عودة حرب غزة..غارات إسرائيلية تقتل مئات الفلسطينيين بموافقة واشنطن

في تطور مفاجئ، سقطت اتفاقية وقف إطلاق النار وعادت الحرب في غزة حيث شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية، فجر اليوم الثلاثاء، سلسلة غارات جوية مكثفة على القطاع، منهيةً بذلك اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه في 19 يناير الماضي.
وبحسب تقارير فقد أسفر القصف عن مقتل وجرح مئات المدنيين، وسط تحذيرات من تصعيد غير مسبوق.
وأعلن المكتب الإعلامي في غزة أن أكثر من 250 مدني قتلوا جراء الغارات التي استهدفت مناطق متفرقة من القطاع، فيما أفادت مصادر طبية بأن العدد مرشح للارتفاع بسبب كثافة القصف وصعوبة وصول فرق الإنقاذ إلى الضحايا.
استهداف خيام النازحين في غزة
وفق تقارير صحفية فإن الحصيلة الأولية تشير إلى استشهاد أكثر من 250 شخصاً، حيث أن القصف الإسرائيلي طال خيام النازحين في بعض المناطق.
فيما أكد شهود عيان أن الهجمات تركزت على شمال ووسط القطاع، حيث دوت انفجارات متتالية على مدار ساعات.
كما أكدت مصادر طبية أن طواقم الإسعاف والدفاع المدني تواجه تحديات كبرى في الوصول إلى المناطق المستهدفة بسبب شدة القصف واستمرار الغارات الجوية.
تهديدات إسرائيلية بـ”فتح أبواب الجحيم” خلال حرب غزة
في المقابل، بررت إسرائيل التصعيد العسكري باتهام حركة حماس بعدم الاستجابة لمطالبها.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان مقتضب: “عادت قواتنا إلى القتال في غزة بسبب رفض حماس إطلاق سراح الرهائن وتهديداتها لجنود الجيش الإسرائيلي”.
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي “لن يتوقف عن القتال حتى يعود جميع الأسرى، وتتحقق الأهداف العسكرية”، مهدداً بأن “أبواب الجحيم ستفتح في غزة إذا لم تستجب حماس لمطالب إسرائيل”.
عملية عسكرية مفتوحة في غزة
من جهته، كشف مسؤول إسرائيلي، طلب عدم الكشف عن اسمه، أن الهجوم الحالي ليس مجرد ضربات جوية محدودة، بل جزء من “عملية عسكرية ستستمر ما لزم الأمر”.
وأوضح أن الغارات استهدفت قادة عسكريين في حركة حماس، إضافة إلى تدمير بنية تحتية تابعة لها، مشيراً إلى أن العمليات العسكرية قد تتوسع خلال الساعات القادمة.
حماس تتهم نتنياهو بالانقلاب على اتفاق الهدنة في غزة
على الجانب الآخر، أدانت حركة حماس الهجمات الإسرائيلية، محملةً رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته المسؤولية الكاملة عن تداعيات التصعيد.
وقالت الحركة في بيان رسمي إن “إسرائيل انقلبت على اتفاق وقف إطلاق النار، وعرضت الأسرى الإسرائيليين في غزة إلى مصير مجهول”، في إشارة إلى المحتجزين لدى المقاومة.
فشل المفاوضات يعيد الحرب في غزة إلى الواجهة
جاء هذا التصعيد بعد انهيار جولة جديدة من المفاوضات التي استضافتها القاهرة والدوحة، بوساطة مصرية وقطرية وأميركية، بهدف التوصل إلى اتفاق جديد لتمديد الهدنة. إلا أن المحادثات لم تسفر عن أي تقدم، مما دفع إسرائيل إلى استئناف عملياتها العسكرية.
الموقف الأمريكي من عودة الحرب في غزة
ذكرت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارولين ليفيت، أن إسرائيل تشاورت مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غاراتها على غزة الثلاثاء.
وقالت في مقابلة مع قناة فوكس نيوز “تشاور الإسرائيليون مع إدارة ترامب والبيت الأبيض بشأن هجماتهم على غزة الليلة”.
كما قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض “مثلما أوضح الرئيس ترامب، فإن حماس والحوثيين وإيران، وكل من يسعى لإرهاب ليس إسرائيل فحسب، وإنما الولايات المتحدة أيضا، سيدفع ثمنا باهظا. ستُفتح أبواب الجحيم”.
وسبق أن أصدر ترامب تحذيرا علنيا مستخدما كلمات مماثلة، قائلا إن على حماس إطلاق سراح جميع الرهائن في غزة وإلا “فستفتح أبواب الجحيم على مصراعيها”.
أوضاع إنسانية كارثية
في ظل استمرار القصف، تزداد معاناة سكان القطاع الذين يواجهون أزمة إنسانية خانقة.
وتشير التقارير إلى أن الحرب، التي اندلعت في 7 أكتوبر 2023 أدت إلى مقتل نحو 48 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى نزوح مئات الآلاف، في وقت تفرض إسرائيل حصاراً مشدداً يمنع دخول المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح منذ أشهر.
اقرأ أيضا
دون المرور بالقنوات الحكومية.. كيف ستصل مساعدات مؤتمر بروكسل إلى السوريين؟