زيارة دينية أم سياسية.. هل يتحول الدروز إلى خنجر إسرائيلي في ظهر سوريا.. فيديو

في خطوة تاريخية لم تحدث منذ ما يقارب خمسين عامًا، قام وفد من دروز سوريا بزيارة إسرائيل وتحديدا مرتفعات الجولان التي تسيطر عليها إسرائيل في زيارة دينية ذات رسائل سياسية عميقة.
جاءت زيارة دروز سوريا إلي إسرائيل في وقت تتصاعد فيه التوترات الإقليمية وتشتد فيه الغارات الجوية الإسرائيلية داخل الأراضي السورية، ما أكسبها بعدًا إضافيًا من الدراما والتعقيد.
بداية رحلة دروز سوريا إلى إسرائيل
منذ فجر يوم الجمعة، انطلقت الحافلات التي كانت تقل نحو ستين إلى مائة رجل دين من قلب محافظة القنيطرة في جنوب سوريا، متجهة إلى مرتفعات الجولان المحتلة.
#غزل_إسرائيلي_درزي
لحظة دخول وفد من شيوخ دروز سوريا إلى إسرائيل اليوم.
أكثر من ١٠٠شخصية درزية سورية تصل إلى إسرائيل بالتنسيق مع زعيم الطائفة موفق الطريف والجيش الإسرائيلي. pic.twitter.com/hLYqs0lZ1G— احمد الكفري (@AhmdAlkfry89) March 14, 2025
رافقت الحافلات مركبات عسكرية إسرائيلية، ما جعل المشهد يبدو كأنه مزيج من الطابع الرسمي والعسكري إلى جانب البعد الروحي.
وقد تم تسجيل لحظة عبور الوفد لخط الهدنة عبر لقطات فيديو تداولت على مواقع التواصل الاجتماعي.
عشرات رجال الدين الدروز من سوريا يدخلون صباح اليوم إلى الكيان الإسرائيلي في “زيارة دينية”، بعد تنسيق بين الشيخ موفق طريف، كبير الدروز في إسرائيل، والسلطات الإسرائيلية، وموافقة نتنياهو.
صرّح زعيم الدروز في سوريا، أمس، بأن حكومة دمشق متطرفه ومطلوبة دولياً 😂 pic.twitter.com/JTHs0leRXi
— قرناس (@qrnas974) March 14, 2025
الاستقبال حافل لـ دروز سوريا في إسرائيل
عند وصول الوفد إلى بلدة مجدل شمس في الجولان، استُقبلوا بحفاوة بالغة من قبل الدروز المحليين، سرعان ما تركزت الأنظار على احتفالية استقبال مميزة؛ فقد ظهر شباب الدروز وهم يلوحون بالرايات المضيئة بالألوان الأخضر والأحمر والأصفر والأزرق والأبيض.
منظر مؤلم..للشركاء في الوطن السوري من معمميّ الدروز..وهم يستعدون للتوجه إلى إسرائيل..للقاء اليهود،للتباحث حول العلاقة المستقبلية خلال المرحلة القادمة بين الشركاء،وإسرائيل.
الأستقواء بالخارج لن يخدم أي قضية داخلية،ولكم يادروز سوريا في جيش لبنان الجنوبي بقيادة انطوان لحد درس مهم. pic.twitter.com/xsdLkPVLJp— Dr.salim aldulimi (@DRSaSS2025) March 14, 2025
في مشهد احتفالي أضفى على الحدث روحاً من الفخر والانتماء، لم تخلُ هذه اللحظات من التأثير العميق، إذ رُصدت لقطات تظهر أعضاء الوفد وهم يرددون نشيد “طلع البدر علينا”، الشعار الذي يُستقبل به النبي محمد عند هجرته، معبرين بذلك عن رابطهم الديني والروحي مع تراثهم.
لقاء مع زعيم دروز إسرائيل
في خضم فعاليات الزيارة، جاء اللقاء مع الشيخ موفق طريف، الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز في إسرائيل، كحدث محوري لهذا المسعى الديني.
أكد الشيخ طريف أن الزيارة تحمل طابعًا دينيًا بحتًا وأنها تعبر عن حق أبناء الطائفة في زيارة الأماكن المقدسة، كما يفعل باقي المؤمنين من مختلف الطوائف الإسلامية والمسيحية في القدس.
وأوضح قائلاً: “الزيارة ليست مؤشراً على أي انحياز سياسي، بل هي انعكاس لحرصنا على الحفاظ على تراثنا الروحي والتواصل مع جذورنا الدينية”.
ردود الفعل داخل سوريا
على الجانب الآخر، لم تمر هذه الزيارة دون أن تثير جدلاً واسعاً وردود فعل حادة. عبرت بعض الجماعات المحلية في جنوب سوريا عن استنكارها للزيارة، معتبرة أنها محاولة لاستغلال الدين كأداة لزرع الانقسام في الصف الوطني.
جاء في بيان رسمي تعبير عن رفض هذه الخطوة، حيث تم التأكيد على الجرائم والانتهاكات التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي في مناطق مثل الجولان والضفة الغربية وقطاع غزة.
وقد اعتبر بعض الأهالي أن مثل هذه الزيارات تُستخدم لتحقيق مصالح توسعية واستراتيجية من قبل قوى الاحتلال، مما يزيد من حدة التوتر في المنطقة التي تشهد تصاعدًا في الأحداث العسكرية.
مشاهد من الزيارة
بحسب وسائل إعلام، فقد تخللت الزيارة العديد من المواقف، حيث عبر أحد المزارعين الذين رافقوا الوفد، عن مشاعره قائلاً: “كنا ننتظر هذه اللحظة منذ سنوات طويلة، إنها لحظة مؤثرة تذكرنا بجذورنا وتراثنا”.
هذه الكلمات لم تكن مجرد تعبير عن فرحة اللقاء بل كانت بمثابة صدى لمعاناة وآمال شعب يسعى للحفاظ على هويته وسط صراعات المنطقة.
أثر الزيارة على المشهد الإقليمي
بحسب مراقبون تمثل هذه الزيارة أكثر من مجرد رحلة دينية؛ فهي تحمل في طياتها أبعادًا سياسية واجتماعية تُظهر مدى تعقيد المشهد في الشرق الأوسط.
ففي وقت تتصاعد فيه الأحداث العسكرية والسياسية، أصبح من الواضح أن الدين والسياسة يتداخلان بشكل لا ينفصم، مما يجعل من هذه الزيارة خطوة استراتيجية تُستخدم لتوجيه الحوارات وتشكيل المواقف في المناطق المتأثرة بالنزاعات.
وفي ظل التصريحات المتبادلة من الجانبين الإسرائيلي والسوري، يبقى السؤال قائمًا حول مدى تأثير هذه الخطوات على النسيج الاجتماعي والسياسي في سوريا والبلدان المجاورة.
اقرأ أيضا
بعد اعتماده رسميا.. حكاية العلم السوري الأخضر من الاستقلال إلى الثورة وعلاقته بمصر