روسيا تعترف لأول مرة بمشاركة جنود من كوريا الشمالية في حرب أوكرانيا

في خطوة لافتة وغير مسبوقة، اعترفت روسيا رسميًا بمشاركة جنود من كوريا الشمالية إلى جانب قواتها العسكرية في المعارك الدائرة ضد الجيش الأوكراني، وخصوصًا في منطقة كورسك القريبة من الحدود مع أوكرانيا.

جاء هذا الإعلان عبر رئيس هيئة الأركان العامة الروسية، الجنرال فاليري غيراسيموف، خلال مؤتمر بالفيديو مع الرئيس فلاديمير بوتين، حيث أكد أن الجنود الكوريين الشماليين “ساهموا بشكل كبير في تحرير المنطقة من القوات الأوكرانية”.

إعلان

تفاصيل الدعم الكوري الشمالي لـ روسيا خلال حربها بأوكرانيا

وأوضح غيراسيموف أن مشاركة الجنود الكوريين جاءت في إطار اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين موسكو وبيونغ يانغ.

وتنص هذه الاتفاقية على تقديم المساعدة العسكرية المتبادلة في حال تعرض أحد البلدين لهجوم، رغم أنه لم يتم الإعلان عن طلب رسمي للمساعدة من جانب روسيا.

وأشار الجنرال الروسي إلى أن “جنود وضباط جيش الشعب الكوري أظهروا احترافًا وشجاعة وبسالة عالية في التصدي للهجوم الأوكراني”، مضيفًا أن المهمة القتالية تمت بنجاح.

تهنئة بوتين للجنود بعد “الانتصار”

من جانبه، عبّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تهانيه للجنود الروس والكوريين على ما وصفه بـ”النصر”، مؤكدًا أن “مغامرة كييف في منطقة كورسك قد فشلت فشلًا ذريعًا”.

ويعد هذا الاعتراف الرسمي أول إقرار علني من موسكو بوجود دعم بشري مباشر من كوريا الشمالية في ساحة المعركة، بعدما كانت الأنباء السابقة تقتصر فقط على تقديم أسلحة وذخائر.

وزارة الخارجية الروسية تؤكد

بدورها، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، في بيان رسمي نشر عبر الموقع الإلكتروني للوزارة، أن “جيش جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية حارب في منطقة كورسك، وقدم مساهمة كبيرة في تحرير أراضيها”.

وأضافت زاخاروفا: “لقد كتب فصل جديد في السجلات المجيدة للأخوة القتالية بين الشعبين الروسي والكوري”، مشددة على أن مشاركة الجيش الكوري تمت بموجب معاهدة الشراكة الاستراتيجية التي دخلت حيز التنفيذ في 4 ديسمبر 2024.

روسيا تتعهد بتحرير كامل أراضيها

وفي سياق متصل، أوضحت زاخاروفا أن تحرير منطقة كورسك ليس سوى بداية لما وصفته بـ”استعادة كامل الأراضي الروسية التي لا تزال تحت سيطرة نظام كييف”، مشيرة إلى أن روسيا ستواصل عملياتها العسكرية حتى استعادة مدن دونيتسك ولوغانسك وزابوروجيه وخاركوف بالكامل.

خلفية الأحداث: اجتياح أوكراني لكورسك

كانت القوات الأوكرانية قد شنت هجومًا على منطقة كورسك في أغسطس من العام الماضي، وتمكنت حينها من السيطرة على عشرات البلدات الصغيرة.

ومع ذلك، تؤكد موسكو اليوم أنها استعادت السيطرة الكاملة على المنطقة بفضل العمليات العسكرية المشتركة.

الموقف الأوكراني: المعارك لم تنتهِ

في المقابل، نفى الجيش الأوكراني هذه الادعاءات الروسية، مؤكدًا أن القتال لا يزال مستمرًا في محيط منطقة كورسك.

وفي بيان رسمي، وصف الجيش الأوكراني ما أعلنته روسيا بأنه “معلومات مضللة”، مضيفًا أن “الإعلانات الروسية حول هزيمة القوات الأوكرانية ليست سوى جزء من المناورات الإعلامية والدعائية التي تهدف إلى رفع معنويات القوات الروسية”.

اقرأ أيضًا: من واشنطن إلى موسكو.. ترامب في مرمى الاتهامات بخيانة أوكرانيا

رهانات زيلينسكي التفاوضية

من جهته، كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يأمل بأن تُمكّنه السيطرة على أراضٍ روسية من امتلاك ورقة ضغط إضافية على طاولة المفاوضات المستقبلية لإنهاء الحرب.

إلا أن التطورات الأخيرة قد تعيد خلط الأوراق التفاوضية، خصوصًا مع تصاعد الدعوات الدولية للبحث عن حلول سلمية تنهي النزاع المستمر.

ضغوط أمريكية لوقف إطلاق النار

وفي سياق متصل، أجرى زيلينسكي محادثات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على هامش جنازة البابا فرنسيس، حيث جرى بحث مسار الحرب وسبل التوصل إلى وقف لإطلاق النار.

وتواجه الإدارة الأمريكية ضغوطًا متزايدة لدفع أوكرانيا نحو قبول هدنة قد لا تتوافق بالكامل مع المصالح الأوكرانية، في وقت تخشى كييف أن تفرض عليها شروط تضر بوضعها العسكري والسياسي.

إعلان
زر الذهاب إلى الأعلى