روسيا تزود هذه الدولة بأحدث مقاتلاتها.. تتتبع 30 هدفًا 8 منها في وقت واحد

في تطور جديد يعكس تعاظم التعاون العسكري بين موسكو ومينسك، تسلّمت بيلاروسيا دفعة جديدة من المقاتلات الروسية المتطورة Su-30SM2، بحسب ما أوردته وكالة “BelTA” الرسمية.
موسكو تزود بيلاروسيا بـ 12 مقاتلة روسية Su-30SM2
وتأتي هذه الخطوة ضمن اتفاقية أبرمت عام 2017 مع شركة الطائرات المتحدة الروسية (UAC)، لتزويد سلاح الجو البيلاروسي بـ 12 مقاتلة من هذا الطراز.
ورغم عدم الكشف عن عدد الطائرات التي شملتها الدفعة الأخيرة، تشير التقديرات المستندة إلى نمط الإنتاج السابق إلى تسليم طائرتين، ليكون هذا هو التسليم الثالث بعد دفعتين عامي 2019 و2021.
قدرات تقنية مستمدة من أحدث طرازات سوخوي
تُعتبر Su-30SM2 نسخة محسّنة من المقاتلة متعددة المهام Su-30SM، وتستفيد من تقنيات متقدمة مأخوذة من المقاتلة الشبحية Su-35.
وتشمل التحديثات الرئيسية دمج محركات AL-41F1S، التي تتميز بقوة دفع أكبر، وكفاءة أفضل، وعمر خدمة أطول، بالإضافة إلى استخدام رادار N035 Irbis-E القوي، القادر على كشف أهداف جوية من مسافة تصل إلى 400 كيلومتر، وتتبع 30 هدفًا، والاشتباك مع 8 منها في وقت واحد.
كما تحتفظ الطائرة بهيكل كبير وأجنحة واسعة تسمح بحمل ذخائر متنوعة يصل وزنها إلى 8 أطنان.
تسليح متطور وقدرات قتالية متعددة المهام
تدعم Su-30SM2 مجموعة واسعة من الذخائر المتقدمة، بما في ذلك صواريخ جو-جو R-77 وR-73، وصواريخ كروز شبحية مثل Kh-59MK2، والقنابل الموجهة بدقة من طراز KAB-250، فضلًا عن إمكانية حمل صواريخ تفوق سرعة الصوت مثل Kh-47M2 Kinzhal.
وتتمتع الطائرة بنظام توجيه دفع متغيّر (thrust vectoring) يعزز قدرتها على المناورة، بالإضافة إلى أنظمة حرب إلكترونية مثل كبسولات SAP-518 ونظام ربط البيانات OSNOD المشترك مع مقاتلات Su-57، ما يمنحها القدرة على التحكم بالطائرات بدون طيار والتنسيق في ساحة المعركة.
اقرأ أيضاً.. بعد COP28.. الإمارات تستكشف تقنية المفاعلات النووية المصغّرة مع “جنرال إلكتريك”
تكامل عسكري بين روسيا وبيلاروسيا
تعكس هذه الخطوة استمرار التعزيز الاستراتيجي المتبادل بين روسيا وبيلاروسيا، خاصة في ظل استمرار الحرب في أوكرانيا وتعاظم الوجود العسكري لحلف الناتو على حدود بيلاروسيا الغربية.
وتُعد مينسك اليوم ركيزة رئيسية في البنية الأمنية الروسية، بعدما سمحت بنشر أنظمة صاروخية متقدمة مثل إسكندر-M وS-400 على أراضيها، بالإضافة إلى أسلحة نووية تكتيكية. كما أنشأ البلدان تجمعًا عسكريًا إقليميًا مشتركًا وتوسعا في التدريبات العسكرية والأنظمة الدفاعية المتكاملة.
مقاتلة روسية بتكلفة أقل وانتشار خارج الحدود
تُقدَّر تكلفة الطائرة الواحدة من طراز Su-30SM2 بحوالي 50 إلى 60 مليون دولار أمريكي، حسب التكوين التسليحي والتجهيزات المرفقة، ما يجعلها من بين أكثر المقاتلات الروسية كفاءة من حيث التكلفة مقابل القدرات.
وتُعدّ هذه النسخة المُحدّثة امتدادًا لطرازات Su-30 المتعددة التي شغّلتها عدة دول، بما في ذلك روسيا وبيلاروسيا، إضافة إلى طرازات Su-30MKI وSu-30MKA وSu-30MKM التي تعتمد عليها الهند والجزائر وماليزيا على التوالي.
ورغم أن Su-30SM2 مخصصة أساسًا للقوات الروسية وحلفائها المقرّبين، إلا أن قدراتها التكنولوجية وتكلفتها المعقولة جعلت منها خيارًا جذابًا للدول الراغبة في مقاتلة متعددة المهام بتكامل عالٍ مع المنظومات الروسية، ومرونة تشغيلية في مهام التفوق الجوي والهجوم الأرضي والبحري.
التحول الجوي في بيلاروسيا: من ميج-29 إلى منصات الجيل الجديد
يمثل إدخال طائرات Su-30SM2 نقلة نوعية في القدرات القتالية لسلاح الجو البيلاروسي، حيث يُنتظر أن تحل هذه المقاتلات تدريجيًا محل طائرات MiG-29 القديمة التي تمت ترقيتها إلى طراز MiG-29BM.
وتُعد المقاتلة الجديدة أداة فعالة للدفاع الجوي والسيطرة على المجال الجوي، كما تتيح لبيلاروسيا تنفيذ عمليات هجومية دقيقة في العمق، وتنسجم بشكل كامل مع المنظومات الروسية الحديثة، مما يُعزز من قدرتها على خوض عمليات ثنائية وتنسيقية مع القوات الروسية، ويُرسّخ تحولها إلى أحد أبرز الأذرع الجوية لحلف موسكو الإقليمي.
خطوة مهمة في ظل التوترات الإقليمية
يمثل تسليم مقاتلات Su-30SM2 إلى بيلاروسيا خطوة إضافية في بناء محور جوي قتالي روسي-بيلاروسي موحّد، يستند إلى منصات متقدمة وقدرات تشغيليّة متكاملة.
في ظل التوترات الإقليمية، تُرسل هذه الخطوة رسالة ردع واضحة تجاه الغرب، وتُكرّس بيلاروسيا كخط دفاع متقدم في بنية الأمن الروسي، وكفاعل جوّي يُحسب له حساب في فضاء أوروبا الشرقية.
اقرأ أيضاً.. نظام الدفاع الجوي “SWS3” .. الصين تطلق درع السماء الجديد لمواجهة الطائرات المسيرة