تأجيل الإفراج عن الفلسطينيين.. لماذا لم تلتزم إسرائيل بتنفيذ الاتفاق وما مصير الهدنة في غزة؟

في خطوة مفاجئة قد تهدد الهدنة في غزة ومصير اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، أعلنت الحكومة الإسرائيلية تأجيل الإفراج عن أكثر من 600 أسير فلسطيني كان من المقرر إطلاق سراحهم يوم السبت ضمن تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق.

وجاء هذا القرار بعد ساعات من إفراج حماس عن آخر دفعة من الأسرى الإسرائيليين المتفق عليهم.

مبررات إسرائيل في تأجيل الإفراج عن الأسري الفلسطينيين

وفي بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بررت إسرائيل هذه الخطوة بما وصفته بانتهاكات متكررة من قبل حركة حماس خلال مراسم تسليم الأسرى.

وأضاف البيان أن تل أبيب لن تُطلق سراح الأسرى الفلسطينيين قبل استلام الدفعة التالية من الأسرى الإسرائيليين دون طقوس احتفالية أو مراسم اعتبرتها استفزازية، في إشارة إلى المشاهد التي بثتها وسائل الإعلام خلال عملية التسليم الأخيرة.

مراسم تسليم الأسرى تثير الجدل

شهدت مراسم الإفراج عن الدفعة الأخيرة من الأسرى الإسرائيليين ضمن اتفاق الهدنة في غزة مشاهد أثارت استياء الأوساط الإسرائيلية، أبرزها المشهد الذي قام فيه عومير شيم توف، أحد الأسرى المحررين، بتقبيل جبين اثنين من مقاتلي كتائب القسام أثناء وقوفه على المنصة المعدّة داخل قطاع غزة، وهي لقطة وثقتها الكاميرات وانتشرت بشكل واسع.

كما عرضت حماس مشهدا آخر لأسيرين إسرائيليين ما زالا محتجزين لديها وهما يناشدان الحكومة الإسرائيلية التدخل لإنقاذهما. وقد ظهر الأسيران داخل إحدى السيارات في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة حيث قال أحدهما نرجوكم أنقذونا أعيدونا من فضلكم في خطوة اعتبرتها تل أبيب محاولة ضغط نفسي على الحكومة الإسرائيلية.

 رد فعل إسرائيل

جاء الرد الإسرائيلي على تلك المشاهد عبر سلسلة من الإجراءات التي وُصفت بالانتقامية؛ حيث أصدرت مصلحة السجون أوامر بإجبار الأسرى الفلسطينيين المقرر الإفراج عنهم على ارتداء قمصان تحمل عبارة “أطارد أعدائي فأدركهم ولا أرجع حتى القضاء عليهم” إضافة إلى أساور مكتوب عليها شعار “الشعب الأبدي لن ينسى ما جرى”.

ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تحمل رسائل تهديد واضحة وتعكس نهج الحكومة الإسرائيلية في استغلال ملف الأسرى الفلسطينيين كورقة ضغط سياسي بدلا من الالتزام ببنود الاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة دولية.

 هل تتجه الهدنة في غزة إلى السقوط

وفق مراقبين فإنه مع استمرار التعنت الإسرائيلي يواجه اتفاق وقف إطلاق النار مخاطر حقيقية قد تؤدي إلى انهياره إذ تصر تل أبيب على فرض شروط جديدة تشمل نزع سلاح الفصائل الفلسطينية وإبعاد قادة حماس إلى الخارج ورفض تسليم إدارة قطاع غزة إلى السلطة الفلسطينية.

كما تشير مصادر سياسية إلى أن إسرائيل تسعى لتمديد المرحلة الأولى من الاتفاق والإبقاء على ملف الأسرى كوسيلة ضغط لتحقيق مكاسب سياسية وأمنية وهو ما يضع الاتفاق أمام تحديات كبيرة خاصة في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في بعض مناطق القطاع واستهداف قادة المقاومة.

ورغم أن حركة حماس أوفت بالتزاماتها في المرحلة الأولى من الاتفاق إلا أن 62 إسرائيليا ما زالوا محتجزين في قطاع غزة بينهم 35 تؤكد إسرائيل أنهم لقوا مصرعهم.

وبحسب تقارير فإنه مع تصاعد التوتر وغياب أي مؤشرات على التزام إسرائيل بتعهداتها يبقى السؤال المطروح هل ستنجح الوساطات الدولية في إنقاذ الاتفاق أم أن الأمور تتجه نحو جولة جديدة من التصعيد العسكري.

اقرأ أيضًا: سُلّم دون مراسم أو رسائل.. من هو الأسير الإسرائيلي هشام السيد ؟

زر الذهاب إلى الأعلى