صفقة المليار.. الحفر العربية تمدد شراكتها مع أرامكو بقيمة 1.37 مليار ريال

في خطوة تعكس متانة العلاقات بين كبرى شركات الطاقة في المملكة العربية السعودية، أعلنت شركة “الحفر العربية” عن تمديد عقود أربع منصات حفر مع شركة “أرامكو السعودية” بقيمة إجمالية بلغت 1.374 مليار ريال سعودي.

وتمتد هذه العقود لمدد تتراوح بين عام واحد وعشرة أعوام، وتشكل دفعة كبيرة لسجل أعمال الشركة المستقبلي الذي وصل بعد الصفقة إلى 11.1 مليار ريال.

تعزيز الثقة بين الشركاء الاستراتيجيين

وجاء الإعلان، الصادر عن “الحفر العربية” عبر موقع تداول السعودية، ليؤكد استمرار الثقة المتبادلة بينها وبين “أرامكو”، أحد عملائها الرئيسيين.

وتأتي الصفقة الجديدة بعد نجاح تمديد عقود سابقة لمنصتي حفر بريتين بقيمة 1.067 مليار ريال في مايو الماضي، ما يدل على استراتيجية واضحة لتمديد العمر التشغيلي للمنصات ورفع كفاءة استخدام الأصول.

وتُعد “أرامكو”، التي بلغت طاقتها الإنتاجية في الربع الأول من العام نحو 12.3 مليون برميل مكافئ نفطي يوميا، شريكا محوريا لـ”الحفر العربية”، إلى جانب كيانات دولية كبرى مثل “شلمبرجير” (SLB) و”بيكر هيوز”، فضلاً عن عمليات “الخفجي المشتركة”.

الأثر المالي والتشغيلي يبدأ من الربع الثالث 2025

وأوضحت الشركة أن الأثر المالي الناتج عن تمديد العقود سيبدأ في الظهور اعتبارا من الربع الثالث لعام 2025، وهو ما يمثل نقطة تحوّل نحو استقرار أكبر في الإيرادات المستقبلية.

ويأتي هذا التمديد ضمن خطة الشركة لمواكبة انتهاء عقود تشغيل 22 منصة حفر في 31 مارس 2025، حيث تم تمديد عقود منصتين حتى الآن لعشر سنوات لكل منهما، ولا تزال المفاوضات جارية بشأن المنصات الأخرى.

تحديات المرحلة الراهنة.. تعليق منصات وتراجع الأرباح

ورغم النجاح في توقيع هذه العقود، إلا أن الأداء المالي لـ”الحفر العربية” خلال الربع الأول من العام الجاري عانى من تراجع صافي الأرباح بنسبة 49% على أساس سنوي إلى 75 مليون ريال، نتيجة تعليق العمل في عدد من المنصات خلال عام 2024.

وقد حاولت الشركة التخفيف من هذا التراجع عبر تشغيل 11 من 13 منصة حفر غير تقليدية كانت قد استثمرت فيها العام الماضي بقيمة 1.3 مليار ريال.

توجه استراتيجي نحو أسواق جديدة

وفي تصريحات سابقة لقناة “الشرق”، توقع الرئيس التنفيذي لشركة “الحفر العربية”، غسان مرداد، عدم وجود زيادة في الطلب على منصات الحفر داخل المملكة خلال العام الحالي.

لكنه أشار إلى تحول استراتيجي في تشغيل المنصات البرية من النفط إلى الغاز، خصوصا في قطاع الغاز غير التقليدي.

وأضاف أن الشركة تتوقع تحقيق إيرادات تصل إلى 800 مليون ريال خلال 2025 نتيجة لهذا التحول.

كما أشار مرداد إلى توجه الشركة نحو تشغيل منصاتها البرية خارج المملكة، بعد تجربة ناجحة في تشغيل منصاتها البحرية عبر اتفاق مع شركة “شلف دريلينج” الإماراتية، سعياً لاستغلال المنصات غير المستخدمة وتحقيق عائد تشغيلي أفضل.

تأسيس قوي وسوق واعد

وتأسست “الحفر العربية” عام 1964، وتبلغ قيمتها السوقية حاليا نحو 7 مليارات ريال. وتُعد شركة “طاقة” للتصنيع من أبرز المساهمين فيها بنسبة 35%، تليها “شلمبرجير” للطاقة بنسبة 34%، ما يرسّخ مكانتها كشركة وطنية بإشراف دولي وخبرة تقنية متقدمة.

اقرأ أيضا..استقرار مائل للصعود.. أسعار الذهب في السعودية اليوم الأربعاء 2 يوليو 2025

ولا يعكس التمديد الأخير لعقود الحفر مع “أرامكو” فقط ثقة الشركاء بل يُعد خطوة حيوية لرفع استقرار التدفقات المالية المستقبلية وسط تحديات التشغيل، وتحول ملحوظ نحو استراتيجيات تنويع مصادر الدخل.

ويبقى نجاح “الحفر العربية” رهناً بقدرتها على التكيّف مع التغيرات في السوق المحلي والدولي، خاصة في ظل انتقال الطاقة العالمي نحو مصادر بديلة.

زر الذهاب إلى الأعلى