دعوات لمساواة السوريين في أوروبا بالأوكران.. ما القصة؟

طالب ناشطون حقوقيون في أوروبا بتمكين اللاجئين السوريين من زيارة بلدهم مؤقتًا للاطلاع على الأوضاع هناك دون أن يفقدوا وضع الحماية الذي يتمتعون به في البلدان الأوروبية.

ويأتي هذا المطلب في سياق الدعوات لمعاملة السوريين أسوةً باللاجئين الأوكرانيين، وهو ما قد يسهم في تسهيل إجراءات العودة الطوعية التي تشجع عليها العديد من الدول الأوروبية.

زيارات استطلاعية

 

وفقا لتقرير نشرته قناة “DW” الألمانية، فإن أبرز العقبات التي تواجه اللاجئين السوريين تكمن في عدم السماح لهم بإجراء زيارات استطلاعية إلى بلدهم، إذ قد يؤدي ذلك إلى إلغاء وضع الحماية الذي يضمن لهم البقاء في أوروبا.

تعزيز العودة الطوعية

ناشطون حقوقيون أشاروا إلى أن السماح بهذه الزيارات المؤقتة قد يدعم جهود إعادة الإعمار في سوريا، ويشجع اللاجئين على التفكير في العودة الطوعية مستقبلاً.

وأوضحت القناة الألمانية أنه في الوقت الذي يتمكن فيه اللاجئون الأوكرانيون من زيارة وطنهم دون تأثير على وضعهم القانوني، يُحرم السوريون من هذه الفرصة، مما يثير مطالبات بمعاملة عادلة ومنصفة للجميع.

الناجي الوحيد يظهر في أمريكا.. سر منزل لم تحرقه نيران لوس أنجلوس؟

 

وطالبت مديرة مجلس اللاجئين والمنفيين في بروكسل، كاثرين وولارد، بضرورة تطبيق نهج مماثل للسوريين، مشيرةً إلى أن منحهم إمكانية القيام بزيارات قصيرة لإعادة تأسيس الروابط الاجتماعية مع وطنهم قد يسهم في زيادة أعداد العائدين.

تجارب تاريخية ومقارنات

بدوره، الناشط الفرنسي جيرارد صادق، رئيس شؤون اللاجئين في منظمة “La Cimade”، استحضر تجارب سابقة للسماح بزيارات مؤقتة، كما حدث مع اللاجئين البوسنيين في التسعينيات.
وأضاف أن الأوكرانيين اليوم يتمتعون باستثناءات مشابهة، بينما يُحرم السوريون من ذلك.

وأشار صادق إلى أن السوريين الحاصلين على الجنسية الفرنسية يتمتعون بحرية التنقل بين فرنسا وسوريا، على عكس أولئك الذين لا يحملون الجنسية، والذين يخشون أن تؤدي زيارتهم إلى فقدان حقوقهم بالكامل، بما في ذلك المنزل والتعليم وفرص العمل.

اختلافات في آليات الحماية لـ السوريين

ويوضح الناشطون أن التباين في التعامل مع اللاجئين السوريين والأوكرانيين يعود إلى اختلاف الأنظمة القانونية التي تحكم وضعهم. ففي حين يتمتع السوريون بالحماية وفق اتفاقية جنيف لعام 1951، يخضع الأوكرانيون لآلية حماية مؤقتة أقرها الاتحاد الأوروبي عام 2022 لمواجهة تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية.

آلية الحماية المؤقتة، التي طُبقت لأول مرة بعد صراعات البلقان في التسعينيات، تسمح للأوكرانيين بزيارة بلدهم والعودة إلى الدول المضيفة دون فقدان حقوقهم. أما بالنسبة للسوريين، فإن وضعهم القانوني في إطار اللجوء يمنحهم الحق في الاعتراض على الترحيل، ولكنه يضع قيودًا صارمة على زياراتهم إلى وطنهم.

مطالبات بمعاملة عادلة لـ السوريين

يؤكد الناشطون الحقوقيون أن إلغاء وضع الحماية لأي لاجئ يجب أن يتم فقط في حال تحقق استقرار مستدام في بلد المنشأ، مطالبين بتوحيد المعايير لضمان معاملة عادلة لجميع اللاجئين، بغض النظر عن جنسياتهم.

اقرأ أيضًا: جهاديون برتب عسكرية.. كيف سيتعامل الغرب مع القيادات الأجنبية في جيش سوريا؟

زر الذهاب إلى الأعلى