تراجعات حادة في السوق السعودية.. وسهم أرامكو يهوى لأدنى مستوى منذ 2020

شهدت السوق المالية السعودية (تداول) تراجعًا ملحوظًا في مؤشرها العام “تاسي” في ختام جلسة اليوم الأربعاء، متأثرة بانخفاضات في أسهم عدة شركات قيادية، وعلى رأسها سهم “أرامكو” الذي هبط إلى أدنى مستوياته منذ مايو 2020.

يأتي هذا التراجع في ظل ترقب المستثمرين لمحضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، الذي قد يحمل إشارات حول مستقبل السياسة النقدية وأسعار الفائدة.​

اقرأ أيضًا: طريقة التسجيل في المكرمة الملكية بعد إقراراها من الملك سلمان

أداء المؤشر العام والأسهم القيادية

وأنهى مؤشر “تاسي” تعاملاته على انخفاض بنسبة 0.7%، ليصل إلى مستوى 11,709 نقاط.

وكان سهم “أرامكو” من أبرز المؤثرين على هذا التراجع، حيث انخفض بنسبة 1.5% ليغلق عند 25.6 ريالاً، وهو أدنى مستوى له منذ مايو 2020.

وقد شهد السهم انخفاضًا بنحو 8.9% منذ بداية العام، متأثرًا بمخاوف استمرار تراجع الإنتاج عن مستوياته القصوى، بالإضافة إلى انخفاض أسعار النفط العالمية. ​

تباين أداء القطاعات الرئيسية بالسوق السعودية

  • قطاع البنوك: شهد تباينًا في الأداء، حيث تراجع سهم “مصرف الراجحي” بنسبة 0.6% ليصل إلى 101.8 ريالاً، بعد أن سجل خلال الجلسة أعلى مستوى له منذ مايو 2022 عند 103.40 ريالاً. ​
  • قطاع الاتصالات: انخفض سهم “موبيلي” بنسبة 0.2%، بينما تراجع سهم “إس تي سي” بنسبة 1.1%، واستقر سهم شركة “زين” دون تغيير يذكر.​
  • قطاع المرافق: تراجعت أسهم “أكوا باور” بنسبة 2%، وسهم “الغاز” بنسبة 1.1%، بينما هبط سهم «مرافق» بنسبة 3.5%.​
البورصة السعودية
البورصة السعودية

حجم التداول والسيولة بالسوق السعودية

وبلغ إجمالي قيمة التداول في السوق نحو 4.5 مليار ريال، بحجم تداول وصل إلى 201.55 مليون سهم.
ورغم التراجع العام للمؤشر، شهدت السوق ارتفاع 66 سهماً مقابل انخفاض 174 سهماً.​

العوامل المؤثرة على السوق

يترقب المستثمرون محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، وسط توقعات بتثبيت سعر الفائدة الرئيسي في نطاق يتراوح بين 4.25% و4.5%.

وهذا الترقب يعكس حالة الحذر في الأسواق المالية، حيث يمكن أن تؤثر أي إشارات حول تغيير السياسة النقدية على تدفقات الاستثمارات وأسعار الأصول. ​

كما شهدت المنطقة تصاعدًا في التوترات الجيوسياسية، خاصة بعد الغارات الجوية الإسرائيلية على غزة التي أسفرت عن مئات الضحايا، مما أدى إلى كسر هدنة استمرت نحو شهرين.

وهذه الأحداث أثرت سلبًا على معنويات المستثمرين في الأسواق الخليجية بشكل عام والسوق السعودية بشكل خاص.

ورغم التوترات الجيوسياسية، شهدت أسعار النفط استقرارًا نسبيًا، حيث اقتربت من أدنى مستوياتها الأخيرة، وقد تأثرت الأسعار باتفاق روسيا مع الولايات المتحدة على وقف مؤقت للهجمات على البنية التحتية للطاقة، مما ساهم في تهدئة بعض المخاوف المتعلقة بالإمدادات.

كما تباين أداء الأسواق الخليجية الأخرى، حيث شهدت بعض الأسواق تراجعات متأثرة بالتوترات الجيوسياسية، بينما حققت أسواق أخرى مكاسب طفيفة.

اقرأ أيضًا: توقعات سعر سهم أرامكو 2025.. هل يرتفع أم يستمر التراجع؟

توقعات السوق المستقبلية

وفي ظل هذه العوامل المتشابكة، يبقى مستقبل السوق السعودية مرهونًا بتطورات الأوضاع الجيوسياسية في المنطقة، وقرارات السياسة النقدية الأميركية، وحركة أسعار النفط العالمية

وينصح المستثمرون بمتابعة المستجدات بحذر، وتقييم تأثيرها على استثماراتهم واتخاذ القرارات بناءً على معطيات دقيقة ومدروسة.​

ويعكس تراجع مؤشر “تاسي” الحالي حالة من عدم اليقين في الأسواق المالية، مما يستدعي من المستثمرين التحلي باليقظة ومتابعة التطورات الاقتصادية والجيوسياسية عن كثب لاتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة.​

زر الذهاب إلى الأعلى