سقوط أسطورة الميركافا.. كيف تحولت درة الصناعات العسكرية الإسرائيلية إلى فريسة بحرب غزة؟
كانت دبابة ميركافا الإسرائيلية Mk‑4 Barak تُروَّج كأحد أكثر الدبابات تطوّرًا، مزوَّدة بنظام Trophy للدفاع النشط، وتصميم فريد وذكاء صناعي مدمج.
لكن مع اندلاع حرب غزة منذ أكتوبر 2023، بدأت تظهر مدى محدودية هذه القدرات في مواجهة تكتيكات المقاومة غير التقليدية بالخنادق، العبوات الناسفة، المضادات المُوجهة، ما أدى إلى سلسلة خسائر نوعية في صفوف الدبابة.
إسرائيل تتعرض لأكبر خسارة لدبابات ميركافا “فخر صناعتها العسكرية”
تُشير التقديرات إلى أن إسرائيل خسرت ما بين 30 إلى 36 دبابة ميركافا خلال الحرب على غزة حتى أوائل 2025، بينها عدد من النسخة الأحدث “ميركافا Mk‑4 Barak” التي كانت تُعد درة الصناعات العسكرية الإسرائيلية.
هذه الخسائر جاءت نتيجة استخدام المقاومة الفلسطينية لتكتيكات متطورة، من بينها العبوات الناسفة شديدة الانفجار، وصواريخ مضادة للدروع، وطائرات مسيرة تحمل شحنات متفجرة.
وتُعد هذه الخسارة الأكبر التي تتعرض لها دبابة ميركافا في تاريخها، منذ دخولها الخدمة لأول مرة عام 1979، وتُعد ضربة قاسية لسمعتها التكنولوجية كواحدة من أفضل الدبابات في العالم.
سقوط أسطورة الميركافا.. من مفترس إلى فريسة
في نوفمبر 2024، ظهر أمام العالم أول فيديو موثق لدبابة Merkava Mk‑4 Barak مدمَّرة بالكامل بواسطة عبوة ناسفة ضخمة (قد تُقدر بين 500 و1000 رطل) مما أدى إلى موت أفراد الطاقم بالكامل ما عدا السائق.
هذا الأمر أدى إلى صدمة لدى كل الأوساط العسكرية في إسرائيل بل والغرب أيضاً بسبب أن هذه الدبابة كانت بمثابة الذروة التكنولوجية في مجال الحماية والدقة.
حجم الخسائر .. كم دبابة ميركافا تم خسارتها؟
بحسب مصادر غربية مثل Financial Express، فقد وثّق الإعلام خسارة إسرائيل حوالي 36 دبابة ميركافا بالإضافة إلى عشرات من ناقلات الجنود المدرعة وغيرها من المركبات العسكرية بحلول يناير 2025.
وتشير تقديرات محللين تشير إلى خسارة إجمالية تتراوح ما بين 30 إلى 40 دبابة ميركافا Mk‑4 منذ بداية الحرب، رغم صعوبة التأكد بنسبة عالية بسبب تعتيم تقني من الجانب الإسرائيلي.
سقوط أسطورة الميركافا.. لماذا حدث هذا التحول؟
أدت تكتيكات المقاومة التصاعدية باستخدام العبوات الناسفة الكبيرة (بما في ذلك متفجرات طائرات JDAM المهجورة)، وقنابل RPG، وصواريخ ATGM، وطائرات مسيرة مدنية محوّلة لحمل شحنات مضادة للدروع إلى تدمير رمز العسكرية الإسرائيلية.
كما أن نظام Trophy يعاني من ضعف في ظروف معينة، حيث يواجه صعوبات في التصدي للهجمات من الاتجاهات العمودية أو عند سقوط متفجرات مباشرة من الأعلى، كما أن الضربات المركزة على نقاط الضعف كسقف الدبابة تؤدي إلى اختراقها بغض النظر عن الحماية المتوفرة.
بالإضافة إلى الطبيعة الحضرية للقتال حيث أن بيئة غزة المزدحمة والمليئة بالأزقة الضيقة تقلل فعالية الدبابات الكبيرة وتجعلها عرضة للكمائن والتفجيرات المخفية
تغيرات في الاستراتيجية الإسرائيلية بعد فشل ميركافا
بعد إثبات فشل ميركافا، وحرصاً على عدم تأثر سمعتها عالمياً يعمل الجيش الإسرائيلي على زيادة الاعتماد على مركبات مدرعة خفيفة ومتعددة الاستخدامات (مثل الـNamer وEitan) لتقليل المخاطرة الناتجة عن الدبابات في البيئات الحضرية.
كما تعمل إسرائيل على تحديث وتطوير نظام Trophy وأجهزة الاستشعار لتحسين فعالية الدفاع ضد الهجمات الرأسية والطائرات المسيرة، وربط النظام بأنظمة طيران درونز مضادة.
بالإضافة إلى التشدد في التحكم بنشر الدبابات وتوخي مزيد من التنسيق مع الأجهزة الاستخباراتية ومنع ترك دبابات في نقاط عرضة للكمائن.
الأسطورة الإسرائيلية تحولت إلى هدف “هش”
تحول الأسطورة العسكرية للدبابة “ميركافا” من منصة حرب “مفترس” إلى هدف هش في غزة يسلط الضوء على ضعف التكيّف مع حروب غير متكافئة وطابع قتالي حضري، هذا بخلاف تطور تكتيكات حماس بشكل أسرع من تطور التكنولوجيا الدفاعية.
مما يتوجب على إسرائيل إعادة التفكير في دور الدبابة ضمن استراتيجيتها المستقبلية، خصوصًا بعد خسائر تُقدّر بعشرات الوحدات من طراز Mk‑4 خلال حرب غزة مع أفراد مسلحة غير نظامية.
اقرأ أيضاً.. الجزائر و”Su-57″| هل كان التوقيت مناسبًا للشراء؟ مميزات وعيوب مقاتلة الجيل الخامس الروسية