رغم تلويحه الدائم بالخيار العسكري.. كيف تدخل ترامب لمنع هجوم إسرائيلي على إيران ؟

قبل أيام من جولة جديدة من المفاوضات بين إيران وأمريكا في روما، كشفت تقارير أمريكية عن تدخل مباشر من الرئيس  دونالد ترامب لوقف ضربة عسكرية إسرائيلية كانت مقررة ضد منشآت نووية إيرانية، مفضّلًا إعطاء فرصة للمسار التفاوضي الذي بدأ مؤخرًا في العاصمة العُمانية مسقط.

انقسام داخل إدارة ترامب حول إيران

ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤولين في الإدارة الأمريكية أن الرئيس ترامب أوقف دعم بلاده لخطة عسكرية إسرائيلية تستهدف مواقع نووية إيرانية، كانت مقررة في مايو المقبل، القرار جاء بعد نقاشات حادة داخل أروقة الإدارة، حيث انقسم المسؤولون بين مؤيد للحل العسكري، ومتحمّس للمفاوضات.

إعلان

ويأتي هذا القرار في وقت حرج تشهده العلاقة الأمريكية الإيرانية، خاصة مع إعلان استئناف المفاوضات الثنائية في العاصمة الإيطالية روما، يوم السبت المقبل 19 أبريل، وسط تباين حاد في المواقف داخل البيت الأبيض.

ترامب يمنع إسرائيل من الهجوم على إيران

بحسب التقارير، كانت إسرائيل قد وضعت خطة مكتملة لمهاجمة منشآت إيرانية، تهدف إلى تعطيل البرنامج النووي الإيراني لعام على الأقل، وذلك بدعم لوجستي واستخباراتي من واشنطن، لكن التردد الأمريكي حال دون تنفيذ الخطة، بعدما اختار ترامب إعطاء أولوية للمسار التفاوضي، خشية من تداعيات إقليمية واسعة.

المصادر ذاتها أشارت إلى أن تنفيذ الضربة كان يتطلب مشاركة أمريكية مباشرة، سواء من خلال دعم عملياتي أو لاحتواء أي رد إيراني محتمل، وهو ما لم يحظَ بإجماع داخل إدارة ترامب.

مفاوضات مسقط بين إيران وأمريكا

المحادثات بين واشنطن وطهران كانت قد انطلقت في 12 أبريل بمسقط، بحضور وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، والمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، في لقاء وُصف بأنه “بنّاء” من قبل الخارجية الإيرانية. ومن المقرر أن تستأنف هذه المفاوضات، وسط حالة من الترقب الإقليمي والدولي.

معسكران داخل البيت الأبيض تجاه إيران

تُظهر المعطيات وجود تيارين داخل الإدارة الأمريكية: الأول يقوده نائب الرئيس جيه دي فانس، ويدعو للحوار، مدعومًا بوزير الدفاع بيت هيغسيث والمبعوث ويتكوف،

إضافة إلى شخصيات إعلامية مؤثرة مثل تاكر كارلسون. هذا الفريق يرى في الدبلوماسية خيارًا أكثر أمانًا وأقل تكلفة، محذرًا من تداعيات اقتصادية وعسكرية لأي تصعيد عسكري.

في المقابل، يتبنى الفريق الآخر موقفًا متشددًا يقوده مستشار الأمن القومي مايك والتز ووزير الخارجية ماركو روبيو، ويضم أيضًا أعضاء في مجلس الشيوخ مثل ليندسي غراهام وتوم كوتون. هذا المعسكر يدعو إلى تشديد الضغوط على طهران، بل ويؤيد توجيه ضربة مباشرة للمنشآت النووية.

ترامب يلوّح بالخيار العسكري ضد إيران

ورغم الميل الظاهر للمسار الدبلوماسي، لم يستبعد الرئيس الأمريكي خلال الأيام الماضية اللجوء إلى الخيار العسكري. ففي لقاء جمعه برئيس السلفادور نجيب بوكيلة، أعرب ترامب عن استيائه من بطء المحادثات، قائلاً: “أعتقد أنهم يماطلوننا”، مضيفًا أن كل الخيارات ما تزال على الطاولة، في تلميح إلى احتمال التصعيد إذا لم تُفضِ المفاوضات إلى نتائج ملموسة.

اختبار حقيقي للدبلوماسية

وبحسب مراقبون فإن قرار ترامب بتجميد الضربة الإسرائيلية يمنح فرصة مؤقتة للدبلوماسية، لكنه في الوقت ذاته يعكس حجم التوتر داخل الإدارة الأمريكية حيال كيفية التعامل مع إيران.

وبينما يستعد الطرفين لاستضافة الجولة الثانية من المفاوضات، يظل مستقبل الملف النووي الإيراني مرهونًا بمدى قدرة الطرفين على تحقيق اختراق فعلي، وسط ضغط من تل أبيب، وانقسام في واشنطن، وترقّب دولي حذر.

اقرأ أيضا

بوادر أزمة دبلوماسية بين العراق ولبنان.. ما علاقة أذرع إيران؟

إعلان
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
error: Content is protected !!