شركات المقاولات المصرية تغزو مدن ليبيا
صرح رئيس غرفة التجاة والصناعة والزراعة الليبية في بنغازي، منعم السعيطي، أن نحو 35 شركة مصرية من شركات المقاولات المصرية تعمل حالياً للاستثمار في ليبيا، في ظل التوجه لجذب رجال الأعمال المصريين والشركات المصرية.
وتباشر الحكومة الليبية حركة إعادة الإعمار، وذلك من خلال صندوق إعمار ليبيا، المعني بالإعمار في شتى المجالات، كما تجري الحكومة الليبية شراكات مع شركات أجنبية في عدة صناعات الدواجن والصناعات الميكانيكية والكهربائية.
كما تسعى الحكومة الليبية، للترويج للفرص المتاحة في ليبيا وجذب المستثمرين، بالتوازي مع التطوير، حيث تم إبرام تعاقدات لتطوير الموانئ، والتي سيكون لها دور كبير في تيسير الحركة التجارية خلال الفترة المقبلة.
وفي وقت سابق من مطلع العام الجاري 2024، وقعت شركات مصرية عقودا لتنفيذ 11 مشروعا ضمن خطة إعادة الإعمار في ليبيا، حيث وقع كل من رئيس لجنة إعادة الإعمار والاستقرار فى ليبيا حاتم العريبي، والمدير التنفيذي لصندوق إعادة اعمار درنة والمناطق المتضررة المهندس بلقاسم خليفة حفتر، بحضور رئيس وزراء الحكومة الليبية الدكتور أسامة حماد، مع رئيس مجلس إدارة شركة “نيوم” المصرية المهندس إبراهيم العرجاني ورئيس مجلس إدارة شركة وادي النيل الوزير هاني ضاحي، عقودا كبرى في مجال الإنشاء والإعمار والتي تشمل إنشاء 6 جسور جديدة بمدينة درنة وهي جسر البحر، وجسر وادي الناقة، وجسر مسجد الصحابة، وجسر الوادي 1، وجسر الوادي 2، وجسر الوادي 3.
أجدابيا
مدينة أجدابيا، التي تقع شرق ليبيا، سيتم إنشاء جسرين فيها، وهما جسر وسط المدينة وجسر تقاطع الطريق الدائري، مع طريق طبرق. أما في مدينة بنغازي سيتم انشاء 3 جسور جديدة وهي جسر تقاطع جزيرة الجرات البريد الرئيسي وجسر جزيرة حي السلام بالمدخل الشرقي للمدينة وجسر تقاطع طريق الهواري مع مصنع الإسمنت.
المقاولون العرب تنفذ جسرين في درنة وسوسة
خلال يناير الماضي، شهدت مدينة درنة الليبية مراسم توقيع كبرى العقود في مجال الإعمار لتنفيذ جسرين في مدينتي درنة وسوسة الليبيتين، إذ وقع العقود المهندس بالقاسم حفتر، المدير التنفيذي لصندوق إعادة إعمار مدينة درنة والمناطق المتضررة، والمهندس أحمد العصار رئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب، المنفذة للأعمال، وذلك بمقر إدارة الصندوق في مدينة درنة.
وزارة الإسكان الليبية قد أصدرت بياناً أن التوقيع شمل عقود إنشاء جسور جديدة في المدخل الغربي لمدينة درنة التي جرفتها السيول، ومنها جسر بأعلى وادي أبو مهبول، وجسر بأعلى وادى مرقص، بالطريق البحري الرابط بين مدينتي سوسة ودرنة.
وعقب مراسم توقيع العقد أكد المدير التنفيذي للصندوق المهندس بالقاسم حفتر على ضرورة البدء في الأعمال واتمامها في أسرع وقت من أجل حل جميع الاختناقات التي تعاني منها مدينة درنة، مع ضرورة الحفاظ على الجودة.
جدير بالذكر أن شركة المقاولون العرب، سبق لها الإسهام في المشروعات التنموية والحيوية في ليبيا، وكانت من أولى الدول التي عملت بها الشركة في الخارج، حيث نفذت العديد من المشروعات الحيوية من طرق، وجسور وموانئ، ومشروعات الكهرباء وجامعات ومنشآت عسكرية وسياحية ومطارات ومحطات مياه وإسكان، كما شاركت مؤخرًا في المؤتمر الدولي لإعادة إعمار مدينة درنة والمدن والمناطق المتضررة ضمن 132 شركة عربية وأجنبية.
محطات كهرباء جديدة
المشروعات المصرية لم تقتصر على الطرق ومحاور التنمية فقط، كما لم تقتصر على الشرق الليبي فقط، حيث قد أعلنت شركة السويدي إليكتريك المصرية، في وقت سابق، انها اقتنصت عقد تنفيذ محطة كهرباء زليتن بالتعاون مع شركة أورباكون للتجارة والمقاولات القطرية، بقيمة 800 مليون يورو.
وتبلغ قدرة محطة كهرباء زليتن التي ينوي التحالف تنفيذها 1044 ميجا وات، ومن المقرر بدء التشغيل في نهاية 2024، على أن يصل للتشغيل الكامل في منتصف عام 2025.
ويشمل العمل كذلك على توصيلات وشبكات ومرافق الربط مع شبكتي الكهرباء والغاز الطبيعي الليبيتين حيث بلغت قيمة العقد مليارًا و119 مليون يورو، والتي شملت بنود الأعمال الإضافية التي يتضمنها ربط المحطة بالشبكة العامة وتصريف الطاقة المنتجة منها وخط الغاز اللازم لتغذيه المحطة وبطول ٣٢ كم
مشروع طريق (أوباري- غات)
وقعت حكومة الدبيبة في يناير 2022 عقداً مع ائتلاف الشركات المصرية لتنفيذ وتوسعة طريق «أوباري – غات» بطول 360 كيلومترا في الجنوب الغربي، و«أجدابيا – جالو» بطول 252 كيلومترا في شرق البلاد، وبإجمالي تكلفة مالية تبلغ نحو 3.734 مليار دينار.
وفي خلال بداية العام الجاري، شرعت الشركات المصرية في تنفيذ أعمال المرحلة الأولى من مشروع صيانة طريق «أوباري – غات» جنوب البلاد، وفق بيان صادر عن بلدية أوباري.
فيما انتهى التحالف المصري من تنفيذ 4 كباري في مدينة بنغازي، في مدة قياسية لا تزيد عن 4 أشهر كما شرعت شركة قاصد خير للاستثمار العقاري والمقاولات في تنفيذ طريق طبرق – امساعد بطول 150 كم وهو طريق دولي يؤدي لمعبر السلوم الحدودي مع مصر.
وخلال شهر مارس 2024 شهدت زيارة وفد مصري يضم 120 رجل صناعة إلى السوق الليبي بهدف زيادة الصادرات المصرية و فتح أسواق جديدة للمنتجات المصرية في الأسواق الأفريقية والعربية.
وفي ظل الإقبال الكبير من رجال الصناعة على المشاركة في الزيارة التي تنظمها لجنة التعاون العربي إلى ليبيا، سيتم تنظيم زيارتين وليست زيارة واحدة فقط، بحيث تضم كل زيارة قطاعين أو ثلاثة وذلك لتلبية احتياجات جميع الشركات المشاركة وتحقيق الهدف المطلوب بفتح أسواق جديدة لأكبر عدد من الشركات الراغبة في التصدير للسوق الليبي.
في ذات السياق كشف مجدي البدوي، نائب رئيس اتحاد العمال، تفاصيل استقدام ليبيا مليوني عامل من مصر خلال 2024 لإعادة الإعمار، قائلا “الاستقرار الذي شهدته ليبيا خلال العامين الماضيين، دفع إلى التفكير في إعادة إعمارها”.
مضيفاً “بسبب التنمية العمرانية الموسعة في مصر أصبحت ليبيا تعرف أن العمالة المصرية أصبح لديها كفاءة كبيرة فى مسألة إعمار الدول من خلال تجربتها فى بناء الجمهورية الجديدة، وبالتالي كان تفكير القيادة الليبية فى ذلك الوقت أنه لابد فى الإستعانة بالعمالة المصرية لأنهم الأكثر خبرة وتدريبا فى هذا المجال”.
الطريق الدائري الثالث
كما استلم ائتلاف الشركات المصرية، اليوم الأحد، مشروع تنفيذ الطريق الدائري الثالث في مدينة طرابلس، تحت إشراف رئيس حكومة الوحدة الوطنية الموقتة عبدالحميد الدبيبة، وذلك بعد انتهاء أعمال فتح المسارات لاستكمال بناء الطريق.
ويتكون ائتلاف الشركات المصرية من شركات «أوراسكوم – حسن علام رواد الهندسة الحديثة». واعتمد مجلس وزراء حكومة الوحدة الوطنية الموقتة، في 22 سبتمبر 2021، إجراءات التعاقد على تنفيذ مشروع الطريق الدائري الثالث الذي تبلغ تكلفة تنفيذه 4.263 مليار دينار.
وقال ممثل ائتلاف الشركات المصرية خلال مراسم استلام المشروع إن الطريق الدائري الثالث المزمع بناؤه في طرابلس سيمتد من نهاية الطريق السريع غرب العاصمة وحتى طريق الشط ويشتمل على 14 جسرًا للمشاة وعدة كباري أحدها سيكون من ثلاثة طوابق وسيكون الأول من نوعه في ليبيا.
ومن المقرر أن يجري تنفيذ مشروع الطريق الدائري الثالث على أربع مراحل، بداية من غوط الشعال مرورًا بطريق المطار وتقاطع صلاح الدين بالطريق الدائري الثاني وصولًا إلى شاطئ البحر بالقرب من مطار معيتيقة.