حادث إرهابي بمحيط مسجد شيعي في سلطنة عمان.. داعش يهدد أمن الخليج
بعد إعلان تنظيم داعش الإرهابي تبنيه حادث إطلاق النار في محيط مسجد شيعي في سلطنة عمان، أصبح خطر داعش يهدد أمن الخليج.
وتعد الواقعة اختراقا أمنيا نادر الحدوث في واحدة من أكثر الدول استقرارًا في الشرق الأوسط، وليست طرفًا في أية صراعات.
بل حافظت سلطنة عمان على حيادها في منطقة الشرق الأوسط المضطربة ولعبت دور الوساطة في نزاعات عديدة.
داعش يهدد أمن الخليج
ومن المعروف أنه لا يوجد تنظيم مسلح لداعش في دول الخليج، وإنما يتمركز بشكل أساسي في الدول الإفريقية.
خاصةً بعدما فقد مناطق تمركزه الرئيسية في العراق وسوريا، جراء الحرب التي شنتها قوات التحالف الدولي بقيادة أمريكا.
وأصبحت القارة الإفريقية ملاذًا آمنًا لكثير من التنظيمات الإرهابية وفي القلب منها داعش، مستغلة الهشاشة الأمنية والسياسية لكثير من دول القارة.
وتعتمد نظرية تنظيم داعش على قاعدة التمركز والتمدد، أي التمركز في مكان ثم التمدد منه إلى ما حوله.
وتهدف هذه القاعدة إلى خلق حالة من الفوضى التي يسعى التنظيم لإدارتها لتحقيق مصالحه، حسبما ذكر القيادي الداعشي أبو بكر الناجي في كتابه إدارة التوحش.
اقرأ أيضًا.. حسن نصر الله يحذر إسرائيل من مواصلة استهداف المدنيين اللبنانيين
وسبق للتنظيم تهديد دول الخليج عبر إصدارات مرئية وصوتية لعناصره وقياداته، إلا أنها لم تترجم لأعمال إرهابية على أرض الواقع.
ويثير حادث إطلاق النار بالقرب من مسجد شيعي بسلطنة عمان العديد من المخاوف التي تتعلق بتهديد الأمن القومي لدول الخليج.
لاسيما أن العديد من هذه الدول ظلت في مأمن من الأعمال الإرهابية على مدار عقود من الزمن باستثناء حوادث متفرقة زمنيًا.
تنمو التنظيمات الإرهابية في البيئات الطائفية وتتغذى على إحداث الفتن الطائفية واستثمارها؛ لذا يسعى لإحداث الفتنة بين السنة والشيعة.
كما أنه يبعث برسالة إلى المواطنين الشيعة بأنهم غير آمنين في أوطانهم، وأن بلادهم غير قادرة على حمايتهم، مثل السنة.
داعش يتبنى حادث سلطنة عمان
وأعلن التنظيم الإرهابي، عبر قناته على تليجرام، مسؤوليته عن الهجوم، الذي وقع بمنطقة الوادي الكبير في محافظة مسقط.
فيما أعلنت شرطة عمان السلطانية والأجهزة العسكرية والأمنية اليوم الثلاثاء، إنهاء إجراءات التعامل مع الحادث الذي وقع مساء أمس الاثنين.
وقالت في بيان لها أن الحادث أسفر عن مقتل 5 أشخاص، ورجل شرطة، والجناة الثلاثة أيضًا.
بالإضافة إلى إصابة 28 شخصًا من جنسيات مختلفة، بينهم 4 أشخاص أثناء أدائهم واجبهم الوطني من رجال الشرطة ومنتسبي هيئة الدفاع المدني والإسعاف.
وتم نقلهم الى المؤسسات الصحية لتلقي العلاج، فيما تتواصل عمليات التحري والبحث والتحقيقات في ملابسات الحادث.
وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية أن 4 من القتلى يحملون الجنسية الباكستانية، وأفادت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان لها بصحة ذلك.
ولفتت الوزارة إلى أن 30 باكستانياً آخرين يخضعون للعلاج في المستشفيات العمانية.
ونشرت السفارة الباكستانية في عمان على حسابها بمنصة إكس أن السفير الباكستاني عمران علي، زار بعض الجرحى في المستشفيات.
كما نشرت مقطع فيديو دعا فيه السفير الجالية الباكستانية في السلطنة إلى التعاون مع السلطات المحلية، وتجنّب الذهاب إلى موقع إطلاق النار.
وأكد أنه على تواصل مع السلطات العمانية، وأن موظفي السفارة مستعدون للتبرع بالدم في حالات الطوارئ، وتخصيص خط ساخن لهذه الحالات.