اقتصاد

تحرير النفط.. مليارات الدولارات أرباح الخليج من انتصار مصر (بالأرقام)

أرباح الخليج من انتصار مصر 73 .. كان الذهب الأسود (النفط) يتدفق من أراضي الشرق الأوسط في دول الخليج، لكن الغرب كان يسيطر عليه بقبضة من حديد، حيث كانت الولايات المتحدة وأوروبا تحدد سعر هذا النفط كما يحلو لها، متجاهلة احتياجات أصحابه الحقيقيين (الخليجيون).

ومع مرور الوقت، زاد اعتماد العالم على النفط، فمن عام 1950 إلى 1973، ارتفع تدفق النفط العربي إلى الغرب من مليون برميل يوميًا إلى 20 مليون برميل، لكن الدول الصناعية لم تكترث، بل قامت بتخفيض سعر البرميل إلى 1.8 دولار فقط، وثبتته لمدة عشر سنوات.

محمد مصدق الإيراني الشجاع الذي دفع ثمن شجاعته

في خضم هذه الأحداث، ظهر رجل شجاع يدعى محمد مصدق في إيران، رئيس وزراء إيران لفترتين سنة 1951 و1953، حاول مصدق أن يستعيد ثروات بلاده النفطية، لكن المخابرات الأمريكية والبريطانية قامت بالإطاحة به في انقلاب عام 1953، وأصبحت قصته تحذيرًا لكل من يفكر في تحدي سيطرة الغرب على النفط.

اقرأ أيضا.. فاتورة الكهرباء تقود ارتفاع التضخم في مصر.. 5 سلع الأكثر ارتفاعًا

استخدمت الولايات المتحدة وبريطانيا قصة مصدق لتهديد حكام دول الخليج، وكان الرسالة واضحة: لا تجرؤوا على المطالبة بحقوقكم، وإلا سيكون مصيركم كمصير مصدق.

انتصار مصر في حرب أكتوبر 1973 غير كل شيء

لكن في السادس من أكتوبر عام 1973، حدث ما لم يكن في الحسبان، اندلعت حرب بين مصر وإسرائيل، وأظهرت القوات المصرية شجاعة منقطعة النظير، عبرت القناة وحطمت أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يُقهر.

هذه الحرب أعطت الدول العربية المنتجة للنفط الشجاعة التي كانت تحتاجها، وفي اجتماع حاسم يوم 8 أكتوبر، رفضت هذه الدول العروض الهزيلة من الدول الصناعية لزيادة أسعار النفط، بدلاً من ذلك، طالبت بزيادة كبيرة تصل إلى 100%.

انتصار مصر وتحول موازين القوى

في 16 أكتوبر 1973، اتخذت دول الخليج قرارًا تاريخيًا بزيادة سعر النفط بنسبة 70% دون الرجوع للدول الكبرى المحكمة في تسعير النفط والمستهلكة كان هذا بمثابة إعلان استقلال اقتصادي، مدعومًا بالانتصارات العسكرية لمصر وسوريا.

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، قررت الدول المنتجة للنفط خفض الإنتاج شهريًا بنسبة 5%، وفي 4 نوفمبر 1973، خفضت الإنتاج بنسبة 25% دفعة واحدة، كان هذا درسًا قاسيًا للغرب الذي استهان بقوة الشرق.

العالم يتغير والثروة تعود لأصحابها

رغم محاولات الولايات المتحدة لدعم إسرائيل، إلا أن الدول العربية كانت قد اكتسبت قوة جديدة، فرضت حظرًا على تصدير النفط إلى الدول المؤيدة لإسرائيل، مما أجبر العالم على إعادة النظر في علاقاته مع العرب.

في النهاية، أدت هذه الأحداث إلى تغيير جذري في صناعة النفط العالمية، حيث ارتفعت إيرادات الدول العربية المصدرة للنفط بشكل هائل، من 14 مليار دولار عام 1972 إلى 213 مليار دولار عام 1980 وكانت هذه نهاية حقبة وبداية عصر جديد، عصر عادت فيه ثروات الشرق إلى أصحابها الشرعيين.

وهكذا، غيرت حرب أكتوبر 1973 وجه التاريخ، واستفادت دول الخليج من انتصارات مصر في حرب السادس من أكتوبر 1973 حيث حررت مصر الأرض وحرر الخليج النفط.

المصدر : كتاب مقاتل من الصحراء وبعض الأبحاث على الشبكة العنكبوتية.

زر الذهاب إلى الأعلى