ثلاث منظومات دفاع جوي تفشل أمام صواريخ إيران وتضع مصنعيها في ورطة

ردّ الحرس الثوري الإيراني بهجوم صاروخي باليستي واسع النطاق خلال 24 ساعة، في أعقاب الضربات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مواقع داخل إيران فجر أمس الجمعة 13 يونيو، استهدف مواقع حسَّاسة في تل أبيب، بينها قواعد جوية ومقار لوزارة الدفاع ومجمع هاكيره العسكري.

وتبعت هذه الضربات موجات من الهجمات بطائرات مسيّرة، في مشهد يعكس تصعيدًا غير مسبوق بين الجانبين.

مشاركة أمريكية: ثاد وباتريوت في الخط الأمامي

كشفت مصادر في الإدارة الأمريكية لصحيفة واشنطن بوست أن أنظمة الدفاع الجوي الأمريكية، من بينها “باتريوت” و”ثاد” (THAAD)، شاركت في عمليات التصدي للهجمات، إلى جانب مدمرة أمريكية من طراز Arleigh Burke متمركزة في شرق المتوسط.

كما عززت القوات الأمريكية وجودها في المنطقة دعمًا لجهود الدفاع الجوي الإسرائيلي، بينما التزمت تل أبيب الصمت الإعلامي مع فرض رقابة مشددة على التقارير المتعلقة بحجم الأضرار.

نظام ثاد في إسرائيل .. نشر محدود واختبار فعلي

تم نشر نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي “ثاد” في إسرائيل لأول مرة في 13 أكتوبر الماضي، بعد أن أظهرت كل من إيران والحوثيين في اليمن قدرة على تنفيذ ضربات دقيقة وبعيدة المدى.

ويُصمم هذا النظام لاعتراض الصواريخ الباليستية في المرحلة النهائية من مسارها، أي على ارتفاعات عالية.

رغم ذلك، فشلت منظومة ثاد في أول اختبار قتالي لها في 26 ديسمبر الماضي، حيث لم تتمكن من اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن باتجاه إسرائيل.

هذا الفشل أعاد فتح ملف التساؤلات حول مدى فعالية “ثاد” في مواجهة ضربات صاروخية أكثر تعقيدًا من إيران، التي تمتلك ترسانة باليستية أكثر تطورًا.

اختراقات متكررة لشبكة الدفاع الإسرائيلي

الهجمات الصاروخية من اليمن في أوقات سابقة كانت قد نجحت في اختراق الشبكة الدفاعية الإسرائيلية، حيث فشل عدد من صواريخ الاعتراض في التصدي لصواريخ معادية رغم إطلاق عدة وحدات منها.

مثال ذلك ما وقع في 15 سبتمبر الماضي، حين سقط صاروخ رغم تفعيل عدة طبقات دفاعية.

ويشير ذلك إلى أن الدفاعات متعددة الطبقات الإسرائيلية، التي تضم أنظمة مثل “القبة الحديدية”، و”مقلاع داود”، و”باراك 8″، لم تنجح دائمًا في منع الهجمات.

وهو ما يعزز المخاوف من قدرة إيران على تنفيذ هجمات صاروخية واسعة النطاق تؤثر على الجبهة الداخلية.

ثغرات ثاد مقارنةً بالأنظمة المنافسة

رغم أن نظام “ثاد” يُعد من الأنظمة المتقدمة تكنولوجيًا، إلا أنه يعاني من قيود كبيرة. فهو يستخدم نوعًا واحدًا فقط من الصواريخ الاعتراضية ولا يوفر دفاعًا متعدد الطبقات، بخلاف منظومات مثل الروسية S-500.

منظومة الدفاع الصاروخي الأمريكية ثاد لحماية اسرائيل

كما أن صواريخه لا تحمل رؤوسًا متفجرة وتعتمد على مبدأ الاصطدام المباشر (Hit-to-Kill)، ما يحد من قدراته على تدمير أهداف مناورِة أو متعددة.

يُضاف إلى ذلك أن مدى تغطيته لا يتجاوز 200 كيلومتر، ما يعني أن نظامًا واحدًا لا يغطي سوى نحو 11% من المساحة التي تغطيها أنظمة مثل S-500، ما يضعف قدرته على حماية مناطق واسعة أو متفرقة.

شبكة دفاع معقدة ولكن غير كافية؟

رغم أن “ثاد” لا يُعتمد عليه بمفرده، إذ يُدمج غالبًا مع أنظمة أخرى مثل “إيجيس” البحرية و”مقلاع داود”، إلا أن الهجمات الإيرانية الأخيرة كشفت عن فجوات في التكامل بين هذه المنظومات، وربما في التنسيق بين الدفاعات الإسرائيلية والأمريكية.

وتُطرح تساؤلات الآن حول مدى جدوى الاعتماد على هذه الشبكة المعقدة، لا سيما إذا تطورت المواجهة إلى تصعيد أشمل.

اقرأ أيضًا: الدفاع الجوي الصامت.. لماذا عجزت إيران عن صد هجمات الطائرات الإسرائيلية؟

زر الذهاب إلى الأعلى