فولتاليا وطاقة عربية تعلنان عن مشروع تاريخي لإعادة تشغيل مزرعة الرياح الزعفرانة في مصر

يستعد قطاع الطاقة المتجددة في مصر لتعزيز كبير بتوقيع شراكة جديدة بين شركة فولتاليا وشركة طاقة عربية، بهدف إعادة تشغيل مزرعة الرياح في الزعفرانة، وفقا لما نشره موقع جلوب نيوز واير.

من المتوقع أن يوفر هذا المشروع، الذي يجمع بين تقنيات طاقة الرياح والطاقة الشمسية، ما يصل إلى 3 جيجاوات من الطاقة الخضراء، مما يعزز دور مصر كلاعب رئيسي في مشهد الطاقة المتجددة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

في حفل أقيم في القاهرة، شهد رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي، إلى جانب كبار مسؤولي الطاقة، توقيع مذكرة التفاهم. تمثل الاتفاقية علامة فارقة في تحول الطاقة في مصر، والاستفادة من الموقع الاستراتيجي للبلاد ومواردها الوفيرة من طاقة الرياح والطاقة الشمسية.

شراكة رائدة للطاقة الخضراء

تعاونت شركة فولتاليا العالمية للطاقة المتجددة مع شركة طاقة عربية، إحدى شركات توزيع الطاقة الرائدة في مصر، لتطوير هذا المشروع الهجين المبتكر.

كانت مزرعة الرياح في الزعفرانة، التي تأسست في الأصل قبل عقدين من الزمان كأول مشروع رئيسي لطاقة الرياح في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لاعباً رئيسياً في رحلة الطاقة المتجددة في مصر. ومع اقتراب التوربينات من نهاية عمرها التشغيلي، يهدف هذا المشروع إلى تجديد الموقع بحل متطور للطاقة المتجددة.

تقع الزعفرانة في واحدة من أكثر المناطق رياحًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، على بعد 130 كيلومترًا فقط جنوب شرق القاهرة، وتتمتع أيضًا بأشعة الشمس الاستثنائية النموذجية للصحراء، مما يجعلها موقعًا رئيسيًا لكل من طاقة الرياح والطاقة الشمسية.

سيدمج المشروع الجديد 1.1 جيجاوات من طاقة الرياح و2.1 جيجاوات من الطاقة الشمسية، مما يجعله أول مشروع في مصر يجمع بين مصدري الطاقة على هذا النطاق.

أقرا أيضا.. مقبرة الملك توت.. أدلة جديدة تضع إرث “الفرعون الصبي” تحت التدقيق

خطوة استراتيجية نحو تحقيق أهداف الطاقة في مصر

يتماشى المشروع مع استراتيجية الطاقة الوطنية في مصر، والتي تسعى إلى زيادة حصة الطاقة المتجددة في مزيج توليد الطاقة.

حددت مصر أهدافًا طموحة لتوليد 42٪ من كهربائها من مصادر متجددة بحلول عام 2035، وهذا المشروع هو عنصر أساسي في هذه الرؤية. كما يعكس التزام مصر الأوسع بجذب مشاركة القطاع الخاص في قطاع الطاقة، وهو ما سيكون حاسمًا لتحقيق هذه الأهداف.

ستكون المحطة الجديدة منشأة طاقة خضراء متكاملة بالكامل، وتوفر طاقة نظيفة مع دعم جهود مصر للحد من اعتمادها على مصادر الطاقة التقليدية. ومن المتوقع أن يتم تشغيل المشروع لأول مرة في عام 2028، كما يعد المشروع بخلق فرص العمل وتحفيز الاقتصادات المحلية وتوفير فوائد بيئية طويلة الأجل.

التزام فولتاليا وطاقة عربية بالاستدامة

أكد الرئيس التنفيذي لشركة فولتاليا، سيباستيان كليرك، على أهمية المشروع في دعم طموحات مصر في مجال الطاقة المتجددة. وصرح بأن نهج الرياح والطاقة الشمسية الهجينة هو امتداد لتجربة فولتاليا الناجحة في مشاريع مماثلة، مثل مجموعة سيرا برانكا في البرازيل.

صرح كليرك قائلاً: “إن وجودنا في مصر، بفضل مشروعنا التشغيلي ضمن مجموعة بنبان للطاقة الشمسية، وخبرتنا في المشاريع الهجينة، يمكننا من البناء على إرث الزعفرانة بثقة”.

وأكدت الرئيس التنفيذي لشركة طاقة عربية، باكينام كفافي، هذا الشعور، مسلطةً الضوء على الأهمية الاستراتيجية لمشروع الزعفرانة. وقالت كفافي: “يمثل هذا المشروع علامة فارقة في التزام طاقة عربية بتعزيز الطاقة الخضراء.

نحن نجري دراسات محورية في واحدة من أكثر المناطق الواعدة في مصر للطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ونضع الأساس لحلول الطاقة التحويلية”. كما يوضح المشروع التعاون المستمر بين القطاعين العام والخاص في تعزيز التحول الأخضر في مصر.

أهمية حلول الطاقة الهجينة

يعد النموذج الهجين الذي يجمع بين طاقة الرياح والطاقة الشمسية نهجًا مبتكرًا يعمل على تعظيم استخدام الأراضي المتاحة مع ضمان إمدادات طاقة موثوقة ومتنوعة.

سيوفر الجمع بين طاقة الرياح والطاقة الشمسية إنتاجًا أكثر اتساقًا للطاقة، حيث تكمل الطاقة الشمسية طاقة الرياح خلال فترات انخفاض نشاط الرياح. وهذا مهم بشكل خاص في مناطق مثل مصر، حيث يرتفع الطلب على الكهرباء بسرعة، مدفوعًا بالنمو السكاني والتنمية الاقتصادية.

إن خبرة فولتاليا في المشاريع الهجينة تجعلها مؤهلة تمامًا لقيادة هذه المبادرة. نجحت الشركة في دمج حلول طاقة الرياح والطاقة الشمسية في أجزاء مختلفة من العالم، بما في ذلك البرازيل، حيث تدير مجموعة سيرا برانكا.

سيكون مشروع الزعفرانة إضافة مهمة أخرى إلى محفظة فولتاليا المتنامية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

الدراسات الرئيسية والتأثير البيئي

سيتضمن المشروع دراسات فنية وبيئية شاملة، بما في ذلك قياسات سرعة الرياح، والإشعاع الشمسي، وأنماط هجرة الطيور، والتقييمات الجيوتقنية.

ستضمن هذه الدراسات أن المشروع ليس فقط قابلاً للتطبيق من الناحية الفنية ولكن أيضًا مستدامًا بيئيًا. سيتم تصميم المحطة الهجينة بأقل تأثير بيئي، مع الالتزام بالمعايير البيئية الصارمة في مصر.

 مستقبل أخضر لمصر

مع مشروع الزعفرانة الهجين لطاقة الرياح والطاقة الشمسية، تتخذ مصر خطوة مهمة نحو تحقيق أهدافها في مجال الطاقة المتجددة. ومن المتوقع أن يلعب المشروع دورًا حاسمًا في انتقال الطاقة في البلاد، مما يقلل من الاعتماد على الوقود الأحفوري ويساهم في الجهود العالمية لمكافحة تغير المناخ.

بينما تعمل فولتاليا وطاقة عربية معًا لإحياء هذا المشروع المبتكر، يرمز التعاون إلى اتجاه متزايد لمشاركة القطاع الخاص في قطاع الطاقة الخضراء في مصر.

كما يسلط المشروع الضوء على التزام مصر الأوسع بأن تصبح رائدة إقليمية في مجال الطاقة المتجددة، والاستفادة من مواردها الطبيعية وموقعها الاستراتيجي لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة النظيفة.

بفضل الاستثمارات العالمية والابتكارات التكنولوجية، أصبحت مصر على أهبة الاستعداد لتصبح لاعباً رئيسياً في ثورة الطاقة المتجددة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

نبذة عن فولتاليا وطاقة عربية

فولتاليا هي شركة فرنسية متعددة الجنسيات متخصصة في الطاقة المتجددة، ولديها محفظة تبلغ 3.1 جيجاوات من القدرة التشغيلية و17.2 جيجاوات في التطوير.

تعمل الشركة عبر قارات متعددة، وتوفر حلول وخدمات الطاقة الخضراء. الخبرة الواسعة التي تتمتع بها فولتاليا في مشاريع الرياح والطاقة الشمسية والطاقة الهجينة تجعلها رائدة في سوق الطاقة المتجددة العالمية.

طاقة عربية، وهي شركة تابعة لشركة الطاقة العملاقة المصرية طاقة، هي واحدة من موزعي الطاقة الرائدين في مصر.

مع التركيز القوي على الطاقة المتجددة، تخدم طاقة عربية ملايين العملاء في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتوفر خدمات الكهرباء والغاز والمياه. تلتزم الشركة بتطوير حلول الطاقة الخضراء ودعم أهداف الاستدامة الوطنية في مصر.

زر الذهاب إلى الأعلى