خامنئي يحث قطر على الإفراج عن عائدات النفط الإيرانية المحتجزة وسط ضغوط أمريكية

القاهرة (خاص عن مصر)- دعا المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى تسهيل نقل عائدات النفط الإيرانية التي لا تزال مجمدة في الدوحة بسبب العقوبات الأمريكية والضغوط السياسية.

تاريخ عائدات النفط الإيرانية بقطر

وفقا لبلومبرج، تأتي الأموال المعنية من المدفوعات الكورية الجنوبية مقابل النفط الإيراني، والتي تم تجميدها في البداية في بنوك مقرها سيول بعد أن عزز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العقوبات ضد طهران. وكانت هذه التدابير جزءًا من سياسة الضغط القصوى التي انتهجها، بهدف الحد من البرنامج النووي الإيراني ونفوذها الإقليمي.

في سبتمبر 2023، حاولت إدارة بايدن تخفيف التوترات من خلال السماح بالإفراج عن 6 مليارات دولار من الأصول الإيرانية المجمدة من خلال طريق مالي غير مباشر يشمل عدة دول، بما في ذلك قطر وألمانيا وأيرلندا وكوريا الجنوبية وسويسرا.

كانت هذه الخطوة جزءًا من اتفاقية تبادل السجناء، مما يسمح لإيران بالوصول إلى أموالها دون انتهاك قوانين العقوبات الأمريكية.

ومع ذلك، تشير تصريحات خامنئي الأخيرة إلى أن جزءًا من هذه الأموال لا يزال محتجزًا في الدوحة، على الرغم من الإعفاء الأمريكي السابق الذي كان من المتوقع أن يسهل نقلها.

اقرأ أيضًا: زيلينسكي يهاجم ترامب ويصفه بالعيش في فقاعة تضليل روسية

التوترات الجيوسياسية والضغوط الأمريكية المتجددة

أكد خامنئي أن الحاجز الرئيسي للإفراج عن الأموال هو عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وإحيائه للإجراءات العدوانية ضد إيران.

قال خامنئي: “لا ينبغي للحكومة القطرية أن تتأثر بالضغوط الأمريكية لحجب الإيرادات الإيرانية”، معززًا توقعات طهران بأن تظل الدوحة ملتزمة بالاتفاقيات المالية على الرغم من تحول السياسات الأمريكية.

يأتي هذا في وقت تظل فيه العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران متوترة، مع فرض واشنطن عقوبات اقتصادية صارمة تحد بشدة من قدرة إيران على الوصول إلى النظام المصرفي الدولي.

تواصل إيران البحث عن قنوات دبلوماسية واقتصادية للالتفاف على هذه القيود، بالاعتماد على حلفائها الإقليميين مثل قطر للتوسط في المعاملات المالية.

اقرأ أيضًا: بعد سقوط الأسد.. اتساع وجود روسيا العسكري في أفريقيا خاصة ليبيا والسودان

عمل قطر على تحقيق التوازن الدبلوماسي

بصفتها وسيطًا رئيسيًا في الدبلوماسية في الشرق الأوسط، تجد قطر نفسها في موقف حساس، حيث توازن تحالفها الاستراتيجي مع الولايات المتحدة مع الحفاظ على العلاقات الاقتصادية والسياسية مع إيران. عملت الدولة الخليجية تاريخيًا كقناة مالية لطهران، وتسهل المعاملات غير المباشرة لتجاوز العقوبات مع تجنب المواجهات المباشرة مع واشنطن.

تشير زيارة الأمير إلى طهران إلى مفاوضات جارية بشأن هذه القضية، ولكن مع عودة ترامب إلى الساحة العالمية، تواجه قطر ضغوطًا متزايدة من طهران وواشنطن لاتخاذ قرار نهائي بشأن الأموال المجمدة.

التداعيات المستقبلية

قد تشكل نتيجة هذا النزاع المالي سابقة للدول الأخرى الخاضعة للعقوبات والتي تتطلع إلى الوصول إلى أصولها المجمدة من خلال وسطاء إقليميين. وإذا رضخت قطر للضغوط الأمريكية، فقد تسعى طهران إلى طرق بديلة لاستعادة عائدات النفط الإيرانية بقطر، وهو ما قد يؤدي إلى تعميق التوترات الاقتصادية في منطقة الخليج.

في الوقت الحالي، لا تزال الخطوة التالية التي قد تتخذها الدوحة غير مؤكدة، ولكن مع تكثيف إيران لجهودها الدبلوماسية، من المتوقع أن يظل الصراع المالي حول عائدات النفط قضية مركزية في الجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط.

زر الذهاب إلى الأعلى