اقتصاد

في ذكرى التحرير: نهضة غير مسبوقة تُضيء أرض الفيروز

تُخلد مصر ذكرى تحرير سيناء الـ 42 بإنجازات استثنائية تُجسد حلم التنمية الشاملة على أرض سيناء، وتُرسِّخ مكانتها كمحور رئيسي لاستراتيجية التنمية المستدامة للجمهورية الجديدة. نهضة غير مسبوقة تُضيء أرض الفيروز. حيث تعكس المشاريع الضخمة التي تم تنفيذها على مدار الفترة الماضية، عزم الدولة المصرية على تحويل سيناء إلى واحة من التقدم والازدهار تليق بمكانتها التاريخية، مستثمرة موقعها الجغرافي المتميز ومواردها الطبيعية الهائلة.

في هذا السياق، أبرزت التقارير الرسمية حجم التطوير بالأرقام وبالتفصيل في سيناء، لتشمل التنمية عدة مجالات، منها ” السياحة والثقافة ، المشروعات التنموية، الفرص الاستثمارية، المشروعات الصناعية الكبرى، دعم أهالي سيناء بالخدمات الأساسية، الإسكان، الموانيء البحرية والبرية، السكك الحديدية والطرق، الصحة والتعليم”.

تطوير ودعم بنية السياحة والثقافة

تُواصل مصر جهودها لتطوير بنية السياحة والثقافة في شبه جزيرة سيناء، من خلال تنفيذ مشاريع ضخمة تُساهم في تعزيز مكانتها كوجهة عالمية جاذبة للسياح من مختلف أنحاء العالم.

• تُعد السياحة الدينية فى قلب استراتيجية تطوير السياحة، لذلك تُنفذ الحكومة المصرية مشروع “التجلي الأعظم” كنموذج فريد للسياحة الروحية الترفيهية على مستوى العالم. المشروع الفريد يستثمر المكانة المقدسة لسيناء في الأديان الإبراهيمية، مع توفير خدمات ترفيهية وسياحية عالمية المستوى.

• وقد تم تخصيص 60 مليون جنيه للمشروع التراثي “إحياء مسار العائلة المقدسة” في شبه جزيرة سيناء ومدن القناة، لجذب محبي السياحة الدينية من مختلف أنحاء العالم.

• لخلق مساحة ترفيهية مميزة للمواطنين والسياح، تم تخصيص 10 ملايين جنيه لتطوير ممشى أهل مصر بمدينة طور سيناء.

• كما أنه قد تم تخصيص 40 مليون جنيه لتطوير كورنيش سيناء بمدينة الطور، لتعزيز جمال الواجهة البحرية وجذب المزيد من الزوار.

• يتوافق التطوير مع معايير الاستدامة البيئية، لذلك تم تحويل مدينة شرم الشيخ إلى مدينة مستدامة بيئياً، مع تطوير مجمل مرافقها، بما يتماشى مع استضافة المؤتمر العالمي COP27.

• تعزيزاً للثقافة، تم تخصيص 35 مليون جنيه لتطوير قصر ثقافة العريش، لخلق مساحة ثقافية مميزة تُثري حياة المواطنين وتُشجّع على الفنون والأنشطة الثقافية.

• كما أنه قد تم إنشاء متحف شرم الشيخ بتكلفة 812 مليون جنيه، ليكون صرحاً ثقافياً هاماً يُحافظ على تراث سيناء ويُعزّز مكانتها كوجهة ثقافية مميزة.

سيناء: مشروعات اقتصادية ووجهة استثمارية واعدة

تُعدّ سيناء هدفاً استراتيجياً للتنمية المستدامة والاستثمار الاقتصادي عالي القيمة، وذلك لما تتمتع به من فرص استثمارية هائلة في مجالات متعددة.

انطلاقاً من هذه الرؤية، ضخّت الدولة استثمارات ضخمة في سيناء ومدن القناة، حيث زادت الاستثمارات بنحو 10 أضعاف خلال السنوات العشر الأخيرة، لتصل إلى 58.8 مليار جنيه في العام المالي 2023/2024، مقارنة بـ 5.9 مليار جنيه في العام المالي 2013/2014.

ولجذب الاستثمار الخاص، تمّ تنظيم 377 فرصة استثمارية متاحة في مختلف الأنشطة.

وبالنسبة للمشروعات الصناعية الكبرى، تم إنشاء:

• مجمع الصناعات الصغيرة بجنوب الرسوة بتكلفة 403 ملايين جنيه، ويضم 118 وحدة موجهة للصناعات الكيميائية والهندسية والغذائية والغزل والنسيج.
• مجمع لصناعة الرخام بمنطقة “الجفافة” بوسط سيناء بتكلفة 805 ملايين جنيه.

نقلة نوعية فى البنية التحتية والخدمات في سيناء

تُولي الدولة المصرية اهتماماً بالغاً بتطوير البنية التحتية والخدمات في شبه جزيرة سيناء، إيماناً منها بأهمية هذه المنطقة الاستراتيجية في تحقيق التنمية المستدامة والنهوض الاقتصادي.

وقد شهدت سيناء خلال السنوات الأخيرة نقلة نوعية في هذا المجال. وتَبرُز عدة مشاريع هامة فى هذا السياق:

• تمّ لأول مرة مدّ خطوط الغاز الطبيعي في سيناء، حيث وصل طول الشبكة المنفذة حتى مارس 2024 إلى 3226 كيلومتراً، بزيادة قدرها 217.8% عن عام 2014.

• تمّ إنشاء محطات كهربائية جديدة وتوصيل الخدمة إلى العديد من المنازل والقرى التي كانت تفتقر إلى الكهرباء.

• كما تعمل الدولة على تنفيذ مشروعات كبرى في مجال الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

• تمّ تنفيذ 55 مشروعًا لمياه الشرب، مما أدى إلى زيادة نسبة تغطية المياه النظيفة للشرب في سيناء بنسبة 94% . إلى جانب أنه قد تمّ إنشاء 34 محطة تحلية مياه بحر جديدة، ليصل عدد المحطات إلى 49 محطة في مارس 2024، مقارنة بـ 15 محطة فقط عام 2014. مما ساهم في حلّ مشكلة نقص المياه التي كانت تعاني منها سيناء، وتحسين الصحة العامة للمواطنين.

الزراعة والصحة والتعليم: محركات التنمية الشاملة على أرض الفيروز

تُمثِّل قطاعات الزراعة والصحة والتعليم ركائز أساسية في هذه الخطة التنموية، حيث تحظى باهتمام بالغ من قبل الحكومة المصرية.

تعددت المشروعات التنموية فى هذه القطاعات الحيوية:

• مصر ابنة الزراعة منذ فجر التاريخ، لذلك شهدت مساحة الأراضي المزروعة والمستصلحة في سيناء قفزة نوعية، حيث زادت بنسبة 176.7% خلال السنوات العشر الأخيرة، لتصل إلى 285 ألف فدان في عام 2024، مقارنة بـ 103 آلاف فدان في عام 2014. ساهم ذلك في تحقيق الاكتفاء الذاتي من بعض المنتجات الزراعية، وتوفير فرص عمل جديدة للشباب، وتعزيز الأمن الغذائي في مصر.

• تمّ تطوير بحيرة البردويل، وهي أكبر بحيرة في مصر، من خلال إنشاء مشروعات للتنمية السمكية وتحسين البنية التحتية. ساهم ذلك في زيادة الإنتاج السمكي، وتحسين دخل الصيادين، وتعزيز السياحة البيئية في المنطقة.

• تمّ رفع كفاءة وتطوير ميناء الصيد البحري بمدينة طور سيناء بالعريش، ممّا أدى إلى تحسين خدمات الصيادين وتسهيل عمليات الصيد والتسويق.

• في مجال الصحة، شهدت مستشفيات سيناء ومدن القناة طفرة كبيرة ضمن منظومة التأمين الصحي الشامل، حيث تمّ تغطية جميع السكان بتكلفة 24.2 مليار جنيه. ساهم ذلك في تحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين، وتوفير الرعاية الصحية اللازمة لهم. تضمّ المنظومة 35 مستشفى و138 مركزاً ووحدة طب أسرة.

• في مجال التعليم، زاد عدد المدارس في سيناء بنسبة 22.3% خلال السنوات العشر الأخيرة، ممّا أدى إلى تحسين بيئة التعليم وتوفير فرص تعليمية أفضل للطلاب. كما زادت نسبة الفصول الدراسية بنسبة 15.9%.

• بالنسبة للتعليم الجامعى، فقد زاد عدد الجامعات الحكومية والخاصة في سيناء ومدن القناة بنسبة 50% خلال السنوات العشر الأخيرة، ليصل إلى 9 جامعات، منها 5 جامعات حكومية و4 جامعات أهلية. ساهم ذلك في توفير فرص تعليم جامعي أفضل للشباب.

شهدت وتشهد أرض الفيروز صحوة مصرية عارمة في مجال التنمية العمرانية، ونهضة غير مسبوقة في كافة المجالات. وتأتي هذه النهضة تعبيرًا عن إرادة حقيقية لتحقيق تنمية مستدامة وشاملة لأبنائها من كل جيل.

فأرض سيناء باتت تنتظر المزيد بما يليق بمكانتها التاريخية العريقة وفُرصها الاقتصادية الواعدة. يد تبنى ويد تحمل السلاح، تحمي أرض الفيروز من أيّ أخطار تتهددها.

زر الذهاب إلى الأعلى