قيصر يشعل الغضب في سوريا.. لماذا أوقفت السلطات مسلسل يفضح جرائم الأسد؟

أثار الإعلان عن بدء تصوير مسلسل درامي بعنوان قيصر في دمشق موجة من الجدل والاستياء بين السوريين، خاصة أن العمل يستند إلى أحداث حقيقية تتعلق بقضية تسريب صور ضحايا التعذيب في المعتقلات السورية.
وقد تصاعدت الانتقادات الموجهة لـ مسلسل قيصر بعد الكشف عن مشاركة ممثلين معروفين بمواقفهم المؤيدة للنظام السوري، وهو ما اعتبره كثيرون خطوة استفزازية وغير مقبولة.
موقف قيصر من المسلسل
فريد المذهان، المعروف إعلاميًا بـ”قيصر”، نفى عبر بيان نشره على منصاته الشخصية أن يكون قد وافق على إنتاج عمل درامي يستند إلى قصته.
بيان للرأي العام.
إلى جميع السوريين والسوريات، أنا أخوكم فريد المذهان، المعروف باسم "قيصر"، أصرح لكم بأنني لغاية هذا التاريخ لم أسمح أو أفوض كما لم أعط أي موافقة، لا شفهية ولا مكتوبة، بهدف إنتاج أي عمل إبداعي ، تلفزيوني أو سينمائي يتناول قصة قيصر أو يحمل هذا الاسم . فـ "قيصر" هو…— Farid Almazhan (فريد المذهان) (@faridalmazhan) February 27, 2025
وأكد أنه لم يُستشر بشأن أي تفاصيل متعلقة بـ مسلسل قيصر، معربًا عن رفضه استغلال معاناة الضحايا لتحقيق مكاسب درامية أو تجارية.
إيقاف تصوير مسلسل قيصر
أمام الضجة التي أثيرت، أعلنت اللجنة الوطنية للدراما في سوريا وقف تصوير المسلسل بشكل مؤقت، مؤكدة أن القرار جاء احترامًا لمشاعر الشارع السوري.
كما أشارت إلى أن العمل ليس توثيقًا دقيقًا لقصة “قيصر”، بل يحمل بعدًا دراميًا مختلفًا.
من هو قيصر
في عام 2014، صدمت مجموعة من الصور العالم، بعد أن سرّبها شخص أطلق عليه لاحقًا اسم “قيصر”، وهو مصور عسكري سوري كان يعمل في توثيق جثث المعتقلين الذين قضوا في السجون تحت التعذيب.
بلغ عدد الصور التي كشفها أكثر من 55 ألف صورة، وثقت انتهاكات مروعة تعرض لها الآلاف من المعتقلين بين عامي 2011 و2013.
وقد شكلت هذه الصور دليلًا دامغًا على الانتهاكات التي ارتكبها النظام السوري، وساهمت في فرض عقوبات دولية لاحقة، أبرزها “قانون قيصر” الذي أقرّه الكونجرس الأمريكي عام 2020.
تصريحات قيصر بعد سقوط النظام
بعد سقوط النظام السوري، خرج فريد المذهان، الذي كان يخفي هويته الحقيقية لسنوات، إلى العلن، مؤكّدًا أن مهمته لم تكن فقط تسريب الصور، بل العمل على تحقيق العدالة للضحايا.
في لقاءات عدة، شدد على أن ما كشفه للعالم لا يمثل سوى جزء بسيط من حجم الجرائم التي وقعت داخل مراكز الاعتقال، وأنه على المجتمع الدولي الاستمرار في محاسبة المسؤولين عنها.
كما أعرب عن مخاوفه من محاولات تلميع صورة النظام أو إعادة كتابة التاريخ عبر أعمال درامية منحازة.
جدل في سوريا بسبب مسلسل قيصر
أثار هذا الحدث نقاشًا واسعًا حول كيفية تناول القضايا الحساسة في الإنتاج الفني، خصوصًا تلك المتعلقة بالانتهاكات الإنسانية.
فبينما يرى البعض أن الدراما يمكن أن تكون وسيلة لإلقاء الضوء على الجرائم وإبقاء الذاكرة الجماعية حيّة، يرى آخرون أن التناول غير الدقيق قد يؤدي إلى تشويه الحقائق وإفراغها من مضمونها الإنساني.