تحالف صامت.. مسيرة روسية جديدة بمكونات صينية 100% تكشف عمق الشراكة بين موسكو وبكين
كشفت مديرية الاستخبارات العسكرية الأوكرانية (GUR) عن طائرة مسيّرة روسية جديدة تُستخدم كطُعم لخداع الدفاعات الجوية الأوكرانية، مؤكدة أن جميع مكوناتها، دون استثناء، صينية الصنع.
ويُعد هذا الاكتشاف، وفقًا للمخابرات الأوكرانية، دليلًا إضافيًا على تعمُّق الشراكة العسكرية غير المعلنة بين موسكو وبكين، رغم التصريحات الصينية المتكررة عن “الحياد”.
روسيا تستخدم مسيرة جميع مكوناتها صناعة الصين
المسيرة الجديدة، التي تشبه في شكلها الطائرة الإيرانية الشهيرة “شاهد-136” ولكن بحجم أصغر، قد تحتوي أيضًا على رأس حربي يزن نحو 15 كيلوجرامًا. وتُستخدم هذه الطائرات لتشتيت الدفاعات الجوية الأوكرانية، إلى جانب تعزيز تكتيكات الهجوم الروسية التي أصبحت أكثر تعقيدًا.
ووفقًا لمشروع “الحرب والعقوبات” التابع للاستخبارات الأوكرانية، فإن جميع مكونات هذه الطائرة المزيفة، بما في ذلك نظام الطيار الآلي، وحدات الملاحة، وأجهزة الاستشعار، مصدرها شركات صينية، وعلى رأسها شركة CUAV Technology، وهي شركة متخصصة في أنظمة الطائرات بدون طيار ذات المصدر المفتوح، ومصنفة كمؤسسة تكنولوجية عالية المستوى على المستوى الوطني في الصين.
شاهد الإيرانية .. المسيرة المُلهمة
ورغم أن الطائرة الروسية الجديدة لا تُعد نسخة مطابقة، إلا أنها مستوحاة بشكل واضح من المسيرة الإيرانية “شاهد-136” التي اشتهرت باستخدامها في الهجمات الانتحارية.
وبحسب مديرية الاستخبارات الأوكرانية، فإن المسيرة الروسية تعتمد تصميم الجناح المثلث (دلتا) ذاته الذي يميز “شاهد-136″، ما يوحي بأن موسكو اعتمدت على النماذج الإيرانية كأساس لتطوير هذا النوع من المسيرات.
لكن الطائرة الروسية أصغر حجمًا وتُستخدم بشكل أساسي كطُعم لخداع الدفاعات الجوية، مع احتمال تزويدها بشحنة متفجرة خفيفة، ما يعكس تطورًا في التكتيك الروسي وليس فقط في التصميم.
المسيرات الصينية معروضة على منصات مثل AliExpress
اللافت أن شركة CUAV كانت قد أعلنت عام 2022 عن فرض قيود على تصدير منتجاتها إلى روسيا وأوكرانيا بهدف الحيلولة دون استخدامها في الصراعات المسلحة.
إلا أن التحقيقات الأوكرانية أظهرت أن روسيا نجحت في استخدام منتجات الشركة، سواء عبر شرائها من منصات مثل AliExpress أو من خلال تصنيع أنظمة محلية تعتمد على قطع صينية.
ويأتي هذا التطور في وقت تتزايد فيه الأدلة على اعتماد روسيا على الصين في مجالات متقدمة، مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في الطائرات الانتحارية. ففي يونيو الماضي، عثرت الاستخبارات الأوكرانية على طائرة V2U الروسية قادرة على تحديد الأهداف ذاتيًا باستخدام مكونات صينية وأميركية، بينها معالج من شركة NVIDIA.
دعم صيني ممتد للقيصر الروسي
ولا يقتصر الدعم الصيني على المكونات، إذ أظهرت تقارير سابقة استخدام روسيا لمنظومات صينية متقدمة، منها أنظمة ليزر مضادة للطائرات بدون طيار، مشابهة لتلك التي قدمتها الصين لإيران.
ورغم العقوبات الغربية الصارمة، ما زالت الأسلحة الروسية تعتمد في جزء كبير منها على مكونات أجنبية، إذ أظهرت تحليلات استخباراتية سابقة أن طائرات وصواريخ روسية تحتوي على قطع من دول مثل الولايات المتحدة، سويسرا، تايوان، إيران، اليابان، وكوريا الجنوبية.
وتشير تقارير إلى أن روسيا استغلت السنوات الماضية لإعادة هيكلة سلاسل التوريد لتصب في مصلحتها، بالاعتماد المتزايد على الصين كمورد رئيسي.
وفي سياق سياسي أوسع، كشف مسؤول أوروبي أن وزير الخارجية الصيني وانغ يي صرح، في اجتماع مغلق مع مسؤولين من الاتحاد الأوروبي، أن خسارة روسيا في الحرب من شأنها أن تتيح للولايات المتحدة التفرغ لمواجهة الصين، في تلميح إلى مصالح بكين الجيوسياسية في استمرار النزاع.
وعلى الرغم من الفارق بين الدعم الصيني التقني والدعم الكوري الشمالي العسكري المباشر، تبقى المكونات الإلكترونية الصينية عاملاً حاسمًا في تعزيز القدرات العسكرية الروسية في هذه الحرب التي دخلت عامها الثالث.
اقرأ أيضاً.. مصر تفرض جناحها.. كيف اقتحمت القاهرة قائمة العشرة الكبار في القوة الجوية متفوقة على إسرائيل؟