ثورة في صناعة النفط.. سلطنة عمان تبتكر أول وحدة ضخ طويلة الشوط مصنعة محليا بالكامل

حققت سلطنة عُمان خطوة مهمة في تعزيز قدراتها الصناعية وتطوير قطاع الطاقة من خلال إطلاق أول وحدة ضخ طويلة الشوط (LSU) تم تصنيعها بالكامل داخل دول مجلس التعاون الخليجي.

ويعكس هذا الإنجاز الذي حققته شركة تقنيات حقول النفط الذكية (OST) طموح السلطنة في بناء قاعدة تصنيع محلية متطورة، تواكب رؤية عُمان 2040 للتنويع الاقتصادي والارتقاء بالمواهب الوطنية.

عصر جديد لأنظمة الرفع الاصطناعي

وتُعد أنظمة الرفع الاصطناعي من الأسس الحيوية لاستخراج النفط من الحقول الناضجة التي تواجه تحديات مثل انخفاض ضغوط المكامن وارتفاع نسب الغاز إلى النفط.

وفي هذا السياق، أكد محمد علوي، مدير تطوير الأعمال والتقنية في OST، في مقابلة خاصة مع صحيفة عُمان أوبزرفر، أهمية التصنيع المحلي في تلبية الطلب المتزايد وتقليل الاعتماد على المعدات المستوردة.

وأوضح علوي: “نعمل على بناء قاعدة تصنيع داخلية يمكنها تطوير نفسها إلى مركز إقليمي لتوريد هذه الأنظمة، ونحن مستعدون للتوسع سريعًا حال تلقي ردود فعل إيجابية من السوق.”

مزايا تقنية متقدمة وتأثير صناعي واسع

وتقدم وحدة الـ LSU التي تم تطويرها محليا بدائل تقنية متقدمة وفعالة من حيث التكلفة مقارنة بالأنظمة التقليدية مثل مضخات الحزم ومضخات التجويف التدريجي والمضخات الغاطسة الكهربائية.

وبين علوي أن التكنولوجيا الجديدة تبرز بقوة في الحالات التالية؛ أداء فائق في الآبار ذات نسب الغاز إلى النفط العالية والنفط الثقيل، وملائمة لظروف الآبار ذات درجات الحرارة المرتفعة والانحرافات، كما أنها تتمتع بكفاءة عالية في استهلاك الطاقة، وعمر تشغيلي طويل مع تكاليف صيانة منخفضة.

كما أشار إلى أن هذه التطورات تلبي أهداف رؤية عمان 2040 في بناء اقتصاد متنوع وتعزيز الصناعة الوطنية.

دعم الصناعة المحلية وتنمية المهارات الوطنية

وبدوره، أكد عبد الملك البحري، الرئيس التنفيذي لشركة OST، أن التصنيع المحلي يساعد على تجاوز التأخيرات والتكاليف المرتفعة المرتبطة بالاستيراد. وقال: “نقصّر زمن التسليم، ونخفض التكاليف، ونرفع من جودة الخدمات، وهذا يشكل فرصة حقيقية لنقل المعرفة والتقنيات المتقدمة إلى القوى العاملة العمانية.”

وتضم شبكة OST التصنيعية مرافق في مدينة سمائل الصناعية والمنطقة الحرة بالمزيونة، وتخطط لتوسيع وجودها بالقرب من العملاء حسب الحاجة.

شراكة استراتيجية وأتمتة متطورة

ويرتكز المشروع على تعاون مشترك بين الشركات العمانية “الأولى للاستثمار” و”بوابة الصناعة” مع الشريك الهولندي DST، ما يجمع بين المعرفة المحلية والخبرة الدولية في مجال تكنولوجيا النفط والغاز.

وتتميز وحدة LSU بالعديد من تقنيات الأتمتة الحديثة مثل محركات التردد المتغير (VFD) ومراقبة الديناموجراف وأنظمة التحكم في الحمل، وتضمن هذه القدرات تحكمًا دقيقًا في الضخ وتعزيز السلامة لعمليات النفط البرية.

على الرغم من أن السعة المقدرة لوحدات التفريغ اللولبي تتراوح بين 1500 و2000 برميل يوميا، إلا أن الإنتاج الفعلي يعتمد على ظروف الآبار المحددة. وأشار علوي إلى معايير أداء مثل حوض برميان في تكساس، حيث حققت وحدات التفريغ اللولبي أكثر من 4500 برميل يوميا، مما يؤكد الإمكانات العالية لهذه التقنية.

فرص نمو اقتصادي وتقني جديدة في عمان

من التصميم الأولي وحتى التشغيل، يتم تطوير كل خطوة من خطوات سلسلة القيمة داخل عُمان، مما يعزز بشكل كبير مقاييس القيمة المحلية المضافة (ICV) في البلاد. كما يفتح هذا التطور آفاقًا وظيفية جديدة للشباب العُماني في مجال التصنيع المتقدم وخدمات حقول النفط.

اقرأ أيضا.. سيدة القنبلة.. لاجئة فيتنامية أحدثت ثورة في الذخائر الأمريكية الخارقة للتحصينات 

وأشار البحري إلى أن هذه المبادرة هي أكثر من مجرد منتج صناعي، بل منصة تنموية لبناء قدرات هندسية محلية ورفع معايير التصنيع الوطنية، وتعزيز موقع عُمان في سوق التكنولوجيا النفطية الإقليمية.

ومع جاهزية أول وحدة ضخ طويلة الشوط محليا وبدء OST في التواصل مع العملاء، يبدو أن السلطنة على أعتاب تحول مهم في كيفية استثمار الابتكار لدعم نمو قطاع الطاقة وتنويع الاقتصاد الوطني.

زر الذهاب إلى الأعلى