قاعدة رادار تركية في مرمى الاتهامات.. أنقرة قدمت دعمًا استخباراتيًا غير مباشر لإسرائيل في مواجهة إيران

أكدت مصادر رسمية إيرانية أن قاعدة الرادار التابعة لحلف الناتو في منطقة “كوريجيك” التركية لعبت دورًا محوريًا في دعم الجهود الدفاعية الإسرائيلية خلال مواجهة هجمات صاروخية ومسيرات شنتها طهران في الفترة ما بين 13 و24 يونيو، وذلك ردًا على غارات إسرائيلية استهدفت مواقع في إيران.
تركيا تتجسس على إيران لصالح إسرائيل
وأفاد تقرير نُشر على موقع militarywatchmagazine بأن وسائل إعلام إيرانية رسمية، منها قناة “برس تي في”، نقلت عن مسؤولين قولهم إن تركيا “تتجسس لصالح إسرائيل”، في إشارة إلى مشاركة القاعدة في تمرير بيانات حساسة ساهمت في اعتراض الهجمات.
قاعدة “كوريجيك”، التي تضم منظومة رادار أميركية من طراز AN/TPY-2، تم إنشاؤها في العقد الماضي بإشراف القوات الأميركية ضمن شبكة دفاع صاروخي لحلف الناتو.

وقد أكدت الحكومة التركية أن هذه المنشأة أنشئت لـ”حماية مصالح الأمن القومي التركي وتأمين الدفاع عن دول الحلف”، وأن تبادل المعلومات يتم ضمن إطار الناتو، وليس بشكل مباشر مع إسرائيل.
ومع ذلك، فإن واقع التنسيق الاستخباراتي بين الولايات المتحدة وإسرائيل يفتح بابًا للتساؤل حول إمكانية وصول هذه البيانات إلى الجيش الإسرائيلي بشكل غير مباشر.
منظومات الناتو والاستخبارات الأمريكية.. كيف تصل البيانات إلى تل أبيب؟
رغم نفي أنقرة تقديم بيانات مباشرة لإسرائيل، إلا أن تقارير عسكرية تؤكد أن المعلومات التي تجمعها رادارات “كوريجيك” يتم مشاركتها مع الحلفاء في الناتو، ومنهم الولايات المتحدة، التي بدورها تنسق بشكل وثيق مع إسرائيل.
ويُعتقد أن الجيش الأميركي استخدم تلك البيانات لدعم أنظمة الدفاع مثل المدمرات البحرية المزودة بمنظومة AEGIS، ومنظومات THAAD المتقدمة، في محاولة لاعتراض الصواريخ الباليستية الإيرانية قبل وصولها إلى أهدافها.
وبحسب تقديرات ميدانية، ورغم الدعم التركي والأميركي، فقد أظهرت الهجمات الإيرانية فاعلية ميدانية بارزة، حيث تسببت في خسائر جسيمة لمواقع عسكرية واستراتيجية داخل إسرائيل.
وتُشير تقارير استخباراتية إلى أن فشل منظومات الاعتراض يرجع إلى الاستخدام المتزايد لصواريخ عالية المناورة قادرة على اختراق الدفاعات الجوية، بالإضافة إلى استنزاف كبير في مخزون الصواريخ الاعتراضية لدى كل من إسرائيل والولايات المتحدة.
30% من واردات النفط الإسرائيلي تأتي عبر تركيا
لم يتوقف الدور التركي في دعم إسرائيل عند حدود الرادارات، بل امتد إلى المجال اللوجستي الحيوي. فقد واصلت تركيا تصدير كميات ضخمة من النفط إلى إسرائيل عبر خط أنابيب يربط ميناء “جيهان” التركي بمدينة عسقلان الإسرائيلية، وهو ما يُمثل نحو 30% من إجمالي واردات النفط الإسرائيلية.
وتُشير صور أقمار صناعية إلى أن ناقلات النفط التركية كانت تعمد إلى إغلاق أجهزة الإرسال الخاصة بها أثناء الرحلة، لتظهر مجددًا بعد إتمام عمليات التفريغ، في محاولة لتفادي الرصد الإعلامي والسياسي.
التعاون التركي الإسرائيلي يمتد من سوريا إلى إيران
العلاقات العسكرية بين تركيا وإسرائيل ليست وليدة اللحظة، بل تعود إلى عقود من التعاون في مجالات عدة، من بينها تحديث مقاتلات F-4E التركية على يد خبراء إسرائيليين.
كما شهدت السنوات الماضية تنسيقًا مباشرًا بين البلدين في الساحة السورية، لا سيما في دعم فصائل المعارضة المسلحة وتوجيه ضربات جوية متزامنة ضد القوات السورية ومواقع “حزب الله”.
ويُعد الدور التركي من أكثر الأدوار الإقليمية فعالية في دعم الجهود العسكرية الإسرائيلية بعد الولايات المتحدة، سواء في مواجهة إيران أو وكلائها الإقليميين.
اقرأ أيضاً.. رحلة في سماء المجد.. تجربة عائلية فريدة داخل متحف القوات الجوية المصرية