سلاح بافار 373 الإيراني يسقط ياقوتة الجيش الإسرائيلي F-35 الشبحية| تعرف على مداه وقوته

أثار إعلان إيراني مفاجئ في 15 يونيو جدلًا واسعًا، بعد أن أفادت تقارير رسمية بأن الدفاعات الجوية الإيرانية نجحت في إسقاط ثلاث مقاتلات إسرائيلية من طراز F-35 في اشتباكات جوية فوق الأجواء الإيرانية، باستخدام نظام الدفاع الجوي محلي الصنع “بافار 373”.
وفي حال صحّت هذه المزاعم، فإنها ستكون أولى حالات إسقاط مؤكدة لطائرات من الجيل الخامس على الإطلاق، ما يضع إيران في موقع فريد أمام أعقد الطائرات الأمريكية الصنع.
إيران تدّعي: أسقطنا مقاتلات F-35 إسرائيلية .. فهل حققت المستحيل؟
بدأ تطوير منظومة بافار 373 في أوائل العقد الثاني من القرن الحالي، كرد فعل مباشر على إلغاء روسيا صفقة توريد منظومة S-300PMU-1 عام 2010 نتيجة ضغوط غربية.
كشفت إيران النقاب عن النسخة الأولى من النظام في 2016 بمدى اشتباك يبلغ 200 كيلومتر، لكنها في الوقت ذاته لم تتخلَّ عن الحصول على S-300PMU-2 الروسية، مما أظهر محدودية الاعتماد الكامل على النسخة الإيرانية آنذاك.
لاحقًا، خضع النظام لتحديثات تقنية كبيرة يُعتقد أنها استفادت من نقل تكنولوجيا من كوريا الشمالية وروسيا، ما أدى إلى إصدار نسخة متطورة عام 2021، وصفتها طهران بأنها تنافس أو تتفوق على S-400 الروسي.

تحديثات 2024: صاروخ صياد 4B يوسّع مدى الاشتباك
في أبريل 2024، كشفت إيران عن نسخة جديدة من النظام مزوّدة بصواريخ صياد 4B بمدى اشتباك يصل إلى 300 كيلومتر، لتصبح بذلك واحدة من أوسع أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية مدى.
رغم أن مدى الرصد في النسخة السابقة بلغ 260 كلم فقط، فإن استخدام صاروخ بهذه القدرة يثير تساؤلات عن ما إذا كانت طهران دمجت رادارات أطول مدى، أو أنها تعتمد على مصادر استهداف خارجية كالرادارات البعيدة المدى من طراز Rezonans-NE.

كيف يعمل النظام؟ وماذا عن الرادارات والرصد للشبح؟
يعتمد بافار 373 على رادارات متعددة النطاقات تعمل بترددات مختلفة، وهي قادرة نظريًا على اكتشاف 300 هدف وتتبع 60 هدفًا في آن واحد.
هذه الخصائص تجعله مؤهلًا – نظريًا – لمواجهة طائرات ذات بصمة رادارية منخفضة مثل F-35، خاصة إذا تم تشغيله كجزء من شبكة متكاملة تضم رادارات روسية مثل Rezonans-NE ونظم اعتراض بعيدة المدى.
لكن بالمقارنة مع S-400، فإن قدرات الرصد لا تزال أقل وضوحًا، ولا يوجد حتى الآن تأكيد بأن إيران دمجت قدرات رصد تصل إلى 600 كيلومتر كما هو الحال في الرادار الروسي Big Bird.
هل كانت اختبارًا ناجحًا أم ادّعاءً دعائيًا؟
بحسب الرواية الإيرانية، تمكن نظام بافار 373 من اعتراض وإسقاط ثلاث طائرات شبح إسرائيلية، بل وتم أسر طيارين، وهو ما لم تؤكده أي مصادر مستقلة حتى الآن.
ومن شأن صحّة هذه المزاعم أن تُحدث زلزالًا في المفاهيم العسكرية الغربية بشأن أمن طائرات الجيل الخامس.
كما أن هناك إشارات سابقة إلى اختبار قدرات النظام، منها ما حدث في أكتوبر 2024 حين أفادت تقارير إيرانية بأن النظام اعترض صواريخ إسرائيلية على مدى يفوق 100 كلم، وهو ما يُرجح تجربة ميدانية مبكرة لصاروخ صياد 4B.
إلى أي مدى يمكن الثقة بـ”بافار 373″؟
رغم الغموض المحيط بالعديد من تفاصيل النظام، فإن ثقة وزارة الدفاع الإيرانية في قدراته، إلى جانب النجاحات المؤكدة لأنظمة الدفاع القصيرة المدى في التصدي لهجمات معقدة، تعزز الانطباع بأن “بافار 373” قد يشكل بالفعل تهديدًا حقيقيًا للطائرات الشبح.
لكن في المقابل، فإن محدودية القاعدة الصناعية والتقنية الإيرانية تجعل من الصعب تصور تفوق مطلق للنظام على نظائره الصينية أو الروسية المتقدمة، وإن كان من الممكن أن يتفوق على S-300PMU-2 والنسخ الأولى من S-400، خصوصًا إذا تم دمجه ضمن منظومة دفاع جوي شبكية متكاملة.
اقرأ أيضًا.. حاملة الطائرات الأمريكية الأضخم تقترب من بحر العرب.. هل يتسع نطاق المواجهة مع إيران؟