكرية، تركز روسيا على الدور الاقتصادي، حيث تأمل في لعب دور محوري في جهود إعادة إعمار سوريا.
وخلال المكالمة، أكد بوتين استعداد بلاده للمشاركة في إعادة بناء البنية التحتية السورية، وتعزيز الاستثمارات في قطاعات النفط والغاز والطاقة، وهو ما يتماشى مع المصالح الروسية طويلة الأمد في المنطقة.
وتسعى موسكو للاستفادة من العقود الاقتصادية والاستثمارات المستقبلية، خاصة في ظل المنافسة المحتملة من دول أخرى ترغب في المشاركة في إعادة إعمار سوريا.
ومن المتوقع أن تعمل روسيا على تأمين مصالح شركاتها عبر اتفاقيات اقتصادية جديدة تضمن استمرار نفوذها في البلاد.
تحديات العلاقة بين موسكو ودمشق
رغم التأكيد الروسي على دعم القيادة السورية الجديدة، يواجه الطرفان تحديات تتعلق بتوازن المصالح بين الجانبين. فالشرع، الذي تولى السلطة بعد الإطاحة بالأسد، يسعى لإعادة رسم السياسة الخارجية لسوريا، بما يقلل من الاعتماد المطلق على الحلفاء التقليديين.
كما أن موسكو، التي كانت داعما أساسيا للأسد، قد تجد نفسها مضطرة للتكيف مع قيادة جديدة قد تسعى إلى توسيع خياراتها الدولية.
ومع ذلك، لا تزال روسيا تملك أوراقًا قوية، أبرزها نفوذها العسكري والاقتصادي، مما يجعلها شريكا لا يمكن لسوريا تجاوزه بسهولة.
اقرا أيضا
إرث العثمانيين.. داود أوغلو يدعو لسيطرة تركيا على قطاع غزة