الحياء خير كله.. نص خطبة الجمعة اليوم 29 نوفمبر 2024
أعلنت وزارة الأوقاف عن موضوع خطبة الجمعة، اليوم الموافق 29 نوفمبر 2024، في جميع المساجد التابعة لها على مستوى الجمهورية.
وقالت في بيان لها، إن عنوان خطبة الجمعة اليوم سيكون عن فضيلة من أعظم الفضائل التى حثَّنا عليها الدين الإسلامي الحنيف، والتي تتعلق بحُسْن الكلام وحسن التصرُّفات، وهي: “الحياء خير كله”.
وفيما يلي نص خطبة الجمعة:
الحياءُ خيرٌ كله
الحمد لله العزيز الحميد، القوي المجيد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادةً من نطق بها فهو سعيد، سبحان من هدَى العقول ببديع حكمته، ووسع الخلائق بجليل نعمه، أقام الكون بعظمة تدبيره، وأنزل الهدى على أنبيائه ورسله. وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله، شرح صدره، ورفع قدره، وكرمنا باتباعه، وجعلنا من أمته. اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:
أيها الأحبة، إن الحياء هو زينة الأخلاق وسراجها المنير، وهو جوهرة القيم وتاجها الرفيع. وإن كان لكل دين خُلق يُميزه، فإن خُلق الإسلام هو الحياء. فالحياء والإيمان قرينان لا ينفصلان، وهو شعبة من شعب الإيمان. وإذا كان مقام الإحسان يعني عبادة الله كأنك تراه، فإن باب الإحسان هو الحياء.
ما الحياء؟
الحياء خلق رفيع يحمل الإنسان على اجتناب ما يُعيبه أو يُذمّ عليه. إنه شعور فطري عميق يدفع إلى الابتعاد عن كل ما لا يليق بكرامة الإنسان المكرم عند الله، ويعزز مكانته في نظر نفسه وفي عيون الناس. إنه الترفع عن الرذائل، والتنزه عن مواضع السوء.
الحياء في حياة الصالحين
الحياء زادُ الصالحين، يجدون فيه حياةً للروح، وصفاءً للضمير، وسموًّا للأخلاق. وهو درعٌ يحمي النفس من الوقوع في الفواحش والمآثم. فما أجمل أن يتحلى الإنسان بالحياء الذي يبعده عن ثقافة الفحش والانحدار. وصدق رسول الله ﷺ إذ قال: “إذا لم تستحِ، فاصنع ما شئت.”
أيها الكريم، كن كيوسف عليه السلام حين نقش على قلبه شعار الحياء والعفة قائلًا: {إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ}، فاستحق عون الله وتأييده.
الحياء سلاح أمام التحديات
في عصرنا الحاضر، حيث تفتح التكنولوجيا أبوابًا واسعة أمام الفتن والمغريات، يبرز الحياء كحاجز أخلاقي يحمي النفوس من الوقوع في فخاخ المحتوى الفاسد. والحياء هو الرادع الفطري الذي يحول دون السقوط في هاوية الفساد بحثًا عن الشهرة أو تحقيق أعلى المشاهدات.
اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيئها، لا يصرف سيئها إلا أنت.
أيها الأحبة، اجعلوا شعاركم الحياء، فهو دليل نقاء النفس وعنوان الشرف. تذكروا قول الله تعالى: {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى}، وكونوا من أهل الحياء الذين يحبهم الله ويرفعهم درجات.
اللهم ارزقنا الحياء الذي يحفظنا من الزلل، ويسمو بأخلاقنا، ويقربنا من مقام الإحسان والتقوى. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وأكدت الأوقاف أن الحياء هو شعور فطري يحفز الإنسان على الابتعاد عن كل ما يسيء من الأقوال أو الأفعال، مما يعزز مكانته أمام نفسه، وربه، والناس. ودعت جميع الأئمة والخطباء إلى الالتزام بنص الخطبة أو على الأقل بمضمونها، مع التأكيد على ضرورة ألا يتجاوز زمن الخطبتين الأولى والثانية خمس عشرة دقيقة.