جنيف على خط النار.. هل تملك أوروبا مفاتيح وقف الحرب بين طهران وتل أبيب؟

بينما تتساقط القنابل فوق منشآت حساسة، وتتصاعد ألسنة اللهب في طهران وتل أبيب تحتضن مدينة جنيف السويسرية محادثات دبلوماسية حاسمة تجمع بين إيران والدول الأوروبية، وسط مساعٍ مكثفة لوقف المواجهة المتصاعدة بين طهران وتل أبيب.

وبحسب وسائل إعلام فإن وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا، إلى جانب مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، يلتقون غدا الجمعة بوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في محاولة لنزع فتيل الأزمة التي تهدد بانفجار إقليمي واسع.

أوروبا تتحرك على وقع الانفجار بين طهران وتل أبيب

تأتي هذه المحادثات بعد أيام من غارات جوية إسرائيلية استهدفت مواقع إيرانية يُشتبه بأنها تُستخدم لتطوير برنامج نووي، ردّت عليها طهران بهجمات صاروخية غير مسبوقة طالت العمق الإسرائيلي، في مشهد أعاد للأذهان أجواء الحروب الشاملة.

وفق تقارير فالتحرك الأوروبي، بقيادة فرنسا وألمانيا وبريطانيا، يهدف إلى احتواء التصعيد وفتح نافذة تفاوض جديدة تضمن وقف العمليات العسكرية، وإعادة الملف النووي الإيراني إلى طاولة التفاهمات الدولية.

تصريحات أوروبية متفائلة بحذر بين طهران وتل أبيب

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، أكد قبيل مغادرته إلى جنيف، أن بلاده وشركاءها يسعون لطرح مبادرة شاملة تهدف إلى تجميد التصعيد، ومنع انهيار التفاهمات النووية السابقة، مع الحفاظ على أمن إسرائيل.

وقال بارو: “نمتلك من الخبرة والعلاقات ما يؤهلنا للعب دور فعّال. المطلوب اليوم هو إرادة سياسية من جميع الأطراف لوقف هذا الانزلاق الخطير”.

من جهتها، شددت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، على أن الدبلوماسية الأوروبية تسعى إلى تجنيب المنطقة حربًا شاملة، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي لن يقف متفرجًا أمام تفكك الأمن الإقليمي.

وأضافت أن اجتماع جنيف لا يقتصر على الملف النووي، بل يشمل أيضًا وقف إطلاق النار، والبحث في سبل الحد من التوتر بين إيران وإسرائيل.

طهران تشترط وقف الضربات

في طهران، أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي استعداد بلاده للجلوس إلى طاولة المفاوضات، بما في ذلك نقاش أوسع يشمل واشنطن، شريطة وقف الغارات الإسرائيلية فورًا.

وقال عراقجي إن استمرار الهجمات على المنشآت الإيرانية يجعل من التفاوض “مجرد واجهة”، وإن بلاده ستحتفظ بحق الرد الكامل على أي استهداف.

تحرك بريطاني في واشنطن

في الوقت نفسه، يجري وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي محادثات في واشنطن مع نظيره الأمريكي ماركو روبيو، لبحث تطورات التصعيد الإيراني الإسرائيلي، وخيارات الرد الغربية.

وتداولت وسائل إعلام أمريكية تصريحات تفيد بأن الرئيس دونالد ترامب يدرس خيارات عسكرية محدودة ضد المنشآت النووية الإيرانية، في حال فشل الجهد الأوروبي في تهدئة الموقف.

هل تملك أوروبا أوراق الحل؟

في ظل استمرار الغارات والتصعيد الكلامي، تبدو فرص النجاح الأوروبي محدودة، لكن المراقبين يرون أن باريس وبرلين ولندن تملكان علاقات متوازنة مع كل من طهران وتل أبيب، ما يمنحهم مساحة مناورة قد تُثمر في حال توافرت الرغبة السياسية من جميع الأطراف.

ويأمل الأوروبيون أن تُمهّد محادثات جنيف لوقف إطلاق النار، واستئناف مسار تفاوضي أشمل يعالج الملفات النووية والعسكرية، ويمنع تحول المواجهة الحالية إلى نزاع إقليمي مفتوح.

اقرا أيضا.. مستشفى “سوروكا” بين إيران وإسرائيل.. كيف اعترف نتنياهو بارتكاب جرائم حرب في غزة؟

زر الذهاب إلى الأعلى