رمضان بطعم الجوع في السودان.. لصوص ينهبون موائد الصائمين بالخرطوم

شهد اليوم الأول من شهر رمضان في عاصمة السودان الخرطوم حادثة أدت إلى تغيير المشهد المعتاد لهذا الشهر الفضيل؛ حيث تحوَّلت بعض الأحياء إلى مسارح للفوضى والعنف.

في ساعات الصباح الأولى، انطلقت عصابات مسلَّحة تُعرف محليًا باسم “الشفشافة” في موجة نهب واسعة استهدفت الأسواق والمطابخ الجماعية التي يسعى المتطوعون لتأمينها لإيصال وجبات الإفطار إلى الأسر المحتاجة.

فوضى في السودان أول أيام رمضان

ذكرت تقارير محلية أن مجموعات الشفشافة لم تقتصر نشاطاتها على سرقة البضائع الغذائية من الأسواق، بل شملت أيضاً مهاجمة المواطنين بشكل مباشر. ففي إحدى الحوادث، تم نهب إحدى الأمّهات لنصف كيلو أرز كانت تحمله لإعداد إفطار أطفالها.

هذا المشهد المأساوي عكس حجم الفوضى التي تجتاح بعض أحياء الخرطوم في ظل ضعف الإجراءات الأمنية، حيث يتعرض المواطنون للخطر أثناء محاولتهم تأمين احتياجاتهم الأساسية في شهر الصيام.

ووفق مراقبين فإن ما يجري في الخرطوم ليس مجرد حادثة عابرة، بل هو مؤشر على أزمات متشابكة تتطلب استجابة شاملة وحقيقية من جميع الأطراف لضمان استقرار الحياة اليومية وإعادة الأمل إلى نفوس المواطنين في ظل الظروف الصعبة.

جهود الطوارئ والمتطوعين خلال رمضان في السودان

على الرغم من انتشار الفوضى، تكثفت جهود فرق الطوارئ التي خرجت منذ ساعات الصباح في محاولة لتأمين وصول المواد الغذائية إلى المطابخ الجماعية، التي يُديرها المتطوعون لتوفير وجبات الإفطار للمحتاجين.

وبحسب وسائل إعلام، أوضح أحد المسؤولين في هيئة الطوارئ أن الوضع تأزم بشكل سريع، مما استدعى تغيير طرق إيصال الإمدادات والبحث عن مسارات بديلة بعيداً عن العصابات المسلحة.

وقد جاء ذلك في وقت يشهد فيه السودان تحديات أمنية واقتصادية متفاقمة، تؤثر بشكل مباشر على الحياة اليومية للمواطنين.

حادثة “عم أحمد” تجسد مأساة رمضان في السودان

وفي حادثة أخرى تجسد قسوة الظروف الأمنية، تعرض “عم أحمد”، سائق عربة تجرها حمار، لعملية سطو عنيفة أثناء قيامه بمهمة إيصال مخزون الأسبوع الأول من رمضان إلى الأسر المحتاجة.

ونتيجة لهذه العملية، فقدت عشرات العائلات وجبتها الأولى من الشهر الكريم، مما زاد من حدة الأزمة الإنسانية التي تعاني منها بعض المناطق في العاصمة.

أزمات مجتمعية واقتصادية

لا تقتصر التحديات التي تواجه السودان في رمضان على الفوضى الأمنية فقط، بل تتداخل معها أزمة اقتصادية واجتماعية عميقة.

فقد أفادت تقارير عدة بأن انخفاض أسعار السلع الأساسية وارتفاع معدلات البطالة خلق بيئة خصبة لانتشار العصابات والجريمة.

ويرى بعض الخبراء أن ما يشهده السودان اليوم هو انعكاس لتراكم عدة عوامل اقتصادية وسياسية واجتماعية لم تجد لها حلولاً فاعلة حتى الآن.

دعوات لتعزيز الأمن

على الرغم من الصعوبات، يبرز التضامن الشعبي كأحد النقاط المضيئة في هذا المشهد القاتم. فقد قام المتطوعون بتنظيم مبادرات لتوفير المساعدات الغذائية، مع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للدعوة إلى حماية المتطوعين وضمان حق المواطنين في الحياة بكرامة.

وظهر ذلك جلياً في الحملات التي تم إطلاقها تحت وسوم مثل “حماية المُتطوِّعين” و”الحق في الحياة”، مما يعكس رغبة المجتمع في مقاومة الفوضى وإعادة بناء الثقة بين المواطنين والسلطات.

الحاجة إلى استجابة عاجلة

وفق تقارير، فإن الأحداث الأخيرة تدعو السلطات السودانية والمجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات حاسمة وسريعة لتعزيز الأمن في شوارع الخرطوم وحماية المساعدات الإنسانية.

وبحسب مراقبون فهناك ضرورة لتفعيل آليات الطوارئ ورفع كفاءة الأجهزة الأمنية لضمان سلامة المواطنين خلال شهر رمضان، ومواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تزيد من حدة الأزمة.

اقرأ أيضا: فرحة مختلفة.. كيف استقبل السوريون أول رمضان بعد سقوط الأسد؟

زر الذهاب إلى الأعلى