زيادة مناطق الصراع في العالم بنسبة 65% خلال 3 سنوات.. الحروب تلتهم ضعف مساحة الهند
يكشف أحدثُ تقرير لمؤشر شدة الصراع (CII) عن زيادة مقلقة في الصراعات العالمية، مع زيادة بنسبة 65% في المناطق المتضررة على مدى السنوات الثلاث الماضية، أي: ما يُعادل ضعف حجم الهند تقريبًا، وفقًا لتقرير نشرته الجارديان.
فمن أوكرانيا إلى منطقة الساحل في إفريقيا، أثر انتشار العنف بشكل كبير على النمو الاقتصادي والأمن الغذائي والاستقرار العالمي، بحسب تقرير الجارديان.
تصاعد الصراعات: اتجاه طويل الأمد
في حين وفَّرت جائحة كوفيد-19 هدوءًا مؤقتًا في الصراعات، كان العنف في ارتفاع مطرد لأكثر من عقد من الزمان، وفقًا للتقرير الصادر عن فيريسك مابلكروفت. أسهمت الصراعات المستمرة في أوكرانيا وميانمار والشرق الأوسط، إلى جانب “ممر الصراع” المتزايد في إفريقيا، في ارتفاع بنسبة 29% في الوفيات المرتبطة بالصراع منذ عام 2021.
قال هوغو برينان، مدير الأبحاث في فيريسك مابلكروفت، “تتزايد مخاطر الصراع، وتحتاج الشركات العالمية إلى النظر في آثارها الأوسع”. وسلَّط الضوء على كيف أدت أحداث مثل غزو روسيا لأوكرانيا إلى تعطيل سلاسل توريد الحبوب العالمية، مما أثر بشكل كبير على المناطق التي تعتمد على الواردات.
اقرأ أيضًا: روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا.. الناتو في مرمي النيران
ممر الصراع في أفريقيا: بؤرة لعدم الاستقرار
يؤكد التقرير على الوضع المتدهور في منطقتي الساحل والقرن الأفريقي في أفريقيا، حيث تضاعف العنف منذ عام 2021. شهدت دول مثل السودان وإثيوبيا وبوركينا فاسو – حيث تورط 86٪ من الأراضي في الصراع – أعمال عنف واسعة النطاق، مما أدى إلى تفاقم عدم الاستقرار الإقليمي.
تمتد التأثيرات المتتالية لهذه الصراعات إلى ما هو أبعد من العنف الفوري. وأكدت أنجيلا روزاليس، الرئيسة التنفيذية لمنظمة قرى الأطفال SOS الدولية، أن 470 مليون طفل في جميع أنحاء العالم متأثرون، ويواجهون مخاطر مثل الاستغلال والاتجار والإساءة. وقالت: “يخسر الأطفال في مناطق الصراع أكثر من رعاية الأسرة؛ يفقدون سلامتهم ومستقبلهم”.
الصراعات المستمرة والتوترات الناشئة
بينما تنشأ صراعات جديدة، تستمر الصراعات القديمة مع القليل من علامات الحل. وأشارت البروفيسورة كليوناد رالي من منظمة “أكلد” إلى تعقيد الصراعات طويلة الأمد، مثل تلك التي اندلعت في ميانمار، حيث تمنع التمردات المسلحة المجزأة التوصل إلى تسويات سلام شاملة.
أوضحت رالي أن “هذه الصراعات الأصغر حجماً قابلة للتكيف مع الأنظمة السياسية، مما يجعل حلها صعباً بشكل خاص”. وحذرت من أن العنف قد يتصاعد أكثر، بسبب التوترات مثل تلك بين إيران وإسرائيل والأعمال غير المنضبطة للميليشيات وقادة الانقلاب.
- صورة توضح زيادة مناطق الحروب في إفريقيا – الجارديان
عقد الغارات الجوية
وصف إيان أوفيرتون، المدير التنفيذي لمنظمة “أكشن أون أرلد فيولنس”، عشرينيات القرن الحادي والعشرين بأنها “عقد الغارات الجوية وخاصة الغارات بطائرات بدون طيار”.
بالمقارنة بمنتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، عندما كان العنف يشمل في المقام الأول جماعات غير تابعة للدولة، فإن الصراعات الحديثة تتميز بشكل متزايد باستخدام الجهات الفاعلة التابعة للدولة لأسلحة متقدمة، مما يؤدي إلى تضخيم حجم الدمار.
نداء عالمي
ترسم النتائج صورة قاتمة لعالم يتصارع مع صراعات متزايدة التعقيد وبعيدة المدى. من تعطيل الاقتصادات إلى تدمير المجتمعات، فإن العواقب عالمية، وتتطلب اهتمامًا دوليًا عاجلاً للتخفيف من الخسائر البشرية والاقتصادية.