ترامب يلوّح بالسيناريو الأصعب.. هل تتجه الولايات المتحدة نحو تغيير النظام في إيران؟

في تحول لافت في لهجة الخطاب الأمريكي، ألمح الرئيس دونالد ترامب إلى أن تغيير النظام في إيران قد يكون خيارًا مطروحًا، في ظل العجز المتواصل لطهران عن تهدئة التصعيد أو تلبية المطالب الغربية بشأن ملفها النووي.

وقال ترامب في منشور مثير على منصته “تروث سوشال”: “ليس من الصواب سياسيًا استخدام مصطلح تغيير النظام، لكن إن لم يكن النظام الإيراني الحالي قادرًا على جعل إيران عظيمة مرة أخرى، فلم لا يكون هناك تغيير للنظام؟”.

تزامن هذا التصريح مع أكبر عمل عسكري أمريكي إسرائيلي مشترك ضد منشآت نووية إيرانية منذ عام 1979، أثار تساؤلات حول مستقبل التوازنات الإقليمية واحتمالات التصعيد المباشر بين واشنطن وطهران.

ترامب يكشف نتائج الهجوم على إيران

بحسب رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال دان كين، فقد شنت القوات الأمريكية ضربات بصواريخ “توماهوك” وقنابل خارقة للتحصينات استهدفت ثلاث منشآت نووية في إيران، من بينها موقع فوردو النووي المحصن تحت الأرض.

وأكدت صور أقمار صناعية تجارية أن الهجوم ألحق أضرارًا جسيمة بالموقع، ما يرجح تدمير أجهزة الطرد المركزي المتقدمة، رغم أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تتمكن بعد من تقييم الأضرار بشكل نهائي.

وكتب ترامب لاحقًا:”الضرر الأكبر وقع تحت سطح الأرض، وجميع المواقع النووية في إيران تضررت بشدة”.

طهران ترد على الهجوم الأمريكي

ردًا على الغارات، أطلقت إيران وابلاً من الصواريخ تجاه تل أبيب، ما تسبب في وقوع إصابات وتدمير مبانٍ، لكنها تجنبت في الوقت ذاته استهداف القواعد الأمريكية مباشرة.

وفي لهجة تهديدية، صرّح علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الأعلى الإيراني، أن “أي قاعدة تُستخدم لضرب إيران ستكون هدفًا مشروعًا”.

البرلمان يوافق على إغلاق مضيق هرمز

وصادق البرلمان الإيراني على مقترح تشريعي يسمح بإغلاق مضيق هرمز الذي يمر عبره نحو ثلث صادرات النفط العالمية، لكن القرار النهائي بيد المجلس الأعلى للأمن القومي الذي يترأسه علي خامنئي.

أي تحرك فعلي لإغلاق المضيق سيؤدي إلى مواجهة مباشرة مع الأسطول الأمريكي الخامس المتمركز في الخليج، وربما يدفع أسعار النفط إلى مستويات تاريخية.

وقد ارتفعت أسعار النفط فورًا بعد الضربات، حيث قفز خام برنت إلى 78.53 دولارًا للبرميل، فيما بلغ خام غرب تكساس 75.35 دولارًا.

إسرائيل تضرب العمق الإيراني

أكد الجيش الإسرائيلي تنفيذه موجة غارات ليلية شاركت فيها نحو 20 طائرة، استهدفت منشآت عسكرية في طهران وكرمانشاه، من بينها بنى تحتية لصواريخ ورادارات ومنصات إطلاق.

كما اعترضت إسرائيل صاروخًا بعيد المدى أُطلق من إيران، بينما أعلنت طهران عن إسقاط طائرة مسيرة إسرائيلية رابعة من طراز “هيرمس”.

رغم تلميح ترامب.. واشنطن تنفي رغبتها في إسقاط نظام إيران

رغم تلميحات ترامب، أكد كل من نائب الرئيس الأمريكي جيه. دي. فانس ووزير الدفاع بيت هيغسيث أن واشنطن لا تسعى لإسقاط النظام الإيراني، بل لإجباره على التخلي عن برنامجه النووي والحد من تهديداته الإقليمية.

في المقابل، تتحدث إسرائيل صراحة عن هدفها بإسقاط النظام الديني في طهران، معتبرة أن بقاءه يشكل خطرًا استراتيجيًا.

 هل تفتح الضربات العسكرية بوابة التغيير في إيران؟

رغم نفي واشنطن الرسمي، فإن تلميحات ترامب وتصاعد العمليات العسكرية، قد تكون مقدّمة لسيناريو تغيير جذري في طهران. فهل باتت الولايات المتحدة مستعدة للعب ورقة “إسقاط النظام”؟ أم أن كل ما يجري لا يتعدى كونه ضغطًا استراتيجيًا لتحسين شروط التفاوض؟

بين التحركات العسكرية، والانهيار المحتمل للمنشآت النووية، واستدعاء مصطلحات مثل “تغيير النظام”، يبدو أن الشرق الأوسط يدخل أخطر مراحله منذ عقود.

اقرأ أيضا

اغتيال خامنئي.. كيف تستعد إيران لفكرة غياب المرشد وما الخيارات المطروحة لخلافته؟

زر الذهاب إلى الأعلى