ترامب يهدد لبنان بـ إسرائيل.. تفاصيل رسالة أمريكية تحذر بيروت من هذا المصير

تشهد العلاقات الأمريكية-اللبنانية توترًا غير مسبوق، مع تصاعد الضغوط التي تمارسها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على حكومة لبنان.

وتسعى الإدارة الأمريكية إلى فرض تغييرات جوهرية في السياسة الأمنية والعسكرية للبنان، خصوصًا فيما يتعلق بالحدود الجنوبية وحزب الله.

وبحسب مصادر مطلعة، فإن البيت الأبيض أوصل رسالة واضحة إلى بيروت مفادها أن ترامب “سيسمح بتحركات إسرائيلية عسكرية واسعة” داخل الأراضي اللبنانية إذا لم تقدم الحكومة اللبنانية “نتائج ملموسة” في أسرع وقت ممكن.

إنذار أمريكي شديد اللهجة لـ لبنان

بحسب تقارير صحفية، أكدت مصادر دبلوماسية أن مسؤولين في البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية أبلغوا السلطات اللبنانية أن الرئيس ترامب لا ينوي انتظار المزيد من الوقت. وتطالب الإدارة الأمريكية بتحقيق إنجازات سريعة في العلاقة بين لبنان وإسرائيل، تحديدًا فيما يتعلق بترسيم الحدود الجنوبية وضبط الأنشطة العسكرية لحزب الله.

وتشير التقارير إلى أن الولايات المتحدة تريد رؤية نتائج واضحة في غضون أسابيع، وإلا فإن إسرائيل قد تحصل على الضوء الأخضر لتنفيذ عمليات عسكرية داخل لبنان لضمان “أمنها القومي”.

مفاوضات قسرية تحت التهديد

وتسعى واشنطن إلى فرض نهج جديد في المفاوضات بين لبنان وإسرائيل، حيث تدفع باتجاه استبدال الآليات القائمة – مثل الوساطة غير المباشرة عبر الأمم المتحدة – بمجموعات عمل دبلوماسية يقودها مسؤولون أمريكيون.

هذا التطور يثير قلقًا كبيرًا في الأوساط السياسية اللبنانية، التي ترى أن الانخراط في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل تحت الضغط الأمريكي يشكل سابقة خطيرة قد تؤدي إلى تداعيات داخلية كبيرة.

شروط ترامب على لبنان

وضعت الإدارة الأمريكية ثلاثة شروط رئيسية يجب على لبنان الالتزام بها للحصول على الدعم الأمريكي. أولًا، وقف تهريب الأسلحة والأموال إلى حزب الله عبر الموانئ والمعابر الحدودية، وهو مطلب قد يصطدم بصعوبة ضبط هذه الأنشطة دون الدخول في مواجهة مباشرة مع الحزب.

ثانيًا، تعزيز انتشار الجيش اللبناني في الجنوب، لضمان تطبيق القرار الدولي 1701 بحذافيره، وهو ما يتطلب موارد عسكرية كبيرة ودعمًا سياسيًا داخليًا غير متوفر حاليًا.

ثالثًا، تفكيك القدرات العسكرية لحزب الله جنوب الليطاني، وهو مطلب في غاية الحساسية، إذ يعتبر الحزب وجوده المسلح في الجنوب عنصرًا أساسيًا في استراتيجيته الدفاعية.

مساعدات أمريكية مشروطة للبنان

ورغم تأكيد واشنطن أنها خصصت 95 مليون دولار لدعم الجيش اللبناني، إلا أن صرف هذه الأموال يبقى مرهونًا بمدى التزام الحكومة اللبنانية بتنفيذ المطالب الأمريكية.

كما أن تصريحات المسؤولين الأمريكيين باتت أكثر وضوحًا في تأكيدهم على ضرورة أن يكون الجيش اللبناني هو “القوة الوحيدة” في الجنوب.

تسعى الإدارة الأمريكية إلى ضمان عدم وجود أي تشكيلات عسكرية لحزب الله يمكن أن تهدد أمن إسرائيل، وفقًا للموقف الأمريكي.

تحديات تواجه حكومة لبنان

بحسب تقارير ، تجد الحكومة اللبنانية نفسها في موقف حرج للغاية، حيث تواجه ضغوطًا داخلية وخارجية متزايدة. فعلى المستوى الداخلي، يمثل حزب الله لاعبًا رئيسيًا في المشهد السياسي، وأي تحرك يستهدف تقويض نفوذه قد يؤدي إلى أزمات سياسية وأمنية قد لا يتحملها لبنان في ظل الوضع الاقتصادي المتدهور.

كما أن الشارع اللبناني يعاني من أزمات معيشية خانقة، مما يجعل من الصعب على الحكومة اتخاذ قرارات صدامية دون أن تواجه ردود فعل عنيفة.

أما على المستوى الخارجي، فإن التهديد الإسرائيلي بتنفيذ عمليات عسكرية داخل لبنان يضع الحكومة أمام معادلة معقدة. فإما أن تنفذ المطالب الأمريكية وتواجه تبعات ذلك داخليًا، أو ترفض الرضوخ للضغوط وتخاطر بتصعيد عسكري قد تكون نتائجه كارثية، خاصة في ظل تفاقم الأوضاع الاقتصادية والسياسية في البلاد.

لبنان بين مطرقة واشنطن وسندان الداخل

وفق مراقبون، يبدو أن إدارة ترامب عازمة على فرض أجندتها الأمنية في لبنان بأي ثمن، حتى لو تطلب الأمر منح إسرائيل مساحة أكبر لتنفيذ عمليات عسكرية داخل الأراضي اللبنانية.

وبينما تحاول الحكومة اللبنانية الموازنة بين هذه الضغوط والتحديات الداخلية، فإن الخيارات المتاحة تبدو محدودة. المرحلة القادمة تبدو محفوفة بالمخاطر، ما يجعل مستقبل لبنان السياسي والأمني أمام اختبار صعب.

اقرأ أيضًا: بعد قسد.. اتفاق جديد بين حكومة دمشق وفصيل سوري تدعمه أمريكا

زر الذهاب إلى الأعلى