رسالة إمام أوغلو .. ماذا قال والي إسطنبول قبل ساعات من اعتقاله | شاهد

في خطوة فاجأت الساحة السياسية التركية، تم اعتقال رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، ومستشاره الإعلامي صباح الأربعاء في إطار تحقيقات تتعلق بفساد مزعوم.
وفي ساعات معدودة قبل وصول قوات الأمن إلى منزله، نشر إمام أوغلو رسالة مكتوبة بخط يده على حسابه الرسمي بمنصة “إكس”، أكد فيها عزمه على مقاومة “المؤامرات والفخاخ والأكاذيب” التي يستهدف بها النظام حقوق الشعب.
رسالة إمام أوغلو
وقد جاءت الكلمات بنبرة تحدٍ وتصميم واضح على عدم الاستسلام، حيث كتب: “سترد أمتنا بكل قوة على المؤامرات والفخاخ والأكاذيب، وعلى منتهكي حقوق الشعب، وعلى من يسلبون إرادة الشعب. أستودع الله أمري أولا، ثم أمتنا. مع خالص تحياتي”.
كما انتشر فيديو يظهر فيه إمام أوغلو يستعد لتسليم نفسه، معترفًا بوجود مئات رجال الشرطة أمام منزله، مما زاد من وقع الأحداث وأضفى على الواقعة طابعًا دراميًا يعكس حجم التوتر السياسي.
Millet iradesine darbe vuruluyor. pic.twitter.com/waXHu23ZVN
— Ekrem İmamoğlu (@ekrem_imamoglu) March 19, 2025
أسباب اعتقال إمام أوغلو
وفق تقارير صحفية فإن الاعتقال جاء في سياق تحقيقات متعلقة بقضية فساد، حيث يُتهم إمام أوغلو بعدة جرائم تشمل الرشوة والتلاعب في المناقصات ومساعدة منظومات إرهابية، إلى جانب اتهامات أخرى تتعلق بتأسيس منظمة إجرامية.
هذه الخطوات تأتي في وقت يشهد فيه المشهد السياسي التركي توترات متصاعدة، لا سيما بعد قرار جامعة إسطنبول الأخير بإبطال شهادته الجامعية، مما قد يمنعه من المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وتؤكد السلطات أن التحقيقات تجري بشكل مستقل وفق الأطر القانونية، مع تأكيد وزير العدل على أن العدالة ستطبق على الجميع دون تمييز.
ردود الأفعال على اعتقال إمام أوغلو
أثارت عملية الاعتقال ردود فعل واسعة في الأوساط السياسية، حيث وصف العديد من المعارضين الخطوة بأنها محاولة لتقييد الأصوات الديمقراطية وكبح إرادة الشعب.
وصف، أوزغور أوزيل، رئيس حزب “الشعب الجمهوري”، اعتقال إمام أوغلو بأنه “انقلاب مدني” ضد إرادة الشعب، وذلك في بيان له على موقع “أكس”.
وقال أوزيل: “اتخاذ القرارات نيابة عن الشعب واستعمال القوة لاستبدال إرادة الشعب أو عرقلتها هو انقلاب”.
واعتبر زعيم حزب “الجيد” القومي، مساوات درويش أوغلو، أن “ما تفعله حكومة رجب طيب أردوغان اليوم هو محاولة للقضاء على النظام الدستوري”، ووصف حادثة اعتقال إمام أوغلو بأنها “انقلاب مدني حرفيا”.
هجوم مفتوح على الديمقراطية
ووصفت الرئيس المشارك لحزب “ديم”، تونجاي باكيرهان، حملة الاعتقالات بأنها “هجوم مفتوح على الديمقراطية وإرادة الشعب”، ودعت إلى إطلاق سراح المعتقلين.
كما قال، تولاي حاتم أوغلاري، الرئيس المشارك لحزب “ديم”، إن “هذه العملية هي عملية سياسية لا تعترف بحدود القانون. إنها ترفع التوتر والاستقطاب الاجتماعي في تركيا إلى مستوى لا يمكن إصلاحه من أجل صناديق الاقتراع والأصوات والمناصب”.
وقال رئيس حزب “الشعب الجمهوري” السابق، كمال كليتشدار أوغلو، إن اعتقال إمام أوغلو “تدخل ضد الإرادة الوطنية والقانون والديمقراطية”، مضيفا أنه “أمر غير مقبول”.
أول تبرير من السلطة
وفي أول تعليق له اعتبر زعيم حزب “الحركة القومية”، دولت باهتشلي أن “التشهير بإجراء قانوني من خلال وصفه بالانقلاب والاستعداد للنزول إلى الشارع للبحث عن الحقوق هو فساد سياسي بلغ حد الجنون وفقد مستواه من العقلانية والأخلاق”.
وقال باهتشلي وهو حليف الرئيس التركي: “يجب أن نتعامل مع القرار القضائي الصادر بشأن رئيس بلدية إسطنبول بالصبر والحس السليم”.
وأضاف أيضا: “ويجب التعامل مع كل قرار يتم اتخاذه بموجب القانون باحترام”.
اقرأ أيضا: اعتقال والي إسطنبول وحظر التظاهر وتقييد السوشيال ميديا.. ماذا يحدث في تركيا؟