تاريخ وتراث
تمثال الملك خفرع ومعجزة فنية على أرض مصرية
الملك خفرع هو رابع ملوك الأسرة الرابعة، وهو ابن خوفو أو شقيقه. يعد هذا الملك من أشهر الملوك القدماء المحفور بين ذاكرة الأجيال؛ لإرتباطه بأثره الهام الذى تركه للأجيال؛ وهو الهرم الأوسط العظيم بالجيزة، وتمثال ابو الهول الذى أمر بنحته.
لم يكن هرم الجيزة هو المعجزة الأثرية الوحيدة التى خلفها لنا، بل هناك كنز آخر خلفه لنا يتجسد فى تمثاله الشهير المصنوع من مادة الديوريت الأخضر. وهو أحد أبرز كنوز المتاحف العالمية؛ لما يتمتع به من تفرد وجمال ودقة فى النحت، من مادة لم يتمكن أحد على مر العصور من تنفيذ منحوتات فيها بتلك الدقة والبراعة، إلا قطع صغيرة ولم تنفذ بتلك الدقة والإبداع.
تم العثور على تمثال خفرغ على يد العالم مارييت داخل معبد الوادى ضمن مجموعة الملك فى الجيزة. يبلغ طول التمثال ١٦٨ سم. وهو منحوت بالكامل من مادة الديوريت، حيث يرجع الإعجاز إلى تلك المادة شديدة الصلابة.
والسؤال هنا كيف استطاع النحات المصري القديم أن ينحت هذا التمثال بهذة البراعة الشديدة وبالإمكانيات المحدودة فى ذلك الوقت. إنها معجزة فنية فريدة من نوعها حفرت اسمها بين سطور التاريخ بأحرف من ذهب.
ولم يتوقف الإعجاز الفنى لهذا التمثال عند هذا الحد، بل وصل أيضًا الى الصقر حورس الذى يتجسد خلف رأس الملك ويحتضنه بجناحيه كدليل على الحماية. هكذا ظهرت براعة النحات فى أن الصقر حورس لايرى مطلقًا، إلا من الجانب فقط. أما من الجهة الأمامية للتمثال، فلا ترى سوى وجه الملك فقط. وقف العلماء مذهولين حقًا أمام هذا الإعجاز الفنى حتى الآن.