تكنولوجيا مصممة خصيصًا لمصر.. سيمنز تتحدى مناخ الصحراء بقطار فيلارو فائق السرعة

قدمت شركة سيمنز موبيليتي نسخة متخصصة من قطار فيلارو الكهربائي عالي السرعة، المصمم بشكل فريد لتحمل الظروف الصحراوية القاسية في مصر، حسب تصريحات خبير بالنقل لـ-خاص عن مصر-.

يمثل هذا إنجازًا بارزًا في التحديث الجاري للبنية التحتية للسكك الحديدية في البلاد، حيث تشكل الصحاري القاسية في مصر، بعواصفها الرملية وحرارتها الشديدة وغبارها، تحديات كبيرة لأنظمة النقل. ومع ذلك، تعاملت سيمنز مع هذه الظروف بشكل مباشر من خلال هندسة قطار مصمم خصيصًا لبيئة مصر.

وفقًا لمصدر مطلع تحدث لموقع خاص عن مصر، “يختلف القطار السريع الجديد عن القطارات العاملة في الدول الأوروبية بسبب الرمال والشمس والغبار. تم أخذ عينات من جميع أنواع الرمال في صحاري مصر، وأجريت عليها اختبارات. تم تكييف مرشحات الهواء مع هذه الظروف، حتى توصلت سيمنس إلى هذه النسخة المتطورة من القطار”.

تصميم وتكنولوجيا متقدمة للظروف القاسية

قطار فيلارو مصر ليس مجرد تكيف للنماذج الأوروبية ولكنه تقدم تكنولوجي كبير مصمم خصيصًا للبيئة الصحراوية في مصر. وقد طبقت شركة سيمنز أنظمة مبتكرة للتعامل مع التحديات الفريدة التي تفرضها الرمال والغبار والحرارة.

بسرعات تصل إلى 230 كم/ساعة، يتم سحب كميات كبيرة من الرمال والغبار من التضاريس الصحراوية بشكل طبيعي إلى الأعلى بواسطة تدفق الهواء أسفل القطار. وللتغلب على هذا، تعمل الحواجز المصممة خصيصًا على إعادة توجيه تدفق الهواء، والذي يعمل كحاجز لمنع الرمال والغبار من التسلل إلى الأنظمة الحيوية للقطار. وتضمن هذه الميزة قدرة القطار على الحفاظ على الأداء العالي والموثوقية في أقسى ظروف الصحراء.

أقرا أيضا.. سيمنز تكشف عن أول قطار فيلارو فائق السرعة في مصر

بالإضافة إلى ذلك، قامت شركة سيمنز بتحسين الديناميكية الهوائية للقطار لتعزيز تدفق الهواء، ومنع تراكم الرمال على المكونات الحيوية. وتضمن أنظمة الترشيح المتقدمة وجود هواء نقي داخل القطار، مما يوفر بيئة مريحة للركاب، حتى في ظل الظروف الجوية القاسية.

يبلغ طول القطار 200 متر، ويتكون من ثماني عربات ويستوعب 481 راكبًا في كل من درجة رجال الأعمال والدرجة القياسية. وهو مجهز بوسائل الراحة الحديثة مثل الاتصال بالإنترنت ومنافذ الطاقة وشاشات المعلومات في الوقت الفعلي. تعمل عربة المطعم على تعزيز راحة الركاب أثناء الرحلات الطويلة.

دمج الحلول الحديثة للسفر الفعال

كجزء من عرض سيمنز في Innotrans 2024، يرمز تقديم هذا القطار إلى خطوة كبيرة في جهود مصر لتحديث شبكة النقل الخاصة بها. وقد قامت شركة سيمنز موبيليتي بدمج أحدث التطورات في أنظمة الإشارات والاتصالات لضمان التشغيل الفعّال والآمن. وتعتبر هذه الأنظمة ضرورية لإدارة حركة القطارات والحد من مخاطر الحوادث، وهو أمر بالغ الأهمية نظراً للطبيعة عالية السرعة لهذه القطارات.

يعتبر قطار فيلارو مصر جزءاً من أسطول أكبر من 41 قطاراً سيعبر نظام السكك الحديدية عالي السرعة في مصر بسرعات تصل إلى 250 كم/ساعة. وسوف يعمل هذا التقدم على تقليص أوقات السفر بشكل كبير، وتعزيز الكفاءة العامة للنقل في جميع أنحاء البلاد.

إحداث ثورة في شبكة النقل في مصر

يعد إطلاق قطار فيلارو مصر جزءاً من جهد أوسع لبناء نظام سكك حديدية عالي السرعة بطول 2000 كيلومتر بالتعاون مع شركة أوراسكوم للإنشاءات والمقاولون العرب. وأكدت شركة سيمنز أن هذا المشروع سيكون بمثابة تحول في المشهد النقلي في مصر، حيث سيربط بين المدن الرئيسية والموانئ والمناطق الصناعية.

أحد أهم جوانب تطوير السكك الحديدية هذا هو الخط الأول (العين السخنة – مرسى مطروح)، والذي وصفه الرئيس التنفيذي لشركة سيمنز موبيليتي مايكل بيتر بأنه “قناة السويس الجديدة على السكك الحديدية”. سيربط خط القطار عالي السرعة هذا ساحل البحر الأحمر المصري بالبحر الأبيض المتوسط، مما يخلق رابطًا مباشرًا بين مسطحين مائيين حيويين، على غرار وظيفة قناة السويس.

أقرا أيضا.. إنشاء أطول خط قطار كهربائي سريع في أفريقيا والشرق الأوسط بصعيد مصر

لن يعمل خط السكك الحديدية هذا على تعزيز التجارة والخدمات اللوجستية فحسب، بل سيربط أيضًا العاصمة الإدارية الجديدة والعلمين الجديدة بالموانئ الرئيسية في مصر على البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط. سيسهل السفر بسلاسة بين المناطق الصناعية والسياحية والزراعية، مما يعزز النمو الاقتصادي والتنمية الحضرية.

يؤكد تقديم قطار فيلارو مصر على التزام سيمنز موبيليتي بحلول النقل المستدامة. من خلال معالجة التحديات البيئية الفريدة لصحاري مصر، تضع سيمنز معايير جديدة لمشاريع السكك الحديدية العالمية في المناخات القاسية. إن التركيز على الحلول المستدامة طويلة الأجل يعكس التزام شركة سيمنز بإنشاء بنية تحتية مرنة يمكنها خدمة سكان مصر المتزايدين ومناطقها الحضرية المتوسعة.