خلال وقف إطلاق النار.. مصر تسهل دخول 50 شاحنة وقود إلى غزة يوميًا
القاهرة (خاص عن مصر)– أعلنت مصر عن خطط لتسهيل دخول 50 شاحنة وقود يوميًا إلى قطاع غزة بمجرد دخول وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس حيز التنفيذ يوم الأحد.
أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أن القاهرة، إلى جانب وسطاء من قطر والولايات المتحدة، نجحت في التوسط في الاتفاق، الذي يسمح أيضًا بمرور 600 شاحنة مساعدات إلى غزة كل يوم، وفقا لتايمز أوف إسرائيل.
يمثل وقف إطلاق النار هذا خطوة حاسمة في تخفيف الأزمة الإنسانية في الجيب، حيث دمرت أشهر من العمليات العسكرية الإسرائيلية البنية التحتية وتركت الملايين في حاجة ماسة إلى المساعدة. ومن المقرر أن تبدأ الهدنة في الساعة 8:30 صباحًا بالتوقيت المحلي، مما يوفر هدنة مؤقتة من الأعمال العدائية وفرصة لمجموعات الإغاثة لتسليم الإمدادات التي تشتد الحاجة إليها.
معبر رفح: شريان حياة للمساعدات الإنسانية
تجمعت بالفعل مئات الشاحنات التي تحمل المساعدات على الجانب المصري من معبر رفح الحدودي، والذي ظل مغلقًا منذ مايو عندما سيطرت القوات الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني. كان المعبر تاريخيًا نقطة دخول حيوية للمساعدات الإنسانية، ومن المتوقع أن يؤدي إعادة فتحه إلى تحسين جهود توزيع المساعدات بشكل كبير.
وفي حديثه في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره النيجيري، أكد عبد العاطي على إلحاح الموقف، معربًا عن أمله في وصول 300 شاحنة على الأقل إلى شمال غزة. كانت المنطقة الشمالية واحدة من أكثر المناطق تضررًا، حيث وصفت وكالات الإغاثة الظروف بأنها “مروعة” بسبب نقص الغذاء، ونقص الإمدادات الطبية، وتدمير البنية التحتية.
اقرأ أيضًا: الداخلية البريطانية تمنع لمّ شمل الأسرة للعالقين في مناطق الحرب
الخسائر الفادحة للحرب
لقد تفاقمت الأزمة الإنسانية في غزة بشكل كبير منذ اندلاع الأعمال العدائية في أعقاب هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023. وبحلول الأول من ديسمبر، تضرر أو دمر ما يقرب من 69٪ من المباني في غزة، وفقًا لتقارير من منظمات الإغاثة. لقد أدى الصراع إلى نزوح جماعي لنحو 2.4 مليون نسمة من سكان غزة، ويأمل كثيرون منهم الآن في العودة إلى المنطقة الشمالية إذا ما صمد وقف إطلاق النار.
ورغم الهدنة المؤقتة، يتوقع العاملون في مجال الإغاثة تحديات لوجستية هائلة في توزيع الإمدادات بفعالية، نظراً للدمار الواسع النطاق والوضع الأمني الهش. ولن يعتمد نجاح هذا الجهد الإنساني على استمرار التعاون بين جميع الأطراف المعنية فحسب، بل وأيضاً على القدرة على ضمان الوصول المستمر وغير المنقطع إلى المساعدات لسكان غزة.
وقف إطلاق النار مع احتمالات غير مؤكدة
في حين يمثل وقف إطلاق النار إنجازاً دبلوماسياً كبيراً، فإن عدم اليقين لا يزال قائماً بشأن المدة التي قد يستمر فيها وما إذا كان قادراً على تمهيد الطريق لحل أوسع للصراع. ويشير وجود وسطاء دوليين مثل مصر وقطر والولايات المتحدة إلى بذل جهود متضافرة للحفاظ على الاستقرار، ولكن الوضع لا يزال هشاً.
ومع بدء تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، سوف ينصب التركيز على ضمان استمرار وقف إطلاق النار لفترة كافية لتوفير الإغاثة للمدنيين وتهيئة المسرح لمزيد من المفاوضات الدبلوماسية. ومع ذلك، تظل آفاق السلام على المدى الطويل غير مؤكدة، مع استمرار التوترات العميقة الجذور دون حل.