روبرت فيكو.. زعيم أوروبي يدعو الغرب للتوقف عن الديمقراطية واعتماد الاستبداد السياسي

أطلق رئيس الوزراء السلوفاكي، روبرت فيكو، تصريحات مثيرة للجدل خلال زيارته الأخيرة لأوزبكستان، داعيًا إلى إعادة تقييم شاملة للنموذج الديمقراطي الأوروبي.
وأشار فيكو إلى أن الأنظمة السلطوية قد تتفوق على الديمقراطيات في الكفاءة الاقتصادية، مثيرًا تساؤلات حول قدرة أوروبا على المنافسة عالميًا في ظل نظامها الحالي.
جاءت هذه التصريحات في سياق يزداد فيه الجدل حول مستقبل الديمقراطية الليبرالية في العالم، وتزامنًا مع صعود تيارات شعبوية في العديد من الدول الأوروبية.
يبدو أن فيكو، المعروف بمواقفه المثيرة للجدل، يرى في الأنظمة غير الديمقراطية نموذجًا يمكن أن تستلهم منه أوروبا بعض المبادئ لتحسين أدائها الاقتصادي وقدرتها على اتخاذ القرار.
روبرت فيكو يدعو الغرب للتوقف عن الانتخابات الحرة
شدد فيكو على ضرورة أن تفكر أوروبا بجدية في إصلاح نظامها الحاكم القائم على الانتخابات الحرة لضمان الحفاظ على قدرتها التنافسية عالميًا.
لم يكتفِ فيكو بتقديم هذا التحذير، بل ذهب إلى أبعد من ذلك في سياق إشادته بالكفاءة الاقتصادية، حيث أثنى صراحة على دول مثل أوزبكستان، الصين، وفيتنام لقدرتها على اتخاذ قرارات اقتصادية حاسمة وسريعة.
وفق تقارير فإن هذه الإشادة، التي تأتي من زعيم دولة عضو في الاتحاد الأوروبي، تحمل دلالات سياسية واقتصادية عميقة، وقد تُفسر على أنها محاولة لإعادة توجيه النقاش الأوروبي بعيدًا عن التركيز التقليدي على القيم الديمقراطية الخالصة نحو نموذج يضع الكفاءة الاقتصادية في صدارة الأولويات.
ويرى فيكو أن الأنظمة الديمقراطية، بتعقيداتها البيروقراطية وعملياتها البطيئة في اتخاذ القرار، قد تجد صعوبة في مواكبة الوتيرة المتسارعة للتغيرات الاقتصادية العالمية.
روبرت فيكو لـ الغرب : كثرة الأحزاب تضعف الأداء
أوضح فيكو للصحفيين أنه لا يدعو إلى إنهاء الديمقراطية بحد ذاتها، بل يرى أن كثرة الأحزاب السياسية وتعدد مراكز اتخاذ القرار يضعف من قدرة الدولة على التصرف بفعالية.
وصرح فيكو: “إذا كان لديك 100 حزب سياسي، لا يمكنك المنافسة”، مضيفًا: “إذا تألفت الحكومة من أربعة كيانات سياسية، لا يمكنك المنافسة”.
تعكس هذه التصريحات رؤية فيكو لتحديات الحوكمة التي قد تواجهها الأنظمة الديمقراطية متعددة الأحزاب، حيث يرى أن التشتت السياسي والضرورة الدائمة للتوافق بين أطراف متعددة يمكن أن يعيق التقدم الاقتصادي ويؤثر سلبًا على القدرة التنافسية للدولة على الساحة الدولية.
يرى فيكو أن الأنظمة التي تتمتع بمركزية أكبر في اتخاذ القرار، حتى لو كانت على حساب بعض أوجه الديمقراطية، يمكن أن تكون أكثر قدرة على تنفيذ المشاريع الكبرى وتوجيه الاقتصاد بفاعلية أكبر.
من هو روبرت فيكو ؟
من المعروف أن روبرت فيكو يشغل حاليًا منصب رئيس وزراء سلوفاكيا للمرة الرابعة، مما يجعله الأطول خدمة في هذا المنصب بتاريخ البلاد.
بدأ فيكو مسيرته السياسية قبل سقوط الشيوعية وانفصل لاحقًا ليؤسس حزب “اتجاه – الديمقراطية الاجتماعية” (SMER-SD) ذي التوجهات اليسارية الشعبوية.
تتسم سياساته بمواقف شعبوية، وبات مؤخرًا يميل إلى مواقف مؤيدة لروسيا، وقد أوقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا بعد عودته للحكم في أكتوبر 2023.
انتقادات ومحاولة اغتيال
تعرض فيكو لانتقادات شديدة بسبب سعيه لتعديل القانون الجنائي وإلغاء هيئة الإذاعة والتلفزيون العامة. سبق أن استقال من منصبه عام 2018 على خلفية مقتل الصحفي يان كوتشياك.
في 15 مايو 2024، نجا فيكو من محاولة اغتيال بإطلاق نار، مما أثار صدمة في سلوفاكيا وأوروبا وأعطى بعدًا إضافيًا لتصريحاته الأخيرة المثيرة للجدل.
يذكر أن فيكو، الذي عاد إلى السلطة في عام 2023 ليتولى فترة رئاسية رابعة، قد واجه احتجاجات واسعة النطاق خلال الأشهر الماضية في بلاده. يتهمه منتقدوه بتبني نزعات سلطوية واتباع سياسة خارجية موالية لروسيا، مما يضيف بعدًا سياسيًا داخليًا لتصريحاته حول كفاءة الأنظمة.
اقرأ أيضا
طفل في مهمة رسمية.. حكاية سليم التركماني أصغر متحدث حكومي في سوريا