غموض وتحقيقات في الأسباب غير المَرضية للوفاة.. القصة الكاملة لمأساة أطفال المنيا
خيم الحزن على قرية دلجا التابعة لمركز ديرمواس بمحافظة المنيا، عقب وفاة خمسة أطفال أشقاء، دون تفسير طبي قاطع حتى اللحظة.
كيف بدأت المأساة وفاة 5 أطفال بالمنيا؟
بدأت فصول المأساة يوم السبت الماضي 12 يوليو، وذلك عندما تلقت أجهزة الأمن بلاغًا يفيد بوصول ثلاثة أطفال متوفين إلى المستشفى، وهم:
– محمد ناصر 11 سنة.
– عمر 7 سنوات.
– ريم 10 سنوات.
– شقيقهم الرابع أحمد.
– نُقلت شقيقتاهم فرحة “14 سنة” ورحمة “12 سنة”، في وقت لاحق، إلى المستشفى بعد ظهور أعراض مرضية عليهن، لتتوفى رحمة لاحقًا.
في هذا السياق، باشرت النيابة العامة تحقيقًا موسعًا لكشف ملابسات الوفاة، حيث تم الاستماع لأقوال والد الأطفال وزوجته حول الأيام والساعات الأخيرة التي سبقت ظهور الأعراض، وتركزت التحقيقات على نوعية الطعام الذي تناوله الأطفال، والعوامل البيئية داخل المنزل، والعلاقات المحيطة بالأسرة.
وزارة الصحة: تابعنا الواقعة بكل شفافية.. ولا وجود لأمراض معدية
في السياق ذاته، أصدرت وزارة الصحة بيانًا رسميًا لكشف تفاصيل الواقعة، حيث أكدت أنها قامت بمتابعة دقيقة لواقعة وفاة خمسة أطفال أشقاء من قرية دلجا بمركز دير مواس بمحافظة المنيا، وذلك يوم السبت الموافق 12 يوليو 2025، حيث تلقى قطاع الطب الوقائي والصحة العامة بلاغاً من مديرية الشؤون الصحية بالمحافظة، وتم التعامل مع الحادث بكل شفافية وسرعة.
وأضافت الصحة: بعد إجراء تحقيقات ميدانية ومعملية دقيقة، شملت زيارة مستشفيات ووحدات صحية، مراجعة سجلات المرضى، تحليل بيانات الإبلاغ عن الأمراض المعدية، وزيارة منزل الأطفال والمنازل المجاورة، نؤكد عدم وجود أي زيادة في معدلات الأمراض المعدية بمحافظة المنيا أو بقرية دلجا، وتُسجل أي إصابات بأمراض معدية بين الأب أو الأم أو الزوجة الثانية أو بنتها أو أيا من الأقارب أو الأسر المحيطة.
اقرأ أيضًا: “جانسن” العالمية للأدوية تؤسس مركز تميز لعلاج الأورام بأقصى جنوب مصر
الصحة: خلو الحالات من أي أمراض معدية
كما أكدت وزارة الصحة، أن نتائج التحاليل المعملية لعينات الدم والبول والسائل النخاعي، التي أُجريت بالمعامل المركزية للصحة العامة، أثبتت خلو الحالات من أي أمراض معدية، بما في ذلك التهاب السحايا الفيروسي أو البكتيري، كما أظهرت تحاليل عينات المياه من منزل الحالات مطابقتها للمواصفات.
وزارة الصحة: تتولى جهات التحقيق حاليا التحقيق في الأسباب غير المرضية للوفاة
استطردت وزارة الصحة: تتولى جهات التحقيق حاليًا التحقيق في الأسباب غير المرضية للوفاة، وتؤكد الوزارة أن الوضع الصحي العام في المنطقة مستقر ولا يوجد أي تهديد بأمراض وبائية أو معدية.
وطمأنت وزارة الصحة والسكان، الرأي العام، بأن جميع الإجراءات تمت وفق أعلى معايير الشفافية والدقة، مع احترام اختصاص الجهات القضائية في استكمال التحقيقات، مُجددة التزامها بحماية صحة المواطنين ومتابعة أي تطورات بدقة وسرعة.
عم الأطفال: غموض وفاة الأطفال ولا نعلم السبب حتى الآن
من جانبه، قال علي محمد، عم الأطفال، الذي يرافق الطفلة “فرحة” الناجية الوحيدة في مستشفى صدر المنيا، في حديثه، إن الأسرة وجميع أهالي القرية في حيرة من أمرهم بسبب غموض وفاة الأطفال.
وأضاف العم، أن حالة “فرحة” مستقرة بحسب كلام الأطباء، لكن الأسرة مُنعت من رؤيتها خلال اليومين الماضيين “لدواعٍ طبية لم يُكشف عنها بعد”، مما يزيد من قلقهم.
ووصف حالة الوالدين الصحية والنفسية بالسيئة للغاية، خاصة بعد أن شيعوا جثمان طفلتهم الخامسة رحمة، والتي كانوا يعلقون عليها آمال النجاة مع شقيقتها.
وبدأت خلال اليومين الماضيين، تظهر أعراض صحية غريبة على والد الأطفال، ما استدعى نقله بشكل عاجل إلى مستشفى أسيوط الجامعي، مساء أمس.
نقل الأم إلى المستشفى بعد تدهور حالة الأب
في هذا السياق، كشف ياسر محمد، ابن عم الأطفال، عن تطور جديد تمثل في دخول الأم المستشفى كذلك، مساء أمس، لتتلقى العلاج بجانب زوجها.
وأوضح ياسر محمد، أن حالتها الصحية مستقرة نسبيًا، بينما الأب يعاني من أعراض حادة شملت ارتفاعًا شديدًا في درجة الحرارة، ارتجافًا بالجسد، واحتباسًا بوليًا خطيرًا، وهو ما تطلب إجراء أكثر من 20 تحليلًا وعدد كبير من الأشعات لتحديد سبب التدهور الصحي المفاجئ.
الطفلة “فرحة” الوحيدة الباقية تحت الرعاية
أوضح ابن عمهم، حول حالة الطفلة فرحة نصر محمد، وهي الناجية الوحيدة من بين الأشقاء الستة، أنها ما زالت تتلقى العلاج داخل مستشفى صدر المنيا، ويجري في الوقت الحالي التنسيق لنقلها إلى مستشفى أسيوط الجامعي لتلقي الرعاية اللازمة بجوار والدها، بعد ظهور بعض الأعراض المقلقة عليها كذلك.
يذكر أن الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان، علق على حادث وفاة 5 أطفال أشقاء في محافظة المنيا، لا سيما بعد تداول شائعات عن ارتباطه بمرض الالتهاب السحائي.
متحدث الصحة: الالتهاب السحائي ليس من الأمراض المعدية
أوضح عبدالغفار، خلال مداخلة على قناة “إكسترا نيوز”، أن مرض الالتهاب السحائي ليس من الأمراض المعدية، وأن جميع التحاليل الطبية والإجراءات الوقائية التي أجرتها فرق وزارة الصحة جاءت سلبية لأي نوع من أنواع الأمراض المعدية.
وتابع المتحدث، أن الوزارة قامت بجميع الإجراءات القياسية اللازمة، سواء على مستوى الترصد الوبائي، أو الفحوصات المعملية، أو تحليل مياه الشرب داخل المنزل، بالإضافة إلى متابعة المخالطين وأفراد الأسرة، وجميعها أثبتت عدم وجود أي مؤشر يشير إلى وجود عدوى أو مرض معدٍ.
وأشار متحدث الصحة إلى أن الملف حاليًا يخضع لتحقيقات موسعة من قبل جهات التحقيق المختصة، سواء النيابة العامة أو وزارة الداخلية، مشددًا على أن بيان الوزارة كان واضحًا في نفي وجود سبب مرضي معدٍ، وأن الوزارة تترك تحديد الأسباب لجهات التحقيق الرسمية.