خطة مصر لتطوير مصانع قصب السكر وتحقيق الاكتفاء الذاتي قبل نهاية 2025

بدأت الحكومة المصرية تنفيذ خطة وطنية شاملة لتطوير مصانع قصب السكر وخاصة المتواجدة في الوجه القبلي، بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي من السكر قبل نهاية العام الجاري 2025، بما يدعم الأمن الغذائي ويُخفف العبء عن الموازنة العامة.

يأتي ذلك في ظل التحديات العالمية المرتبطة بسلاسل الإمداد، واتساع فجوة استيراد السلع الاستراتيجية من الخارج عقب حالة الاضطرابات التي وقعت مؤخرًا في البحر الأحمر، حيث باتت حركة التجارة تنتعش  قليلا.

8 مصانع استراتيجية لدعم الإنتاج المحلي

وخلال اجتماع حكومي منذ أيام، تم استعراض خطة شركة السكر والصناعات التكاملية، إحدى أقدم وأكبر الكيانات الصناعية في مصر، حيث تمتلك بنية تحتية إنتاجية قوية تشمل 8 مصانع لإنتاج السكر من القصب موزعة في محافظات الصعيد: المنيا، سوهاج، قنا، الأقصر، وأسوان.

تستهدف الشركة تشغيل هذه المصانع بأعلى طاقة إنتاجية ممكنة، مع تنفيذ خطة لزيادة إنتاجية الفدان من القصب عبر استخدام التقاوي عالية الجودة وتطبيق نظم الري الحديث، مما يسهم في رفع الكفاءة الاقتصادية والإنتاجية وتحقيق عوائد مجزية للمزارعين.

اقرأ أيضا: مصر تعرض على الكويت إقامة مصانع تكاملية ومناطق صناعية لخدمة الأسواق العربية والأفريقية

تعظيم الاستفادة من المنتجات الثانوية للقصب

تركز خطة شركة السكر على تعظيم القيمة المضافة من خلال استغلال كافة المنتجات الثانوية الناتجة عن عملية تصنيع السكر، مثل المولاس، المصاص، العليقة، الأعلاف، والأسمدة العضوية والحيوية، وهي مكونات تدعم صناعات أخرى حيوية وتفتح آفاقًا جديدة للاستثمار.

كما تضم الشركة مجمعًا صناعيًا متكاملاً بمحافظة الجيزة لإنتاج السكر المكرر، إلى جانب صناعات أخرى تشمل:

• إنتاج الإيثانول والخل الطبيعي

• تصنيع الخميرة (الطازجة والجافة)

• تصنيع المذيبات العضوية والعطور والخلاصات

• إنتاج الخشب الحبيبي والورق من مخلفات القصب

• إنتاج الطاقة الحيوية (وقود) من النفايات الصناعية والزراعية

خطة تطوير مصانع قصب السكر في مصر

تتضمن الخطة أيضًا تحديث المعدات وخطوط الإنتاج في المصانع القائمة، والتوسع في استخدام التكنولوجيا الحديثة بما يرفع كفاءة التصنيع ويقلل من الفاقد، حيث تولي الدولة اهتمامًا كبيرًا بتنفيذ برامج الإصحاح البيئي داخل المصانع، وفقًا للمعايير البيئية المعتمدة، لضمان استدامة الإنتاج وتقليل الأثر البيئي.

تواكب خطة تطوير مصانع قصب السكر، جهود الدولة لزيادة المساحات المزروعة بمحصول بنجر السكر ضمن مشروعات مثل جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة، بما يضمن تأمين المادة الخام للصناعة وتوفير فرص عمل جديدة، إلى جانب تشجيع نظام الزراعة التعاقدية لضمان استقرار دخل الفلاح وتحفيز الإنتاج.

تأتي هذه التحركات ضمن رؤية الدولة لتقليل الاعتماد على واردات السكر التي تمثل عبئًا كبيرًا على ميزان المدفوعات، عبر رفع كفاءة الإنتاج المحلي وتحقيق الاكتفاء الذاتي قبل نهاية 2025، بما يعزز استقرار السوق ويوفر منتجًا وطنيًا بجودة عالية وبأسعار مناسبة.