صواريخ “JASSM” و”LRASM” الهجومية الأمريكية تدخل الخدمة بميزانية مليار دولار| هل تتفوق على التنين الصيني؟

أعلنت وزارة الدفاع الأميركية عن استثمار جديد يقارب مليار دولار لدعم إنتاج وصيانة صواريخ كروز المتقدمة AGM-158، بنوعيها: الصاروخ الهجومي بعيد المدى المضاد للسفن (LRASM)، والصاروخ الجو-أرض بعيد المدى (JASSM). في خطوة تؤكد عزمها على الحفاظ على تفوقها العسكري وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية.

ويأتي هذا التمويل ضمن اتفاقية إطارية قائمة تتيح تسليم كميات غير محددة من هذه الصواريخ، في إطار خطة بعيدة المدى لتعزيز قدرات الردع الأميركية.

وستتولى شركة لوكهيد مارتن – المقاول الرئيسي والمطور الأساسي – عمليات الإنتاج في منشآتها بمدينة أورلاندو بولاية فلوريدا، على أن تُستكمل العقود بحلول يوليو 2030.

أمريكا تستثمر في صواريخ شبحية .. فهل تتفوق على الصين؟

يعتمد الصاروخان على قاعدة تكنولوجية مشتركة، ويشكّلان معًا نواة جيل جديد من صواريخ الكروز الدقيقة منخفضة البصمة الرادارية، المصممة لاختراق الدفاعات الجوية المتطورة.

JASSM يتميز بقدرته على تنفيذ ضربات دقيقة في العمق ضد أهداف استراتيجية محمية بكثافة، ويبلغ مداه في نسخته الأساسية نحو 370 كم، بينما تمتد النسخة المطورة JASSM-ER إلى مدى يصل إلى 1000 كم، بفضل محرك توربيني محسن وخزان وقود أكبر. ويستخدم الصاروخ نظام ملاحة بالقصور الذاتي مدعومًا بـ GPS، مع باحث حراري ذكي ونظام تعرّف تلقائي على الأهداف، مع هامش خطأ لا يتجاوز 3 أمتار، ورأس حربي خارق يزن 432 كغم. ويمكن إطلاقه من طائرات متعددة مثل B-1B وF-16 وحتى من الطائرات عبر حاويات الإسقاط “Rapid Dragon”.

LRASM مشتق من JASSM-ER، لكنه مخصص للحرب البحرية الحديثة، خاصة في بيئات التشويش والحرب الإلكترونية. يعتمد على مستشعرات سلبية متعددة الوظائف وملاحة مقاومة للتشويش وقدرات اختيار تلقائي للأهداف، ما يجعله قادرًا على ضرب السفن حتى مع ضعف المعلومات الاستخباراتية. يبلغ مداه أكثر من 200 ميل بحري، ويُحلق بارتفاع منخفض لتفادي الرصد الراداري، ويزن رأسه الحربي حوالي 454 كجم.

وقد دخل الخدمة فعليًا على مقاتلات B-1B وسوبر هورنت F/A-18E/F، ويجري تطوير نسخة للإطلاق الرأسي من نظام Mk 41 المستخدم في البحرية الأميركية.

صاروخ LRASM الأمريكي

تحديث شامل لمقاتلات F-35 وإنتاج واسع النطاق

في موازاة هذا الاستثمار، تواصل “لوكهيد مارتن” جهود دمج الصاروخين على نقاط التعليق الخارجية لمقاتلات F-35، خصوصًا النسخة F-35B، ضمن برنامج التحديث “Block 4” الذي وصفته الشركة بأنه “الأكثر طموحًا” حتى الآن. كما تعمل الشركة على عقد تسريع إنتاج لتطوير LRASM على ضوء الخبرات التشغيلية السابقة.

وفي إطار تعزيز القدرات الإنتاجية، افتتحت “لوكهيد مارتن” في يونيو 2022 منشأة جديدة تمتد على مساحة 225 ألف قدم مربع، تضم خطوط طلاء آلية واختبارات رقمية متقدمة ونماذج محاكاة ديناميكية لتخطيط الإنتاج المستقبلي.

ردع هجومي في مواجهة التصعيد الاستراتيجي العالمي

يؤكد هذا التمويل الجديد التزام الولايات المتحدة بتطوير قدراتها على تنفيذ ضربات دقيقة بعيدة المدى، سواء في البر أو البحر، في مواجهة تزايد التهديدات من قوى عالمية منافسة. ويأتي ذلك في سياق بناء “هندسة ردع هجومي” ترتكز على تنوع المنصات الجوية ودقة الذخائر الموجهة، ما يعزز الجاهزية الأميركية لأي صراع محتمل على المسرحين الأوروبي أو الآسيوي.

من يتفوق في حرب الصواريخ .. أمريكا أم الصين؟

تمتلك الصين صواريخ تقوم بنفس وظائف JASSM وLRASM، لكن الصواريخ الأميركية تتفوق غالبًا في الدقة، قابلية الشبك مع الطائرات الشبحية (مثل F-35)، والمرونة التشغيلية.

الصواريخ الصينية تُركّز على المدى الأطول والضرب من منصات بحرية وبرية متعددة، مع تكامل ضمن استراتيجية الحظر البحري حول تايوان وبحر الصين الجنوبي.

الصواريخ الصينية المماثلة لـ JASSM وLRASM

صاروخ CJ-10 (Changjian-10) – النظير التقريبي لـ JASSM

يُعد أحد أبرز صواريخ الكروز الجوّالة الصينية المخصصة للهجوم البري بعيد المدى، ويُطلق من الطائرات أو من منصات أرضية، والمدى يصل إلى 2,000 كم، ويستخدم نظام ملاحة بالقصور الذاتي مدعومًا بـ GPS وباحث بصري للتوجيه النهائي .. والرأس الحربي تقليدي شديد الانفجار أو خارق للتحصينات.

يشبه JASSM في المهام والخصائص من حيث القدرة على ضرب أهداف استراتيجية من مسافة بعيدة مع مستوى عالٍ من الدقة.

صاروخ YJ-18A/B/C – النظير التقريبي لـ LRASM

ويعتبر صاروخ  YJ-18كروز مضاد للسفن يُطلق من الغواصات والسفن والمدمرات، بمدى يصل إلى 540 كم تقريبًا، ويُحلّق بمرحلتين، المرحلة الأخيرة بسرعات فرط صوتية قد تتجاوز 3 ماخ، ويجمع بين التوجيه بالقصور الذاتي وGPS والباحث الراداري النشط في المرحلة النهائية، برأس حربي يزن 500 كجم تقريبًا.

ويتميز عن LRASM بسرعة أعلى في المرحلة الأخيرة، لكنه أقل تطورًا من حيث “الاستقلالية” في تحديد الهدف ضمن بيئات التشويش الشديد.

كما تمتلك الصين صاروخ YJ-100 – النسخة البعيدة المدى المضادة للسفن، ويُطلق من القاذفات بعيدة المدى (مثل H-6K).بمدى يقدر بأكثر من 800 كم.

سباق تسلح مع الصين

يأتي هذا الاستثمار الأميركي الضخم في صواريخ JASSM وLRASM في توقيت بالغ الحساسية، وسط تصاعد المؤشرات على دخول واشنطن وبكين في سباق تسلح استراتيجي غير معلن.

فبينما تطوّر الصين قدراتها الصاروخية فرط الصوتية وتوسع نطاق تهديداتها البحرية في المحيطين الهندي والهادئ، تسعى الولايات المتحدة إلى تعزيز تفوقها النوعي عبر منظومات هجومية دقيقة ومرنة، قادررة على العمل في بيئات التشويش الكثيف والهجوم من مسافات آمنة.

ويُنظر إلى هذا التوسع في إنتاج صواريخ الكروز الأميركية كجزء من ردع متعدد الجبهات، يهدف إلى موازنة الكثافة العددية الصينية بتفوق تقني وتشغيلي. كما أن التركيز على دمج هذه الصواريخ مع مقاتلات F-35 يُعزّز جاهزية أميركا وحلفائها في أي سيناريو محتمل لمواجهة عسكرية في منطقة تايوان أو بحر الصين الجنوبي.

اقرأ أيضاً.. الإمارات الأقرب وهذا موقف السعودية.. هل تمتلك دول الخليج مقاتلات شبحية؟

زر الذهاب إلى الأعلى