ترامب يدخل على خط الأزمة السورية.. هل تنجح وساطته بين تركيا وإسرائيل؟

طرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسه بوصفه وسيطا محتملا بين تركيا وإسرائيل، في ظل تصاعد التوتر بين البلدين على خلفية التنافس الإقليمي في سوريا.
وجاء هذا الإعلان خلال مؤتمر صحفي عقده في البيت الأبيض إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث أعرب ترامب عن ثقته في قدرته على التوسط بين الجانبين، مستندًا إلى ما وصف بـ”علاقاته الممتازة” مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وقال ترامب، مخاطبًا نتنياهو بلقبه “بيبي”، إنه يعتقد “جازمًا” بقدرته على إيجاد حل للخلاف مع أنقرة، مشيرًا إلى أنه أبلغ أردوغان بأنه “سيطر على سوريا من خلال وكلاء”، وهنَّأه على ما وصفه بأنه “إنجاز تاريخي”.
نفوذ تركي متصاعد في سوريا
بحسب تقارير تشير المعطيات الميدانية والسياسية إلى أن تركيا نجحت في توسيع نفوذها داخل سوريا، خاصة بعد انهيار نظام بشار الأسد عقب حرب أهلية استمرت 14 عامًا.
وتُعد أنقرة داعمًا أساسيًا لتحالف الفصائل الإسلامية التي تمكنت من الإطاحة بالنظام، ما فتح أمامها الباب لترسيخ حضورها العسكري والسياسي في مناطق واسعة من الشمال السوري.
قلق إسرائيل من نفوذ تركيا في سوريا
هذا التمدد التركي أثار قلقا متزايدا في إسرائيل، خصوصا بعد تقارير عن مفاوضات بين أنقرة والحكومة السورية الجديدة، بقيادة أحمد الشرع، بشأن تمركز قوات تركية في قاعدة “تي فور” الجوية بوسط البلاد.
وتشير المعلومات إلى أن تركيا تخطط لتطوير القاعدة ونشر منظومة دفاع جوي فيها، مقابل تعهدها بحماية الحكومة السورية الجديدة.
تصعيد عسكري إسرائيلي في سوريا
ردًا على التحركات التركية، شنت إسرائيل سلسلة غارات جوية على مواقع داخل سوريا، من بينها قاعدة “تي فور”، في محاولة للحد من الوجود العسكري التركي.
ويرى مراقبون أن إسرائيل تخشى تكرار سيناريو التغلغل الإيراني في سوريا، وتسعى لمنع أنقرة من تحويل البلاد إلى “محمية تركية”.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إن بلاده “لا يمكن أن تقبل بسوريا تحت النفوذ التركي”، مضيفًا أن إسرائيل “لن تسمح بتمركز أي قوة معادية على حدودها الشمالية”.
واشنطن بين تركيا وإسرائيل
يأتي إعلان ترامب عن الوساطة في وقت حساس، حيث تبدو واشنطن قلقة من تصاعد التوتر بين حليفين استراتيجيين لها في المنطقة.
وبينما لا تزال العلاقات التركية–الإسرائيلية في أدنى مستوياتها منذ سنوات، تسعى الإدارة الأمريكية إلى الحفاظ على توازن يحول دون نشوب صراع مباشر في سوريا، قد يعقد المشهد الإقليمي برمته.
وفيما لم يصدر بعد أي تعليق رسمي من الجانب التركي حول وساطة ترامب، كان وزير الخارجية التركي هاكان فيدان قد صرح بأن بلاده لا ترغب في مواجهة مع إسرائيل على الأراضي السورية، في إشارة إلى وجود رغبة تركية بتجنب التصعيد.
مستقبل النفوذ في سوريا
تبدو سوريا اليوم ساحة مفتوحة لصراع النفوذ بين أنقرة وتل أبيب، حيث تسعى كل منهما لترسيخ موطئ قدم لها في البلاد، في مرحلة ما بعد الأسد.
وفي ظل انخراط قوى إقليمية ودولية في هذا الصراع المعقد، يبقى السؤال مفتوحًا: هل ينجح ترامب في رأب الصدع بين حليفين متنازعين؟ أم أن الأرض السورية ستظل ساحة تجاذب وتنافس طويل الأمد؟
اقرأ أيضا: قضى 6 سنوات في صيدنايا.. حكاية معتقل سوري لم يعلم بسقوط نظام الأسد