جولة سادسة من المفاوضات النووية.. هل تنجح عُمان في إنهاء التوتر بين أمريكا وإيران؟

في لحظة تترنح فيها المنطقة على حافة تصعيد إقليمي غير مسبوق، تستعد سلطنة عُمان لاحتضان جولة سادسة من المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، في مسعى جديد لكسر الجمود الدبلوماسي بين الطرفين وإعادة الروح إلى الاتفاق النووي الذي يترنح منذ انسحاب واشنطن منه عام 2018.

وأكد وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي، الخميس، أن اللقاء المرتقب سيُعقد يوم الأحد 15 يونيو الجاري في العاصمة مسقط، قائلًا: “يسعدني أن أؤكد أن الجولة السادسة من المحادثات الإيرانية الأميركية ستعقد في مسقط”.

عُمان الوسيط الصامت في المفاوصات النووية

عُرفت سلطنة عُمان لعقود بدورها الوسيط في النزاعات الإقليمية والدولية، وخاصة في الملفات الإيرانية، إذ احتضنت قبل أكثر من عقد اللقاءات التمهيدية التي مهدت لتوقيع الاتفاق النووي في 2015.

واليوم، تعود مسقط لتلعب دور “الوسيط الصامت” في وقت تزداد فيه المؤشرات على أن صدامًا قد يلوح في الأفق، سواء من خلال التصعيد الإسرائيلي أو الضغط الأمريكي.

وتتميز الدبلوماسية العُمانية بالهدوء والانفتاح على كافة الأطراف، مما يجعلها بيئة مثالية لمفاوضات حساسة كتلك المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني، لا سيما في ظل حالة انعدام الثقة بين واشنطن وطهران.

تضارب حول مصير الجولة السادسة من المفاوضات النووية

رغم الإعلان العُماني الرسمي، لا تزال الشكوك تحيط بعقد الجولة، وسط تقارير إعلامية متضاربة. فبينما أفادت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية أن الجولة “لن تُعقد على الأرجح”.

وأشارت “أكسيوس” إلى أن فرصها “تتضاءل”، أكدت شبكتا “سي إن إن” و”سي بي إس” أن اللقاء لا يزال قائمًا، وأن المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف سيلتقي وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي.

هذا التضارب يعكس حالة الارتباك التي تكتنف هذا المسار، ويشير إلى وجود خلافات داخل الإدارة الأمريكية نفسها، أو محاولة لإبقاء الخيارات مفتوحة في ظل تصاعد الضغوط السياسية من إسرائيل وأطراف داخل الكونغرس.

ترامب: “أقل ثقة” باتفاق نووي جديد

في تطور لافت، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في مقابلة مع “نيويورك بوست”، إنه بات “أقل ثقة” بإمكانية التوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن ملفها النووي. وجدد تأكيده أن الولايات المتحدة “لن تسمح” لإيران بتطوير سلاح نووي، معتبرًا أن طهران لم تُظهر جدية في التزاماتها السابقة.

وتزامنت تصريحاته مع مؤشرات عن اتجاه الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتصويت على مشروع قرار يدين إيران لعدم تعاونها في ملف التخصيب ومواقع مشبوهة لم تُفصح عنها.

تطورات مريبة قبل الجولة السادسة من المفاوضات النووية

وفي خلفية المشهد، تزداد المخاوف من تصعيد عسكري مباشر. فقد نقلت شبكة “سي بي إس” عن مصادر أمنية أن إسرائيل “على أهبة الاستعداد” لتوجيه ضربة عسكرية لإيران، وسط تعليقات رسمية متحفظة من تل أبيب وواشنطن.

وتزامن ذلك مع إعلان الولايات المتحدة نيتها تقليص عدد موظفي سفارتها في بغداد، تحسبًا لأي تطورات ميدانية قد تشمل استهدافات إيرانية محتملة للقواعد الأمريكية في العراق وسوريا.

 هل تنجح في كسر الجمود؟

وسط هذه الأجواء الملبدة، تراهن مسقط على قدرتها التاريخية في تقريب وجهات النظر، وتوظيف قنواتها المفتوحة مع طهران وواشنطن لإنقاذ ما تبقى من المسار الدبلوماسي.

لكن نجاح الجولة السادسة من المفاوضات لن يرتبط فقط بحسن النوايا، بل سيتوقف على مدى استعداد الطرفين لتقديم تنازلات جوهرية، خصوصًا فيما يتعلق بمستوى تخصيب اليورانيوم، والرقابة الدولية، ورفع العقوبات الاقتصادية.

 جولة يحدد مستقبل المنطقة

وفق مراقبون فإذا نجحت عُمان في جمع الطرفين فعليًا على طاولة واحدة يوم الأحد، فستكون قد أعادت الحياة لمسار متعثر يراه كثيرون على وشك الانهيار.

أما إذا فشلت الجولة أو لم تُعقد أصلًا، فقد يكون الشرق الأوسط أمام صيف ساخن عنوانه التصعيد المتبادل والتوتر الإقليمي.

اقرأ أيضا

بعد اجتماع عبدالعاطي والشيباني.. هل يُذيب منتدى أوسلو الجليد بين القاهرة ودمشق؟

زر الذهاب إلى الأعلى