روسيا تُشعل سباق “حروب المستقبل”.. أول دولة تُعلن تأسيس قوة طائرات مسيرة مستقلة

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن خُطة لتشكيل وتعبئة وحدة عسكرية جديدة متخصصة في تشغيل أنظمة الطائرات دون طيار، في خطوة تأتي في إطار التكيّف مع التحولات الحادة في ساحة المعركة خلال الحرب المستمرة في أوكرانيا.
ووفقًا لتصريحاته، تهدف روسيا إلى نشر هذه القوة الجديدة “في أسرع وقت ممكن”، لمواجهة التهديدات المتزايدة من الطائرات المسيرة، والتي أثبتت فعالية ملحوظة في العمليات الأخيرة.
روسيا تُشكّل قوة مستقلة للطائرات المسيرة بحلول غير تقليدية
وستُنشأ هذه الوحدة ضمن قيادة مستقلة عن مشغّلي الطائرات دون طيار الحاليين، على أن تطبّق ما وصفه بوتين بـ”مناهج جديدة وحلول غير تقليدية”، ترتكز على الدروس العملياتية التي استخلصها الجيش الروسي من المعارك في أوروبا الشرقية، لا سيما في مواجهة المنصات المسيّرة القتالية والاستخبارية.
ونقلت وكالة “تاس” الرسمية عن بوتين قوله إن “برنامج التسليح الحكومي الجديد يجب أن يضع نصب عينيه تشكيل نظام دفاع جوي متكامل، قادر على العمل في جميع الظروف وضرب وسائل الهجوم الجوي مهما كان نوعها”.
تتماشى هذه الخطوة مع الاستراتيجية الوطنية التي أعلنتها موسكو العام الماضي، والرامية إلى إنشاء “قوات أنظمة مسيرة” بحلول الربع الثالث من عام 2025، إلى جانب مضاعفة الإنتاج السنوي من الطائرات المسيّرة ثلاث مرات بحلول عام 2030، ما يشير إلى تحول جذري في العقيدة العسكرية الروسية تجاه الحرب غير المأهولة.
هجوم أوكراني كبير بالمسيّرات يضرب العمق الروسي
يأتي هذا الإعلان بعد قيام أوكرانيا بتنفيذ هجوم واسع النطاق باستخدام طائرات دون طيار، استهدف منشآت عسكرية روسية في عمق الأراضي الروسية، وأسفر عن تدمير قاذفات استراتيجية وإصابة أكثر من 60 شخصًا.
وقدّرت كييف أن الأضرار الناجمة عن الهجوم تجاوزت 7 مليارات دولار، مع استهداف أربع قواعد عسكرية تفصلها مسافات طويلة.
وفقًا للحكومة الأوكرانية، فقد تم تهريب الطائرات المسيّرة داخل حاويات شحن إلى داخل روسيا، في عملية سرّية وُضعت تفاصيلها على مدى ثلاث سنوات، ما يعكس تعقيد العملية ومستوى التخطيط المتقدم الذي انتهجته كييف.
العملية جاءت بالتزامن مع مفاوضات هشة لوقف إطلاق النار بين الجانبين، والتي لا تزال متعثرة بسبب عدم التزام الطرفين بشروط متفق عليها سابقًا، ما زاد من تعقيد المشهد ورفع احتمالات التصعيد.
شراكة عسكرية بين موسكو وبيونغ يانغ
في موازاة ذلك، أعلنت روسيا عن تعاون متقدم مع كوريا الشمالية لتوسيع إنتاج الطائرات الانتحارية بدون طيار من طراز “شاهد”، ذات التصميم الإيراني، والتي تُستخدم بكثافة في الهجمات الروسية ضد أوكرانيا.
ووصفت موسكو هذا الدعم بأنه جزء من “رد الجميل” لبيونغ يانغ، التي وفّرت بدورها دعماً عسكريًا وموارد بشرية للجيش الروسي خلال الحرب.
وبحسب التقارير، فإن روسيا تنتج حاليًا نحو 2000 طائرة من طراز “شاهد” شهريًا، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 5000 طائرة شهريًا خلال المرحلة المقبلة.
وذلك في إطار تعزيز مخزونها من الذخائر المتسكعة والقدرات الهجومية بعيدة المدى منخفضة التكلفة.
اقرأ أيضًا: إيران تعلن إسقاط مقاتلة إسرائيلية رابعة من الـ F-35 .. الشبح يسقط في عمق الأراضي الإيرانية