خطر جديد يهدد وحدة السودان.. الاتحاد الإفريقي يحذر من الاعتراف بحكومة الدعم السريع

أعرب الاتحاد الإفريقي، اليوم الأربعاء، عن “قلق عميق” إزاء إعلان قوات الدعم السريع وحلفائها تشكيل حكومة موازية في السودان، محذرًا من أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى تقسيم البلاد، التي تعيش في أتون حرب دامية منذ أكثر من عامين.
وفي بيان صادر عنه، ندد الاتحاد الإفريقي بما وصفه بـ”إعلان قوات الدعم السريع والقوى السياسية والاجتماعية المرتبطة بها تشكيل حكومة موازية في جمهورية السودان”، معتبراً أن هذه الخطوة تشكل “خطراً هائلاً على وحدة البلاد”.
رفض الاعتراف بحكومة الدعم السريع
كما دعا جميع الدول الأعضاء في الاتحاد، إلى جانب المجتمع الدولي، إلى “عدم الاعتراف بأي حكومة أو كيان موازٍ يسعى إلى تقسيم السودان أو فرض سيطرته على جزء من أراضيه”، مؤكداً أنه “لا يعترف بما يسمى بالحكومة أو الكيان الموازي في السودان”.
وكانت قوات الدعم السريع وحلفاؤها قد وقعوا في نيروبي، الشهر الماضي، “ميثاقاً تأسيسياً” أعربوا من خلاله عن نيتهم تشكيل “حكومة سلام ووحدة” في المناطق التي تخضع لسيطرتهم، قبل أن يوقعوا لاحقاً “دستوراً انتقالياً” يعزز هذا المسار السياسي.
وأثار الإعلان ردود فعل دولية منددة، حيث أكد الاتحاد الأوروبي، في بيان أصدره الثلاثاء، أن هذه الخطوة تهدد تطلعات السودانيين إلى الديمقراطية. وكان مجلس الأمن الدولي قد عبّر، الأسبوع الماضي، عن موقف مماثل، معتبراً أن أي محاولات لتقسيم البلاد ستؤدي إلى مزيد من تعقيد الأزمة السياسية والإنسانية.
حرب مستمرة وتقسيم للسيطرة
منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، دخل السودان في دوامة من الصراع بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع التي يتزعمها محمد حمدان دقلو.
وأدى هذا النزاع إلى تقسيم فعلي للبلاد، حيث يبسط الجيش نفوذه على الشمال والشرق، في حين تسيطر قوات الدعم السريع على معظم إقليم دارفور ومساحات واسعة من الجنوب.
وأودت المعارك بحياة عشرات الآلاف، كما تسببت في أزمة إنسانية خانقة، إذ تواجه البلاد خطر المجاعة مع وجود نحو 8 ملايين شخص على حافة الجوع، فيما تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن 11.5 مليون شخص نزحوا داخلياً، في حين فرّ 3.5 ملايين آخرين إلى دول الجوار.
عودة النازحين في ظل التصعيد
في ظل هذا الوضع المتأزم، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة، يوم الاثنين، أن نحو 400 ألف سوداني عادوا إلى ديارهم بين ديسمبر ومارس الماضيين، بعدما تمكن الجيش من استعادة مناطق من قبضة قوات الدعم السريع، خاصة في ولايتي سنار والجزيرة.
وتشير التقارير إلى أن الجيش حقق تقدماً ملحوظاً في وسط السودان، كما استعاد مؤخراً أجزاءً واسعة من العاصمة الخرطوم، ما جعله يقترب من طرد قوات الدعم السريع من مواقع رئيسية.
ومع استمرار القتال ومحاولات فرض أمر واقع سياسي وعسكري، يظل مستقبل السودان مفتوحاً على سيناريوهات متعددة، في ظل تحذيرات من تفاقم الأزمة واتساع رقعة الانقسام، ما قد يؤدي إلى إعادة تشكيل خريطة النفوذ في البلاد.
اقرأ أيضًا: رمضان بطعم الجوع في السودان.. لصوص ينهبون موائد الصائمين بالخرطوم