غضب وحداد في العراق.. تفاصيل حريق كارثي في مركز تسوق أودى بحياة العشرات

تصور هذه الصورة حريقا هائلا وقع في هايبر ماركت الكورنيش في الكوت ، العراق ، في 17 يوليو 2025. إضافة إلى أكثر من 40 مصابا.

وقد أعلنت السلطات عن فقدان 11 شخصا لا يزال مصيرهم مجهولا، فيما لا تزال فرق الإنقاذ تواصل عمليات البحث وسط حطام المبنى المتفحم.

ووفقا لوزارة الداخلية العراقية، فإن الحريق اندلع في مبنى تجاري مكون من خمسة طوابق لم يمض على افتتاحه سوى سبعة أيام.

وتسبب الحريق في وفاة عدد كبير من الضحايا اختناقا، فيما لم يتعرف بعد على هويات 14 جثة متفحمة.

حداد رسمي واستجابة سريعة

ووفقا لـ “نيويورك تايمز”، أعلنت محافظة واسط، التي تتبع لها مدينة الكوت، الحداد لمدة ثلاثة أيام على أرواح الضحايا. وعبر محافظ واسط محمد جميل المياحي عن حزنه العميق، مشيرا إلى “ملابسات مريبة” قد تحيط بالحادث، ومؤكدا أن التحقيقات لن تستثني أحدا من المسؤولين، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.

كما أعلنت السلطات المحلية بدء ملاحقات قانونية بحق صاحب البناية والمول التجاري.

مشاهد الرعب والفوضى.. والخوف من التكرار

وأظهرت لقطات الفيديو مشاهد مفزعة من أعقاب الكارثة، تظهر مبنى “هايبر ماركت الكورنيش” وقد تفحمت واجهته بالكامل. وتحدثت روايات شهود العيان عن ذعر وفوضى، حيث كان الناس يفرون في كل الاتجاهات بحثا عن مخرج، بينما حاصرتهم النيران من كل جانب.

وقال علي الزركاني، أحد سكان الحي المجاور، إنه رأى جثث أطفال ونساء متفحمة ملقاة على الأرض داخل المبنى، واصفا المشهد بـ”المروع”. كما أفيد بأن بعض الجثث احتاجت لفحوصات الحمض النووي لتحديد هويتها، نتيجة الحروق البالغة.

التحقيقات الرسمية وتحديات المساءلة

وأكدت وزارة الداخلية العراقية أنها شكلت لجنة تحقيق عليا للوقوف على الأسباب الدقيقة للحريق وتحديد مكامن القصور، وتعهدت بإعلان نتائج التحقيقات أمام الرأي العام “بكل شفافية”.

وقد أشار تقرير أولي إلى أن النيران بدأت في طابق بيع العطور ومستحضرات التجميل، ما يرجح وجود مواد قابلة للاشتعال بكثافة داخل المبنى.

وبدوره، أصدر رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، تعليماته بإجراء تحقيق فوري وشامل، وأعلن الحداد الوطني تضامنا مع ضحايا الكارثة.

تاريخ قاتم من الحرائق المميتة

وليست هذه الحادثة الأولى من نوعها. ففي عام 2023، لقي أكثر من 100 شخص مصرعهم في حريق اجتاح قاعة زفاف شمال العراق.

كما شهد عام 2021 حريقين مدمرين في مستشفيات مخصصة لعلاج مرضى كوفيد-19، أسفرا عن مقتل 174 شخصا، مما أثار جدلا واسعا بشأن ضعف الإجراءات الوقائية والبنية التحتية المتدهورة.

وتثير هذه الكوارث المتكررة غضبا شعبيا واسعا، وسط مطالبات بإصلاحات جذرية في قوانين البناء وتفتيشات السلامة وخطط الطوارئ في البلاد.

اقرأ أيضا.. نفط كردستان يعود إلى أحضان العراق.. اتفاق تاريخي ينهي قطيعة عامين

دعوات متزايدة للإصلاح والشفافية

ومن داخل الأوساط المهنية والدفاع المدني، تعالت أصوات تحذر من أن هذه المأساة تمثل “عرضا مأساويا لإهمال مؤسسي واسع النطاق”.

وشدد أحد خبراء الدفاع المدني، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، على أهمية التحقيق في آليات منح تراخيص البناء والموافقة على المعايير، متسائلا: “من يحاسب عندما تُفقد الأرواح؟”.

كما أثارت تصريحات محافظ واسط، التي لمح فيها إلى وجود “ظروف مريبة”، علامات استفهام حول شبهات فساد أو تجاوزات تنظيمية في منح التراخيص لهذا المركز التجاري الذي لم يمض على افتتاحه سوى أسبوع واحد.

 

زر الذهاب إلى الأعلى